عاشت الهوية المغرببة، خلال الآونة الأخيرة، على وقع رجات علمية، قد تصل قوتها إلى تحقيق القطيعة الابستملوجية بين براديغم (ين) مختلفين على مستوى البنية و التكوين:
براديغم إيديولوجي سوسيو-كولونيالي: يقوم على تزييف مقومات الهوية المغربية، من أجل توظيفها في المحافظة على المكاسب الاستعمارية المكتسبة من مرحلة الحماية، و لهذا يوظف المكون الأمازيغي كحصان طروادة لدك حصون الوطن و اختطافه من أجل ممارسة الابتزاز على صانع القرار السياسي.
و إذا نجحت هذه الخطة في الجزائر مع القبائليين فإنها استثمار خاسر في المغرب المتجذر في التاريخ، و الذي تمازجت مكوناته العرقية على امتداد أكثر من اثني عشر قرنا.
براديغم معرفي أصيل مؤسس على البحث العلمي السوسيو-ابستملوجي: يحلل الهوية المغربية من منظور البنية و التكوين، و يفكك الأطروحة الإيديولوجية الكولونيالية باعتماد آليات البحث العلمي. و لذلك، فهو لا يرفض المكون الأمازيغي بل يدمجه ضمن النسيج الهوياتي الوطني، بعيدا عن أساطير الأصل و دعاوى الفصل العنصري على أساس عرقي.
لذلك، يجب على صانع القرار السياسي، بالمغرب، أن يصغي لصوت العقل/العلم، بعيدا عن صوت الإيديولوجيا الذي يوظف العواطف الرخيصة التي لا تسمن و لا تغني من جوع، بل إنها تشكل خطرا على انسجام المجتمع و تماسك الدولة.
و لعل الأرضية صالحة، اليوم، لإحداث التغيير المنشود، من خلال تحقيق الانتقال من البراديغم الإيديولوجي إلى البراديغم المعرفي، خصوصا و أن الأبحاث العلمية المنجزة من طرف الدولة قد أنتجت تصورا علميا عن الهوية المغربية يقطع مع التصور الإيديولوجي الكولونيالي.
و يمكنني، كباحث أكاديمي منشغل بإشكالية الهوية المغربية لعقدين متتابعين، أن أتقدم بالمقترحات التالية التي تستحضر المرجعية العلمية:
إدخال المعطيات الإحصائية (2024) ضمن المقررات الدراسية، و فتح مجال البحث العلمي الجامعي لتوظيفها كمعطيات علمية تؤكد على تنوع الهوية المغربية، مع التركيز على هيمنة البعد العربي-الإسلامي و هامشية المكون الأمازيغي (نتائج الإحصاء تؤكد على ذلك بالأرقام).
توظيف نتائج اكتشاف تافوغالت، الذي يؤكد على تنوع التراث الجيني المغربي، هذا الاكتشاف المٌنجز على يد خبرة علمية وطنية و عالمية مع فحص و تحليل عيناته في مختبرات عالمية مشهود لها بابكفاءة العلمية، يجب توظيفه من أجل دعم الأطروحة الأنثربولوجية لعبد الكبير الخطيبي (Maghreb pluriel) و الأطروحة السوسيولوجية لبول باسكون La Société Composite.
وذلك من أجل دحض خرافة الأصل الأمازيغي، و ما ينتج عنها من خرافات العقلية الأمازيغية و الهوية الأمازيغية..!
توظيف نتائج البحث الميداني الذي أنجزه المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، و الذي أكد على تنوع روافد الهوية المغربية، حيث يهيمن المكون العربي-الإسلامي و يحضر المكون الأمازيغي بشكل هامشي غير مؤثر، و هذا يدعمه توجه معظم الساكنة المغربية التي تدعم توظيف اللغة العربية، في التعليم، بنسبة تقترب من الثمانين في المائة، رغم تواضع دعم الدولة و الحرب المعلنة عليها من التيار الفرنكفوني، بينما ترفض توظيف الأمازيغية رغم ترسيمها و تخصيص ميزانية ضخمة من جيوب دافعي الضرائب لـ (صناعتها) من فراغ ! (حسب البحث النسبة ظلت ثابتة في %5 منذ 2016 و حتى 2023).
