العالم.. يشهد عودة الطيران الأسرع من الصوت

هشام فرجي 

في إنجاز تاريخي، نجحت شركة Boom Supersonic في اختبار طائرتها التجريبية XB-1 لتجاوز سرعة الصوت، لتكون أول طائرة مدنية مأهولة تحقق هذا الإنجاز منذ إيقاف تشغيل الكونكورد قبل أكثر من 20 عامًا.

جرى الاختبار في 28 يناير 2025 في المجال الجوي الشهير الذي شهد كسر تشاك ييغر لحاجز الصوت لأول مرة عام 1947.

تعتمد XB-1 على تقنيات متطورة مثل الهياكل المصنوعة من ألياف الكربون، والرؤية المعززة بالواقع الافتراضي لتمكين الطيارين من رؤية المدرج بوضوح، بالإضافة إلى الديناميكا الهوائية المحسّنة رقميًا.

كما أنها تستخدم مداخل هواء مصممة لإبطاء الهواء فوق الصوتي إلى سرعات تحت الصوت لتغذية محركاتها النفاثة بكفاءة.

نجاح هذا الاختبار يمهّد الطريق لطائرة Overture، الطائرة التجارية التي تطورها Boom Supersonic، والتي من المتوقع أن تنقل بين 64 و80 راكبًا بسرعة ماخ 1.7، أي ضعف سرعة الطائرات التجارية الحالية. ويُنتظر أن تحدث هذه الطائرة ثورة في مجال السفر الجوي، حيث يمكنها تقليص مدة الرحلات بين المدن العالمية إلى النصف.

وما يميز Overture أيضًا أنها مصممة لاستخدام وقود طيران مستدام بنسبة تصل إلى 100%، مما يجعلها خيارًا صديقًا للبيئة مقارنة بالطائرات التقليدية. وقد حصلت بالفعل على طلبات شراء من شركات طيران كبرى مثل American Airlines وUnited Airlines وJapan Airlines.

ومع اكتمال بناء مصنع Overture Superfactory في ولاية كارولينا الشمالية، تهدف Boom Supersonic إلى إنتاج 66 طائرة سنويًا، مما قد يشكل نقلة نوعية في صناعة الطيران التجاري.

نجاح هذا الاختبار   بالإضافة إلى كونه يمثل تقدمًا في الهندسة الجوية، يعيد أيضًا الأمل لعصر جديد من السفر الأسرع من الصوت، حيث سيصبح اختصار المسافات والزمن واقعًا ملموسًا.