العنوان مقتبس من كتاب للإمام السيد الصادق المهدي (1936 – 2020)، وهو كتابي تحت الإعداد الآن، لكن دعني أمر على كتابه من خلال نقد الإخوان الجمهوريين له على الإنترنت بصفحتهم ثم أعود للتعريف بكتابي هذا.
للإخوان الجمهوريين ولَعٌ في كيفية تتبع قراءة الكتب التي تتناول أفكارهم وآراءهم وبالذات كتب الأستاذ محمود محمد طه (1909 – 1985) من ناحيتين في رأيي الشخصي ،هما على النحو التالي:
الأولى: تكريس مفهوم تضعيف الكتاب وتفنيده والتقليل من حجمه الفكري والنقدي والموضوعي بالنسبة للقارئ وذهاب جهده في البحث وجمع المصادر والمراجع لإخراج الكتاب سدى كيفما يكون خصوصاً إذا كان الكتاب أو صاحبه يعتبر خصماً أو معادياً للفكرة الجمهورية وهذا من حقهم بالطبع لكن التكييف الانطباعي للقارئ من أي ناحية شئت لا يتسق ولا يتفق مع تحليل ورسالة الجمهوريين خلال القراءة أو التعليق وبالتحديد الكاتب، وهذه تؤخذ على الجمهوريين في تقديري الشخصي، وقد نبهتهم إليها في أكثر من موضع ولك أن تراجع مداخلاتي مع الدكتور أحمد مصطفى الدالي باليوتيوب قبل عامين.
هذا ! بصرف النظر عن وجود العداوة من عدمها أو الاختلاف الغالب أو الاتفاق النسبي لجملة مضمون الكتاب أيَّاً كان وآخرها كتاب الأستاذ الدكتور عبد الإله كنه، يدحض فيه أفكار الأستاذ الكبير محمود محمد طه، بالأخص كتابه “الرسالة الثانية من الإسلام” فانبرى له دالي في مناظرة شهيرة وموجودة على اليوتيوب إذ لا يقبل أي جمهوري تفنيد أو تضعيف الفكرة الجمهورية أو شخصية الأستاذ محمود محمد طه؛ بحال من الأحوال.
وليست ههنا القضية أو الإشكال حسب ما أرى، لكن لب التعقيد هو في قبول الرأي الآخر إذا كان راجحاً ومعقولاً ومقبولاً للفكر، وليس ههنا موضع التفصيل لكن من أبسط مقومات أرجوحة الفكر هو قبول التوجيه أو التصويب أو النقد أو الخلاف من الكاتب متى ما كان صحيحاً بمعيار المنهج العلمي والأكاديمي والنقد الموضوعي بعيداً عن المهاترات والتعصبات والمغالاة للشخص أو للفكرة أيَّاً كانت.
الأمر الثاني: هو حصر الكاتب والتضييق عليه في عملية الاقتباس من كتبهم وبالأخص كتب الأستاذ محمود محمد طه، فهذا فخ الفخاخ لمن يعترض أو ينتقد أو يقتبس أو يحقق أو غير ذلك في الأخذ تمثيلاً وتشبيهاً من كتبهم ومحاضراتهم وهلم جرا، الأمر الذي يدعو للإنتباه وأخذ الحيطة والحذر قبل نشر الكتاب أو حتى التعليق عليه.
مما سبق، أفيد القارئ الكريم بأنني مكثت بين ظهراني الإخوان الجمهوريين عشر سنوات كاملة قبل التعرف إليهم عن قرب اقرأ كتبهم واسمع محاضراتهم وادمن إنشادهم العرفاني وما إلى ذلك وما زالت علاقاتي وعلاقتي بهم قائمة ولن تنفك بإذن الله تعالى وتوفيقه بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف عرفانياً معهم ومع فكرة الأستاذ محمود محمد طه.
هذا ! اطلعت على كتاب الإمام الصادق المهدي، (يسألونك عن المهدية) طبعة أولى دار القضايا ببيروت سنة 1975- هذا تاريخ ميلادي – خلال قراءة الجمهوريين له وانتبهت لطريقة القراءة والنقد والتحليل والغرض لا مقصد الكاتب وموضوع الكتاب منه، بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حول كيفية القراءة وضرورة الفهم لأيِّنا كان، فكانت كتابة الإمام الصادق المهدي، حول القائد الملهم والقيادة الرشيدة ودور الإمام محمد أحمد المهدي في السودان في أواخر القرن التاسع عشر وفترة المهدوية في السودان (1881 – 1885/ 1885 – 1897).
فأحال الناقد غرض استلهام الكاتب للدعاية لشخصه ودوره القيادي البارز في الدولة والحزب والكيان الاجتماعي، لكن في رأيي الشخصي – والله أعلم – لم يرم الكاتب لذلك بقدر ما رمي ورام مرام التعريف بالدور المهدوي قديماً محمد أحمد المهدي وحديثاً الإمام عبد الرحمن المهدي وحديثاً جداً الإمام الصادق المهدي 1975 في السودان من حيث قيادة الدولة والحزب لا الغرض الشخصي المحض.
أنا لست هنا بصدد تقييم دور الناقد الجمهوري ولا الكاتب الأنصاري في تاريخ وتوثيق فترة زمنية أتت على السودان سلباً أو إيجاباً ولكن بصدد التعريف بكتابي هذا الذي بين يديك أيُّها القارئ الكريم الذي ستكون محاوره مختلفة جداً عن محاور الإمام الصادق المهدي، وأبعد جداً عن يد الناقد السوداني لا الجمهوري فأنا أوثق وأكتب حيث أرى القصور من عدم التوثيق والكتابة لآخرين لفترة زمنية محددة في تاريخ السودان على ثلاث مراحل هي:
– أسباب وتداعيات قيام الثورة المهدية (1881 – 1898).
– الدور المحوري للإمام / عبد الرحمن المهدي، على الصعيدين السياسي الوطني والاجتماعي البيتي والسوداني.
– قيادة السيد / الصادق المهدي، لأكثر من عقدين من الزمان لكياني حزب الأمة القومي وإمامة الأنصار.
فقط أردت من توضيح فكرة الكتاب التي لم تكتمل بعد الآتي:
أولاً، أنا لست أنصارياً مهدوياً ولا أنتمي لحزب الأمة القومي من الناحية الحزبية أو الفكرية رغم صلة الرحم التي بيني وبينهم فأنا أكتب محايداً دون أدنى شك.
ثانياً، أنا لست جمهورياً من ناحية الإنتماء الحزبي أو الفكري وإن كنت تأثرت بأفكارهم في فترة ما تجد ذلك بين طيات كتبي فأنا صديقهم بلا حدود.
ثالثاً، أنا لا أنتمي للحركة الإسلامية ولا حزب المؤتمر الوطني ولا الشعبي ولا التيار الإسلامي العريض الجديد ولا القديم، وإن كنت أنتمي لهما سابقاً من ناحية التنظيم والحزب وتركتهم قبل عشرين سنة واحتفظ بعلاقاتي بهم ومعهم من الناحية الاجتماعية فقط.
هذا ! إذاً أنا حر في التفكير والكتابة والرأي حرية كاملة لا تتعدى حدود اللباقة والأدب حال تعرضت لمثل هذا الكتاب بشيء من التشخيص والتحليل والنقد وقراءة التاريخ حسب فهمي أنا له بغض النظر عن صحته من عدمها وانبه القارئ الكريم لما سبق بيانه والله ولي التوفيق.