تشكل مقاتلات الجيل الخامس “سو-57” حاليا الأمل الكبير لترسانة روسيا الجوية، إلى درجة أن الكرملين صنفها على أنها “ضرورية” لبلاده.
وفي سياق الحرب الحالية في أوكرانيا، من الضروري بالنسبة لموسكو أن تعمل على تسريع الإنتاج قدر الإمكان.
وإذا لم تكن الصناعة المحلية قادرة على العمل بالسرعة اللازمة، فلا يوجد شيء أفضل من الاستعانة بمصادر خارجية للإنتاج.
وذكرت تقارير صحفية أن روسيا عرضت على أحد شركائها الاستراتيجيين، الهند، بتولي إنتاج مقاتلاتها من طراز سو-57 على أراضيها، تماما كما تفعل بالفعل مع مقاتلات سو-30، وفقا للإعلان الذي أدلى به المدير العام لشركة الطيران الروسية المتحدة (OAK)، فاديم باديجا.
تقترح دراسة إمكانية إنتاج هذه الطائرة هنا في الهند، بنفس الطريقة التي يتم بها إنتاج Su-30 حاليًا. وقال في مقطع فيديو نشر على قناة OAK على Telegram ونقلته وكالة Efe الإسبانية: “إنه عرض لا يستطيع أي عميل آخر تقديمه”.
وأضاف باديجا، الذي يشارك حاليا في معرض “آيرو إنديا-25” الجوي في الدولة الآسيوية، أنه “لا شك أن الجانب الهندي لديه اهتمام كبير بطائرة سو-57”.
وقال إن هذه المقاتلة ضرورية لـ “التطوير المشترك المستقبلي لروسيا والهند” وعرض إمكانية تنفيذ ابتكارات مشتركة “على أساس منصة Su-57” في إطار “التحالف التكنولوجي القائم” بين موسكو ونيودلهي.
وقال “الجميع يرى ويقدر (سو-57) باعتبارها الطائرة الوحيدة من الجيل الخامس التي يتم استخدامها فعليا بانتظام في ظروف القتال”.
وأضاف المسؤول أن “التقنيات والخصائص والحلول التقنية المستخدمة في سو-57 ستضمن تفوقها خلال السنوات الأربعين إلى الخمسين المقبلة”.
وفي وقت سابق، قال رئيس شركة “روس أوبورون إكسبورت” الروسية لتصدير الأسلحة، ألكسندر ميخيف، إن طائرة “سو-57” سيتم تصديرها لأول مرة في التاريخ هذا العام، بعد خمس سنوات من بدء توريد الطائرة للجيش الروسي.
تتعاون روسيا والهند في مجال الأسلحة منذ عقود، ففي السنوات العشرين الماضية وحدها، غطت موسكو 65% من إنفاق الهند على الأسلحة، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وعلى الرغم من التعاون العسكري الطويل الأمد بين البلدين والذي يعود إلى الحقبة السوفييتية، فقد سعت الهند مؤخراً إلى إبعاد نفسها عن الاعتماد العسكري الروسي.
ومع ذلك، تستغل روسيا كل فرصة، مثل المعرض الجوي الحالي، لتجديد اهتمام الهند، التي تصنع بالفعل دبابات T-90S ومقاتلات Su-30MKI على أراضيها، وصممت صواريخ BrahMos-2 الأسرع من الصوت مع موسكو.
بالإضافة إلى ذلك، وقعت الدولتان عقدًا لتوريد أنظمة روسية حديثة مضادة للطائرات من طراز “إس-400 تريومف” مماثلة لتلك التي بيعت أيضًا إلى تركيا.
وتسعى نيودلهي، التي زادت من وارداتها من الأسلحة من الغرب، إلى تحديث جيشها بعد تصاعد التوترات مع الصين في عام 2020.