هذا هو منطق التحليل الملموس للواقع الملموس الذي لا يرتفع، و الذي ينسجم مع المقاربة العلمية السوسيو-ابستملوجية، و الذي يفرض نفسه على صانع القرار السياسي لمراجعة المقررات الدراسية، و تحديث معطيات البحث الجامعي، وصولا إلى تحيين Mise à jour الخطاب الإعلامي.
يجب على الدولة و المجتمع أن يدخلا في مراجعات جذرية، و ذلك في أفق تجفيف منابع الظهير البربري الذي ظل جاثما على رقاب المغاربة، رغم فسخ عقد الحماية و انسحاب الاستعمار، فقد ظلت المسألة الأمازيغية تمثل الوجه الثاني لعملة الابتزاز الفرنسي للمغرب بعد وجه الصحراء الغربية المغربية، و إذا تمكن المغرب من إحداث اختراق على مستوى ملف الصحراء فيجب أن يطبق نفس الخطة في ملف الأمازيغية.
مقترحكم سيدي.. اكثر من صحيح..لأنه سيعيد قطار التاريخ المغربي الى سكته الصحيحة من حيث تأصيل مبدأ العروبة المتجدرة في التاريخ و الجغرافيا… و اعتبار المكون الامازيغي طفرة عن هذا المنحى التراكمي العربي اصلا..و هذا لا يجحده عالم رصين و لا حتى مبتدىء فهيم…
الإحصاىيات و الدراسات العلمية و الاركيولوجية و….تؤيد بأعلى صوتها هذا الطرح الرصين ..و تفند الأطروحات العرقجية الهجينة و التي تلبس لبوس الحداثة المعلبة لتوخي أمور أقل ما يقال عنها وصولية.. أستاذي طرحكم .له من العلمية و الرصانة الفكرية ما يؤهله للترسيم و التأسي…
لا فظ فوكم و لا انبرى لكم منبر..
كلامك عين الصواب استاد..نحتاج لامثالك لتصحيح المسار ومحاربة الاطروحات العرقجية.حفظكم الله
لا عزاء اللقطاء التاريخ . نحن عرب وجودنا في المغرب تجاوز 15 الف سنة كما بينت تحليلات تافوغالت .
كلام أقل ما يمكن أن يوصف به أنه إسهال من إنسان مريض بالسعار الاثنوفوبي..من العار أن تخرجالجامعة المغربية مثل هذه العاهات الفكرية التي تدعي أنها تنتج معرفة علمية فيما هي تتقيأ خراجا عنصريا كريها..
العنصرية أيها العنصري البغيض ليست وجهة نظر..
و الامازيغ لم يدعو يوما ما أنهم عرق و أتحداك ان تأتي بوثيقة من خطاب الحركة الثقافية الامازيغية فه أي إشارة للعرق..الامازيغية هوية ثقافية لجميع سكان الشمال الافريقي بمختلف أصولهم العرقية(زنوجا و بيضا و خلاسيين)..
الإحصاء الذي جعل أمازيغ المغرب أقلية من صناعة مؤسسة يرأسها أمازيغوفوبي من قبيلتك الايديولوجية..و حتى إذا سلمنا بصحته فالحقوق لا تعطى و لا تنزع بمنطق الاقلية و الاغلبية…نسبة الرومانش في سويسرا لا تتعدى أقل من واحد في المائة و رغم ذلك فلغتهم محمية دستوريا و من اللغات الرسمية الاربع في البلد..
السعار الاثنوفوبي لن يغير حقائق الواقع..و لك في المقبور القذافي عبرة…شفاك الله من الحول الفكري و السعار العرقي.