في خطوة غير مسبوقة، وجه أحد قيادات مليشيا البوليساريو، المدعو البشير مصطفى السيد، تهديدا مباشرا إلى دولة موريتانيا، حيث أقر رسميا بأن البوليساريو ستعلن الحرب على نواكشوط، وزعزعة استقرارها.
ويؤكد هذا التصريح الذي يحمل في طياته الكثير من الإشارات التي تدل على عمق الأزمة داخل مليشيا البوليساريو، والمستوى الذي وصلت إليه العصابة الإرهابية، بعد انحسار سرديتها المدعومة من النظام الجزائري المتخبط والذي اقتربت نهايته.
كما تعتبر هذه الخطوة التهديدية الخطيرة بإيعاز من النظام العسكري الجزائري كرد فعل، بسبب التقارب الأخير الإيجابي بين دولة موريتانيا والمملكة المغربية.
أسباب التهديد
في سياق متصل، أفادت عدة تقارير دولية، بأن هناك تقدم العمل بشكل كبير وواضح في المشروع المغربي الموريتاني المشترك لفتح معبر جديد بين البلدين يربط بين مدينة السمارة ومدن ومناطق في شمال موريتانيا، بهدف تعزيز وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع بين البلدين، والتي تتم حتى الآن عبر معبر الكركارت-نواذيبو الواقعة على ضفاف المحيط الأطلسي.
لهذا فقد خرج القيادي في ميليشيا البوليساريو البشير مصطفى السيد، بتهديدات مباشرة بالحرب على موريتانيا، بهدف التأثير على مواقف نواكشوط وتوجهها المنطقي نحو تعزيز التقارب مع الرباط الذي يخدم مصلحة موريتانيا.
في ندوة تم التخطيط لها مع المخابرات الجزائرية، اعتبر القيادي الانفصالي “مصطفى السيد” المعروف بجرائمه الإرهابية وله خلافات حادة مع زعيم مليشيا البوليساريو إبراهيم غالي، بأن إستراتيجية المغرب لحسم الصراع “تكتمل بمحورين: الأول على الساحل أو المياه (الكركرات-الكويرة)، والثاني على اليابسة (أمكالا-بئر أم غرين)”.
واعتبر المرتزق بأن “هذا الوضع يطرح تساؤلات حول ما أعددنا له وكيف يمكننا مواجهته”، مشيرًا إلى أن “الوضع الحالي صعب للغاية.. والرهان على موريتانيا يمكن أن يمنع هذا المخطط إذا رفضت شق طريق المغرب عبر الأراضي الصحراوية، ما يحول حدود الصحراويين إلى حدود مغربية، ويورطها في حرب”، حسب تعبيره.
![](https://anbaaexpress.ma/wp-content/uploads/2025/01/325956508_1272895423271507_4419757759037276575_n-1.webp)
زعزعة استقرار موريتانيا
وجدير بالذكر، هذه ليست أول مرة تتعرض موريتانيا للتهديد والابتزاز، فقد سبق في دجنبر 2019، خلال اجتماع عقده الإرهابي إبراهيم غالي في تفاريتي مع أعضاء َمن أحزاب موريتانية، حيث أبلغهم بأن موريتانيا ستكون أول دولة تتأثر بأي توتر بين المغرب البوليساريو بسبب طول حدودها مع الصحراء، في إشارة مباشرة باستهداف أمن الدولة الموريتانية.
لكن هذه المرة الأمر مختلف، وفق مصادر خاصة لأنباء إكسبريس تكشف بأن البشير مصطفى السيد، يقوم بتنسيق مع عدة أطراف داخل موريتانيا من أجل استهداف البلاد وزعزعة استقرارها، بعمليات إرهابية دقيقة، وضرب أماكن حيوية، خصوصا السياحية.
كما تؤكد نفس المصادر بأن المدعو البشير مصطفى السيد له ارتباط مباشر مع ازلام مرتزقة البوليساريو بموريتانيا ولهم ولاء للنظام الجزائري، حيث يراهن على تنفيذ مخططات مشتركة في إطار تصفية حسابات.
موريتانيا في خطر حقيقي بسبب ظاهرة الإرهاب، حيث أن مليشيا البوليساريو، انتهى أمرها وليس عندها أي حل فقط الخراب وخلق الفوضى، لهذا البنتاغون والإدارة الأمريكية الجديدة تستعد لتصنيف البوليساريو”منظمة إرهابية” بسبب ممارستها أنشطة تهدد الأمن واستقرار المنطقة المغاربية وشمال إفريقيا عموما.
كما أن هذه التهديدات الصادرة عن مليشيا البوليساريو في سياق ضغوط تمارسها على موريتانيا وبأوامر من الجزائر ستساهم بسرعة من إدراجها على قوائم الإرهاب لدى الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
النظام العسكري الجزائري فقد صوابه، ويجند مليشيا البوليساريو بقوة، من أجل إحباط المشاريع الاستراتيجية التي تم تسطيرها بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية، في إطار التنمية المستدامة من خلال فتح المعبر بين البلدين للدفع بالتكامل الاقتصادي والتجاري الهام.
بالإضافة إلى ربط شبكات الكهرباء والإنترنت فائق السرعة وأنبوب الغاز الإفريقي من نيجيريا إلى المغرب مروراً بدول الساحل الإفريقي من بينها موريتانيا، وما يعزز المبادرة المغربية لفك العزلة عن دول الساحل حتى تتمكن من الوصول للموانئ الموريتانية والمغاربية عبر المحيط الأطلسي، موريتانيا الان تعرف تطور كبير في التنمية وهذا مازعج الجزائر ومليشياتها.