حديث الساعةسياسة
أخر الأخبار

الجولاني.. “أحمد الشرع” يستقبل وفد النظام الجزائري الداعم للأسد الهارب !؟

الجزائر قبل أن تقوم بزيارة إلى دمشق، وجب عليها الاعتذار للشعب السوري لأنها ساهمت بشكل مباشر في قتل الآلاف من الشعب السوري وإرسال مرتزقة البوليساريو "المليشيات" إلى سوريا والقتال بجانب قوات بشار الأسد

ضمن سلسلة مقالات “حديث الساعة” التي تعالج أهم القضايا الإقليمية والدولية بالخبر والرأي والتحليل.

تم اليوم السبت 08 فبراير، بدمشق إستقبال وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجزائر عبد المجيد تبون، من قبل رئيس سوريا خلال المرحلة الانتقالية أحمد حسين الشرع “الجولاني”.

وحسب المعلومات الدقيقة، اللقاء كان باردا، كما أن الطرف السوري كانوا أكثر مجاملين من مرحبين، بالوفد الجزائري.

وقد تم إستقبال أحمد عطاف في وقت حساس جدا من طرف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وقد سلم عطاف للرئيس السوري رسالة خطية من طرف نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، التي تهدف إلى استعراض السبل الكفيلة بتعزيز العلاقات الثنائية.

وأكثر من هذا أفاد بيان وزارة الخارجية الجزائرية، بأن هذه الزيارة تعتبر “تجديد التعبير عن تضامن الجزائر ووقوفها إلى جانب سوريا خلال هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها المعاصر”.

وفد الجزائر برئاسة أحمد عطاف

ماهي أهداف الزيارة ؟

يجب أولا التذكير، بأن النظام العسكري الجزائري، ساهم بشكل كبير في دعم بشار الأسد، المخلوع حتى آخر لحظة، معنويا وماديا وكذلك بالسلاح، بهدف القضاء على المقاومة السورية.

كما أن النظام العسكري الجزائري، الداعم للأسد في جرائمه الوحشية بالأمس القريب، اليوم لبس لباس التقية والنفاق، في محاولة بائسة من النظام العسكري لمحو بصمة العار والذل التي لحقتهم.

قبل سقوط نظام بشار الأسد على يد المعارضة المسلحة، طرحت عدة تساؤلات كبرى حول الموقف الجزائري الذي دعم بقوة النظام سياسيا ودبلوماسيا حتى اللحظات الأخيرة، وذلك في “مواجهة الجماعات الإرهابية”، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، بعد اتصال جمع وزير الخارجية أحمد عطاف بنظيره السوري بسام الصباغ في يوم 03 ديسمبر الماضي.

بالإضافة، يجب كذلك التذكير بأن الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام، المحسوب عن الجماعات الإرهابية، وكان أيضًا أميرَ جبهة النصر، قبل أن تُغيّر اسمها، التي تُعدّ الفرع السوري لتنظيم القاعدة.

وقد صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية سابقا “الجولاني” على أنه إرهابي عالمي، في ماي 2013، وبعد بأربع سنوات، أعلنت عن مكافأةٍ قدرها 10 ملايين دولار لكل من يُدلي بمعلومات تؤدّي إلى القبض عليه.

لهذا، قامت مؤخرا منصة “إكس” بإغلاق حساب للرئاسة السورية بعد نشر صورة “أحمد الشرع” متوجها إلى الرياض،

ووفق بعض المصادر الموثوقة، تؤكد السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة، بأن الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع “الجولاني” الذي تم تعيينه في هذا المنصب قبل أيام لا يزال مدرجا على لائحة العقوبات الأمريكية باعتباره كان قائدا سابقا لـ”هيئة تحرير الشام” .

وهذا يعتبر مؤشر كبير، بأن الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لم تحسم الأمر رسميا في رفع العقوبات عن القيادة السورية الجديدة، أي أن هناك تخوفات.

رجوعا إلى زيارة وفد الجزائر إلى دمشق، النظام العسكري الجزائري، يسارع الزمن بعد الدعم الدولي المتزايد للسلطة السورية، عربيا ودوليا ومن أبرزها، رسالة جلالة الملك محمد السادس، التي أكد فيها جلالته قائلاً “وأغتنم هذه المناسبة لأؤكد لفخامتكم موقف المملكة المغربية الذي كان ولايزال يتمثل في دعم ومساندة الشعب السوري الشقيق لتحقيق تطلعاته إلى الحرية والطمأنينة والاستقرار. وهو الموقف الثابت الذي يدعوها اليوم كما بالأمس، للوقوف إلى جانبه وهو يجتاز هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة في تاريخه، وذلك في إنسجام تام مع موقفها المبدئي الداعم للوحدة الترابية لسوريا وسيادتها الوطنية”.

هذه الرسالة الملكية تعتبر تذكير قبل الإعلان عن الدعم، بأن المغرب كان بالأمس قبل اليوم يدعم الشعب السوري ووحدة التراب السوري وسيادته الوطنية، عكس من يسارع الزمن الآن.

النظام العسكري الجزائري، قبل أسابيع وبعد سقوط نظام الأسد، سمح بدخول وفد تابع لحركات كردية انفصالية إلى مخيمات تندوف ورفع شعارات ضد سوريا وتركيا.

ورفع نشطاء مؤيدين لاستقلال كردستان علم “روجافا” إلى جانب علم ميليشيا “البوليساريو” الإرهابية.

واليوم، يقوم النظام الجزائر بزيارة سوريا كأن شيئا لم يكن والغريب كذلك أحمد الشرع “الجولاني” يستقبلهم وكأن شيئا لم يكن!؟

سوريا الشقيقة وشعبها التواق للحرية، يجب أن لا يُلدَغُ من جُحْرٍ واحد مرتين، ويجب على الشرع أن تكون سياسته واضحة أما الرأي العام الوطني والدولي وخصوصا من سانده.

الجزائر قبل أن تقوم بزيارة إلى دمشق، وجب عليها الاعتذار للشعب السوري لأنها ساهمت بشكل مباشر في قتل الآلاف من الشعب السوري وإرسال مرتزقة البوليساريو “المليشيات” إلى سوريا والقتال بجانب قوات بشار الأسد.

بالإضافة النظام الجزائري كان داعما رئيسيا لنظام بشار الأسد في قتل والتنكيل بالسوريين منذ اندلاع ثورة 2011.

لهذا الجزائر، تحاول الهروب إلى الأمام وفي محاولة مفضوحة ترغب في اخفاء جرائمها، وإظهار بأنها تدعم وحدة سوريا، وفي الأصل هي تحاول اختراق السلطة السورية الجديدة، لكن للأسف تم فتح الباب لهذا النظام المجرم مما يدفعنا إلى طرح أكثر من علامات إستفهام ؟؟

https://anbaaexpress.ma/9qslc

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي خبير في الشأن المغاربي مدير عام أنباء إكسبريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى