مجتمعمغاربة العالم
أخر الأخبار

د. دنيا القرشي في حوار مع أنباء إكسبريس.. مرشحة حزب DAVA للانتخابات البرلمانية بألمانيا

القرشي.. نسعى لتمثيل والدفاع عن جميع فئات المجتمع، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية أو العرقية

أجرى الحوار: عبدالعالي الطاهري

من منطلق تجربتكم الجمعوية الطويلة بالديار الألمانية، كيف تقرؤون واقع اندماج الجاليات العربية في منظومة مجتمع الاستقبال (ألمانيا)؟

سؤال مفصلي ووازن، خاصة أنه يُلامس عمق والأساس المرجعي للرؤية التي تحكمنا كمجتمع مدني مغربي وعربي، في سياق التأطير والتوجيه الذي يمثل أساس علاقتنا بجميع مكونات الجاليات العربية والإسلامية وكذا الأقليات بألمانيا.

إلى ذلك، فعلاوةً على مختلف الأنشطة التي تستفيد منها مختلف شرائح المهاجرين العرب والمسلمين، من ندوات وملتقيات ومؤتمرات، فإننا ننظم واحدة من أهم التظاهرات، ليس فقط على المستوى الألماني، بل على المستويين الأوروبي والدولي، نتحدث عن الأسابيع الثقافية العربية التي تحتضنها بشكل سنوي مدينة هامبورغ، والتي تحكمها مرجعية في الأساس ذات أبعاد تواصلية إنسانيًا..

غايتها الكبرى تحقيق وتكريس ثقافة التعايش، من منطلق كونه الأساس الصلب لتمثين لغة الحوار والتكامل بين الثقافات والحضارات الإنسانية والسمو إجرائيًا بالحوار بين الديانات السماوية، على اعتبار أنه أحد أهم المشاريع التي يتبناها المجتمع الدولي بمختلف أطيافه وتياراته الفكرية والسياسية والعقائدية.

والأسابيع الثقافية العربية هي أيضا جسر متين لتحقيق انفتاح بين مختلف المجتمعات العربية والإسلامية، على مستوى عاداتها وتقاليدها وموروثها الإنساني الغني، كل ذلك يجعلنا أمام الهدف الأسمى لهذه التظاهرة الكبرى ذات الحمولة المعرفية والأدبية والثقافية والإنسانية، ألا وهو التنزيل السليم والسَّلِس لاستراتيجية إدماج المهاجرين العرب داخل بنية بلد الاستقبال ليشكلوا قِيَمًا مضافة داخل المجتمع الألماني، كلٌّ في مجال اختصاصه العلمي أو المهني.

السالف عرضه، يؤكد الدور المحوري الذي يشكله عمل المجتمع المدني المغربي ومعه العربي والإسلامي، في تنزيل التصورات والرؤى الهادفة إلى تيسير إدماج المهاجرين القادمين من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، بجميع تشكيلاتهم ومساراتهم وتخصصاتهم، طلبةً كانوا أو باحثين عن فرص عمل وكذا مستثمرين ورجال أعمال، علاوة على هيئات مدنية تسعى إلى خلق شراكات وتبادل الخبرات مع نظيراتها الألمانية.

تمَّ ترشيحكم من طرف حزب “التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتنمية”، على المستويين الجهوي (هامبورغ) والوطني برسم انتخابات الثاني من مارس القادم..هلَا قدمتم للرأي العام قراءة حول حزبكم وكذا الخطوط العريضة لبرنامجه الانتخابي؟

حزب DAVA (التحالف الديمقراطي للتنوع والتنمية) هو حزب سياسي جديد في ألمانيا يسعى إلى تعزيز الديمقراطية والتعددية والمساواة.

نحن نهدف إلى تمثيل جميع فئات المجتمع، بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية أو الدينية او العرقية، ونعمل من أجل العدالة الاجتماعية وتحقيق المشاركة السياسية للجميع.

وفي ذات السياق يمكن أن نورد الخطوط العريضة لأهداف حزبنا كالتالي:

حيث يرى حزب “دافا” أن هناك فراغًا سياسيًّا كبيرًا يعاني منه المهاجرون والمسلمون في ألمانيا لا تملؤه الأحزاب التقليدية الموجودة، ويقول إنه يهدف إلى تحقيق تمثيل حقيقي لهذه الشريحة وتعبئة أصواتها للدفاع عن مصالحها.

ونورد فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامج الحزب المتضمن للعديد من النقاط الرئيسية، أهمها:

• تعزيز المشاركة السياسية المتساوية للجميع بغض النظر عن الأصل.
• حماية القِيم الأسرية وتوفير الدعم للحوامل والأسر.
• ضمان حقوق المرأة والمساواة في العمل ومكافحة العنف ضدها.
• توفير بيئة آمنة وصحية للأطفال وتعزيز تعليمهم ودعم الأطفال اللاجئين والمعاقين.
• تحسين الوضع الصحي ومعالجة نقص الأطباء وخفض تكاليف العلاج.
• دعم الاقتصاد والشركات الصغيرة وتقليص المساطر البيروقراطية.
• مكافحة التمييز والعنصرية بتشديد القوانين وبرامج التوعية.
• تعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة في السياسة الخارجية.
• تعزيز الدفاع الوطني والتعاون الدولي ونزع السلاح.
•دعم الطاقة المتجددة وحماية البيئة والكفاءة الطاقوية.

موازاةً مع البرنامج الانتخابي لـ”التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتنمية”، ما هو برنامجكم من منطلق تشخيصكم الدقيق لواقع واحتياجات الجاليات العربية في ألمانيا؟

جوابًا على سؤالكم، يجب التأكيد أولًا على مسألة غاية في الأهمية، وهي المتمثلة بالأساس في كون قبولي الترشح في هذه الانتخابات عن حزب DAVA، وهو أمر نابع من قناعة شخصية، يأتي أولًا من منطلق معرفتي الدقيقة واللصيقة بطبيعة المشاكل والعراقيل التي تعانيها شرائح عديدة من المهاجرين العرب والمسلمين ومختلف الأقليات، على المستويات التعليمية والوظيفية (الإقصاء لسبب عرقي أو ديني..) داخل المجتمع الألماني، وثانيًا إيماني بمرجعية وأفكار وكذا الأدوار التي يلتزم بها حزبنا “التحالف الديمقراطي من أجل التنوع والتنمية”.

إلى ذلك فإنني أؤمن بأن الديمقراطية لا يمكن أن تكون كاملة ومُجسَّدة تجسيدًا سليمًا وموضوعيًا بدون تمثيل حقيقي لجميع فئات المجتمع. وكامرأة مغربية هي إبنة أمة عريقة وأصيلة بمكونات وروافد حضارية وثقافية متعددة ومتكاملة ومتجانسة، أمازيغية وعربية وصحراوية، هذا علاوةً عن مرجعيتي الجمعوية كرئيسة لجمعية ثقافية (الجمعية المغربية الألمانية للتواصل والتبادل الثقافي)، ومن منطلق معايشتي عن قرب للعديد من التحديات التي يواجهها المهاجرون والأقليات، قررتُ أن أخوض هذه التجربة السياسية، وأن أكون صوتهم داخل المشهد السياسي الألماني، على المستويين الجهوي (هامبورغ) والوطني (البرلمان الألماني).

يركز حزبكم، على مستوى أرضيته السياسة ومرجعيته الفكرية، على القيم الاجتماعية والأسرة بالخصوص كمحور أساسي ومرجعي لأي تطور مجتمعي.. تعليقكم على ذلك؟

الأكيد أننا حزب جديد في المشهد السياسي الألماني، لكننا نمتلك رؤية قوية وتشخيصًا دقيقًا لواقع المهاجرين والأقليات، وهو ما أعطانا وسيعطينا مزيدًا من الدعم من جميع مكونات وشرائح المجتمع الألماني، مهاجرين وسكان أصليين، إذ يشعر الكثيرون أن الأحزاب التقليدية لم تعد تمثلهم أو تعبر عن تطلعاتهم وآمالهم، لذلك نحن نرى أن هناك فرصة حقيقية لنكون صوتًا جديدًا ومسموعًا داخل مختلف المجالس المنتخبة، محليًا وجهويًا ووطنيًا.

والأكيد أن أي برنامج سياسي عملي وواقعي، يجب أن يعتمد تشخيصًا دقيقًا ومفصليًا لحاجات وتطلعات المواطنين في جميع مناحي ومجالات المعيش اليومي، ليكون الاهتمام بالأسرة كنواة للمجتمع، المرجعية الأهم والأكبر في برنامجنا الانتخابي، هذا الأخير الذي يشكل تعاقدًا أخلاقيًا واجتماعيًا مع مختلف مكونات البنية المجتمعية الألمانية، مهاجرين وأقليات وسكان أصليين.

ما هي رسالتك للناخبين العرب والمسلمين في ألمانيا؟

رسالتي لهم هي أن يشاركوا في العملية الديمقراطية، لأن صوتهم مهم. فالسياسة تؤثر على حياتنا اليومية، وإذا لم نشارك، فإن الآخرين سيتخذون القرارات نيابةً عنا، ما يعني استمرار الأوضاع على حالها، والحال أننا في حزب DAVA، نقدم فرصة تاريخية للمهاجرين العرب والمسلمين ومختلف الأقليات المسلوبة الحقوق، حتى نكون فعليًا وإجرائيًا جزءًا من التغيير وكذا إنتاج سياسات عمومية تخدم أهداف العدالة الاجتماعية وحماية الأسرة وتيسير إدماج المهاجرين والأقليات، إدماجًا يراعي حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية وفي احترام تام لعقائدهم الدينية وعاداتهم وموروثهم الثقافي، طبعًا في احترام تام لدستور وقوانين الجمهورية الألمانية.

الدكتورة دنيا القرشي
https://anbaaexpress.ma/cfw0o

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى