حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

تندوف.. ماذا يقع بين مليشيا البوليساريو والنظام الجزائري هل هي حرب أهلية؟؟

مؤخرا إرتفع حجم الصراع الدموي بين الطرفين، فقد شهدت الاشتباكات، التي كانت بين البوليساريو و عناصر من الجيش الجزائري، تبادل إطلاق النار الحي في تندوف

أولا من الضروري الإشارة، بأن الحرب الأهلية هي الحرب التي تكون داخلية في بلد ما، ويكون أطرافها جماعات مختلفة من السكان، وكلُّ فرد فيها يرى في عدوِّه خائناً لا يمكن التعايش معه ولا العمل معه في نفس التقسيم الترابي.

هذا هو الحال الآن في تندوف الجزائرية، انقلب السحر على الساحر، حيث أنقلبت الاطروحة الانفصالية التي يروج لها النظام العسكري الجزائري أكثر من 50 سنة، ضد المملكة المغربية، بما يسمى الدولة الوهمية التي ترأسها مليشيات مسلحة إرهابية “البوليساريو”.

لقد تغير الوضع بشكل كبير 360 درجة، منطقة تندوف الجزائرية، تعيش غليان غير مسبوق، بين النظام الجزائري وعصابة البوليساريو، وذلك بعد الفشل الذريع في تحقيق مشروعهم التخريبي الانفصالي.

الجزائر في حالة دهول وصدمة، وقد نقول إنهيار كبير، النظام العسكري يحاول تدارك الأمر وفي محاولة تنفس الصعداء لان أنفاسه قد يلفظها في أي لحظة.

وضع الجزائر لا يحسد عليه إزداد تأزما مع صعود الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، التي تهيء رزمة من العقوبات على النظام الجزائري الذي تجاوز الحدود وحاول تخريب المنطقة وإشعاع الفتنة بين دول الإقليم.

ماذا يقع بين النظام الجزائري ومليشيا البوليساريو؟

مؤخرا إرتفع حجم الصراع الدموي بين الطرفين، فقد شهدت الاشتباكات، التي كانت بين البوليساريو و عناصر من الجيش الجزائري، تبادل إطلاق النار الحي في تندوف.

بالإضافة، إلى إرتفاع العنف والاعتداء الجسدي واللفظي المتصاعد في المؤسسات التعليمية الجزائرية، ضد طالبات البوليساريو الصحراويات من مخيمات تندوف اللواتي يتابعن دراستهن في الجزائر، وهو ما وقع مؤخرا في ثانوية الأحد عشر شهيدا ببلدية البيوض الكائنة بنفوذ ولاية النعامة الجزائرية.

النظام العسكري الجزائري، إعتمد رسميا اللجوء إلى أساليب عنصرية وتمييزية ضدالصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف وخصوصا الطلبة، وإقحامهم في تصفية حسابات، و كذلك تعريضهم للتعنيف الجسدي واللفظي، بهدف التضييق على هذا الكيان الوهمي الذي أصبح غير مرغوب فيه وهو بمثابة الشوكة في حذاء الجزائر.

وأكثر من هذا أعلن تبون في مقابلة مع صحيفة “لوبينيون” الفرنسية، بأن جبهة مليشيا البوليساريو تواصل طلب السلاح من الجزائر، إلا أن حكومته “تمتنع عن تقديمه لها في الوقت الراهن”.

وهذا دليل أخر بأن مليشيا البوليساريو أصبحت تشكل خطر على الجزائر، كما يعتبر كذلك تصريح تبون بمثابة محاولة إخلاء مسؤولية الجزائر عن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها ميليشيا البوليساريو الإرهابية في المنطقة وفي الأقاليم الجنوبية للمملكة بشكل خاص.

تحذيرات أمريكية للجزائر

من الضروري التنويه، بمجرد وصول الرئيس المنتخب دونالد ترامب، إلى سدة الحكم، حسم الأمر في عدة ملفات ومن أبرزها التدخل السافر للنظام العسكري الجزائري في شؤون الدول.

وجدير بالذكر أرسل دونالد ترامب الأسبوع الماضي، قائد أفريكوم الجنرال “مايكل لانغلي” للجزائر، ووجه تحذير شديد اللهجة للنظام الجزائري خصوصا في علاقاته الاستراتيجية مع روسيا، مع الحد من علاقات التعاون والتنسيق مع إيران، وبعدم إيواء قيادات حزب الله وحماس وتنظيم الجهاد الإسلامي.

كما أمر ترامب تبون، بالحد من الحملات المسعورة ضد اسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، بما فيها فرنسا وإسبانيا.

وأكثر من هذا، هدد ترامب النظام العسكري بوقف المساعدات والتعاون العسكري إذا ما استمرّت الجزائر في رفض الاستسلام للأمر الواقع.

وما أرعب تبون، هو تحذير دونالد ترامب النظام الجزائري ب⁠الكف عن تهديد المغرب بتصعيد عسكري والحد من العمليات الاستفزازية التي تقوم بها مليشيا البوليساريو ضد المغرب.

مع التأكيد على أن القرار الأمريكي بخصوص مغربية الصحراء قرار لا رجعة فيه.

رد فعل الجزائر

لهذا يتساءل العديد ما سبب تغيير لهجة النظام الجزائري، ومواقفه، قبل يومين قال عبد المجيد تبون أن بلاده قد تكون مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في اليوم ذاته الذي ستكون فيه دولة فلسطينية.

وذلك خلال حوار أجرته معه صحيفة لوبينيون الفرنسية، حيث سُئل هل أنتم مستعدون لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إذا أدى استئناف عملية السلام في نهاية المطاف إلى إنشاء دولة فلسطينية؟ فأجاب قائلا “بطبيعة الحال”.

وأكثر من ذلك الجزائر، تحاول أن تبعد الشبهات عنها بتورطها في تنفيذ عمليات إرهابية في المنطقة، ودعمها للحركات الانفصالية الإرهابية على رأسها البوليساريو وتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة جنوب الصحراء..

النظام العسكري الجزائري، هو في ورطة كبيرة خصوصا عندما أصبحت سياسته مفضوحة مع الرأي العام الدولي، وتدخله السافر في زعزعة استقرار أمن الدول سواء في منطقة شمال إفريقيا او منطقة الشرق الأوسط، وحتى البعيدة جغرافيا.

وقد أسفرت تحقيقات فرنسية، بأن شبكات خطيرة تابعة للمخابرات الجزائرية تعمل على زعزعة استقرار فرنسا.

كما أن النظام الجزائري، في خطوة تصعيدية خطيرة، سمح بدخول وفد تابع لحركات كردية انفصالية إلى مخيمات تندوف ورفع شعارات ضد تركيا، الهدف منها استفزاز أنقرة والرد على دعمها للمجلس العسكري الحاكم في مالي المناوئ للجزائر.

وأكثر من هذا، قيادات بمليشيا البوليساريو الإرهابية تهدد دولة موريتانيا باستهدافها وزعزعة استقرارها، حيث تقوم بتنسيق مع عدة أطراف من أجل استهداف البلاد، بعمليات إرهابية دقيقة، وضرب أماكن حيوية، خصوصا السياحية.

الجزائر تواجه الأمر الواقع وتحاول التخلص من السحر الذي انقلب عليها، جميع الدول قرروا الابتعاد عن هذا النظام العسكري البائس الذي دمر المنطقة، الجزائر تستعد لتحمل العواقب والعقوبات.

كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة تستعد لتصنيف البوليساريو”منظمة إرهابية” بسبب ممارستها أنشطة خطيرة تهدد الأمن واستقرار المنطقة المغاربية والبحر الأبيض المتوسط.

https://anbaaexpress.ma/s0baf

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى