أفريقيامجتمع
أخر الأخبار

إنفصام عرى دعم العسكر للبوليساريو.. مواجهة مسلحة بين الحليف والمحتضن تنبئ بزوال الجبهة على أيدي حاضنيها “فيديو”

شهدت مخيمات تندوف إشتباكات وأعمال عنف ساخنة بين عناصر مسلحة تابعة لتنظيم البوليساريو وعناصر من الجيش الجزائري حول مناطق نفوذ كلا الطرفين، حيث أن السبب يعود إلى محاولة عناصر نقطة المراقبة الجزائرية عند المدخل الجنوبي لمدينة تندوف، ومنع عناصر محسوبة على تنظيم البوليساريو من توقيف حافلة تحمل ترقيما جزائريا ولم تمتثل لأوامر التوقف عند حاجز عسكري على الطريق الرابط بين مركز الرابوني التابع لجبهة البوليساريو ومدينة تندوف.

وعلى إثر ذلك، تعرض الجنود الجزائريون لهجوم مباغت من قبل عنصر ميليشيا البوليساريو وتدعى الوحدة الصحراوية للتدخل السريع، وهي الذراع التي يتوكأ عليها إبراهيم غالي لقمع المظاهرات في المخيمات وترهيب الامنين في المخيمات من الذين لا يشاطرون جبهة البوليساريو مخططاتها الانتقامية من الصحراويين ورهن مستقبلهم على أرض الجزائر.

إن ما حدث أول البارحة هو مؤشر لحدوث أعمال عدائية أكثر وحشية ودموية في حق الصحراويين المحتجزين بالمخيمات لرفضهم الضمني لوصاية الاجهزة الأمنية والعسكرية الجزائرية منذ خمسة عقود، دون أن تكون لهم إرادة في صنع مستقبلهم وأخذ زمام أمورهم بأيديهم، ويتضح ذلك جليا من انخراط المارة المدنيين الصحراويين في الاشتباكات، لم تنفض بسهولة بالرغم من إطلاق أعيرة نارية تحذيرية لتفريق المشتبكين.

وبالرغم من وعي الصحراويين بالمخيمات أمنيين ومدنيين من قدرة الجزائريين على التنكيل بهم في أي لحظة يشاؤون أن يرف جفن لجنيرالات المرادية، وأن الخوف الكامن في نفوسهم من تسلط العسكر الجزائري، يبقيهم في الظل ما إستمروا فوق أرض لحمادة، إلا أن نفوس الصحراويين أصبحت مستعدة للفظ أي أوامر للحليف السيد لا تصب في مصلحتهم وتراعي كرامتهم، لأنهم أيقنوا للمرة الالف أن الجزائر تحتجزهم قادة وعسكرا ومدنيين محتجزين من قبل إخوانهم على أرض تلفظهم كل يوم، وأن لقاء حتفهم تحت وابل الرصاص الجزائري خير من حياة يقبلون فيها الدنية وتهان نساؤهم وشبابهم ويباع أطفال لتجار الدعم الانساني، أمام أعينهم.

وحسب معلومات استقاها موقع أنباء إكسبريس من شهود عيان لأحداث الأليمة التي وقعت بين الحاجزين الأمنيين، فإن معظم الصحراويين القاطنين بالمخيمات، يسيطر عليهم شعور برفض أي وصاية جزائرية على أدق تفاصيلهم وأن أي فرصة للانعتاق من تلك العبودية الحديثة يمكن تقلب المعادلة لصالحهم، ولا ينغص عليهم تطلعاتهم سوى تقاعس وخيانة قيادة شائخة، لم تعد تنظر اليهم كمناضلين شكلوا وقود الثورة الموءودة، بل أرقام إحصائية يمكن إستغلالها لجبر خاطر الحليف المتعطش لنصب الفخاخ لجاره المغربي للإيقاع به والنهوض والاقلاع على حساب الأم سببها له.

تندوف: اشتباكات مسلحة بين البوليساريو والجيش الجزائري

وتشكل التسريبات القائلة برفض الجزائر مد تنظيم البوليساريو بالسلاح والذخيرة لقتال الجيش المغربي، وقودا لإذكاء الشعور بتخلي السلطات الجزائرية عن قيادة الرابوني وعناصرها، في ظل تبرم الإدارة الأمريكية عن أطماع الجزائر في قيادة المنطقة والتحكم في مواردها عن طريق إذكاء الصراعات واللجوء لخدمات المرتزقة لإضعاف دول الجوار وشراء الولاءات.

إن تدخل عناصر الجيش الجزائري الشرس لتخليص الحافلة من تفتيش عناصر النقطة الحدودية للبوليساريو، يعد حدثا بارزا في حد ذاته، لأن عسكر الجزائر لا يرى في البوليساريو تنظيم صحراوي قوي، يعول عليه في الميدان، مخافة الانقلاب على قادة جيش المرادية، أو فتح منافذ للحوار الجاد مع المملكة المغربية دون إشراف الجزائر.

ولعل من نافل القول، أن ما حدث اليومين الماضيين لن يمر مرور الكرام دون تلقين الجيش الجزائري لقيادة الرابوني درسا عميقا في احترام المرؤوسين لرؤسائهم، وأن الحاضن يلزم المحضون بالطاعة، دون مناقشة ما يمليه صاحب البيت، وإن تعارض مع ما يمليه عليه ضميره.

فالتنكيل بطالبات صحراويات بولاية النعامة في ثانوية للتحصيل العلمي، يخصصها الجزائريون أنفسهم مشتلا لزيارة المتضامنين الدوليين من الذين لم يقرؤوا بقدر كاف عن نزاع الصحراء وتعقيداته الداخلية والإقليمية، وتعنيفهم وشحن الطلاب الجزائريين على إيذائهم جسديا ولفظيا، قبل أربعة أيام، يليه اشتباكات عنيفة بين عناصر من البوليساريو وجنود جزائريين.

ليس بالأمر العادي، وإن دل على شيء فإنما يدل على أن ساسة الجزائر ضاقوا ذرعا بالصحراويين وأوهام تحقيق حلم التحكم في قطعة من الصحراء مطلة على المحيط الأطلسي، ولم يتبقى لهم سوى التضييق على صحراويي المخيمات للخروج من أرضهم أو الانخراط في مشروع انتحاري لمواجهة المجهول القوات الملكية المغربية، التي أصبحت عصية على الجيش الوطني الجزائري الذي لا يقهر حسب تصريحات سعيد شنقريحة، فما بالك بزمرة من الجنود لم يعودوا يفكرون سوى في حماية أفراد أسرهم في المخيمات من بطش الجزائريين، أو في محاولة الفرار بهم خارج تراب الجزائر للبحث عن عيش كريم، ظل مفقودا لخمسين سنة مضت.

https://anbaaexpress.ma/mdeoi

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى