آراءثقافة
أخر الأخبار

سوف تأتي.. وإن طال السفر

سوف تأتي، باسطة الكف تلوٍّح بالمعاني التي تعرفها مغرقة في المشاعر ، قابلة للأحضان السرمدية، حاملة للمغاني باسمة الثغر بكل تطواح للقلب سعيد.

تعرفها عن ظهر قلب وتلك التي تحسها في أعماقها مثل نبضاتها التي بين جنبيها وبين نهديها، فأنا لا أشك مطلقاً أنها تقرأ رسائلي هي أخبرتني بذلك، وتدعي عدم اهتمامها بها في الميديا خصوصاً اشاراتي العاطفية لها حين تهيم بها هياماً وتعجبها اعجاباً حد السكران وتروم وصلها حبل ذي مقة ولكنها تتأبَّى وترغب، قال سويد اليشكري:

بسطت رابعة الحبل لنا * فوصلنا الحبل منها ما انقطع
كذلك الحب ما أشجعه * يركب الهول ويعصي من وزع

ونحن في حديقة الزيتون نتجاذب أطراف الحديث البديع عن طَرَفة بن العبد وعَبَدَه بن الطبيب وتأبط شراً واسمه : ثابت بن جابر، وكان قليل المنام شديد البأس سريع الفتك سنين السيف سريع القنا ماهر الرمي ناشط البدن خفيف الحركة، وقصته المعروفة حين وفد على خباءه أحدهم وأراد أن ينال مراده من أمه إلاَّ أنَّ خشيته منه ارعدت فرائصه فذهب تأبط شراً داخل الخباء وأراد أن ينام، فرمى صاحبه حصاة يختبره فيها هل غفى أم نام لينال مرامه من أمه، وهنا يحضرني قول عمر بن أبي ربيعة حين قال:

أيها النوام ويحكم هبوا * هل يقتل الرجل الحب
وتعليق المجذوب عليه (صدره قوي وعجزه خنيث) فتأمل.

هذا ! فما أن لامست الحصاة الأرض حتى ثبَّ شامخاً مثل الطَوْد العظيم ممتشقاً سيفه يبحث عن من رمى الحصاة خارج الخباء، فلم يجد أحداً، ففعلها صاحبه ثلاثاً فكان ذات الأمر فحدجه مليَّاً أن ليس غيرك فإن كانت رابعة فأنت هالك لا محالة، فخرج صاحبه بسلام لم يمسسه سوء ولم ينل مرامه ولا مناله ولا مراده منها.

كذلك، تجاذبنا أطراف حديث الحرب الدائرة بين الرومانسية أو قل العاطفية بيننا ونحن لا نفتأ نحدِّث بها نفسينا مخافة أن ينكشف أمرنا ويفتضح حالنا دون ذنب جنيناه غير طيف من الهوى مرَّ عميقاً وترك أثره باقياً وربما تبادلنا التلامس أو التلاحم بين يدينا وشيء من أجسادنا النحيلة، الممتع المستحيل حين يعبر عن عناق عميق لا حيلة لنا به أن يكون حقيقاً إلا انتظار المستحيل وأن تمطر السماء وعداً وحضناً وتمني فننتفع ببعض همسات القلوب لترتاح النفوس، لكن إن لو وليت عناء أيَّما عناء.

أسفرت قعدتنا عن تجليات الذوق الرفيع والحب العفيف  هل تقرأ لي يا “عفيف إسماعيل” بعض ما أكتب، فقد قرأت لك كل ما كتبته عفة ونضارة وطهارة حين قلت “إلى نازك طبعاً” حتى في كتابك الأخير، وكأن الدنيا جمعت عند “نازك” التي أحببتها ولا تثريب عليك ووعدَتْ بأن آتي إليها والناس نيام أو كالنيام حين يسفر الحب عن موعد باللقاء والشيطان ثالثنا، وحين لوَّحت بالأماني العذبة بين ثنايا ثغرها المعسول سلافاً وسَكَرَاً ورزقاً حسناً أن أنال منها منال اللباس من اللباس وما فتأت أذكرها يوم كنا قعوداً تحت أفياء ظليلة لا يحول بين جسدينا إلا حائل المجاسد تحس الدفء وتستشف العشق وتتمنع اللمس الشغوف المثير الذي يجعلك تقذف لا مثل سمك السالمون فقط بل أدهى وأمَرْ، خوف رقيب صاحب ثابت بن جابر وهو الضمير الحي الذي يراعي الخاطر والخاطرة والشخص البعيد، قال شاعرهم:

سيفقدني قومي إذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

نعم ! قالت ووعدت وفعلت وما كذبت، وقلت وفعلت وما غاليت في حدث ولا حديث، لكنها لن تفعل وعد غيث السماء الذي نرجوه أنا وهي والليل والنجم والمسا دفقا غدقا، قال المتنبي:

أكلما اشتهيت كميت اللون صافية
وجدتها وحبيب النفس مفقود

عزيزتي البنت الحديقة، حين أخبرتني أنك تقرأين رسائلي إليك وتعشقينها حد الثمالة وتتخيلي قعودنا المأمول حد النخاع تحت أشياء وأشلاء جميلة ويمنعك ما يمنعك من التعليق أو حتى ضغطة لايك، فأنا سعيد بذلك حد التكهن والاغماء ولن أقول أكتفي بذلك لكن أنا على أمل منك غير مكذوب أن تتجافى جنوبنا عن المضاجع حباً وعملاً وتفانيا فيستحيل التعبير فيما تقرأين على صفحتي الشخصية بالفيس بوك حالاً آخر كما تأملين وتعلمين جيداً، ذاك الذي نتمنى وأنت تدركين المطالب المستحيلة كيف تحال إلى حقيقة، ورغم ذلك وأنت تقرأين لي قصتي معك وفيك وعنك وبك وإليك ومنك، تغنين بأنشودة البقاء السرمدية والسر الكامن نفسينا ثم لا نبوح بها فتباح دماؤنا كذا دماء العاشقين تباح.

عزيزتي البنت الأميرة، في هذه الكلمة التي سأنشرها في صفحات الحياة السعيدة والفيس بوك “طبعاً” يطيب لي أن احيطك علماً أنني فقط في هذه الكلمة لا أحب قول كعب بن زهير حين قال:

فلا يغرنك ما منَّت وما وعدت
إن الأماني بعد الشيب تضليل
كانت مواعيد عرقوب لها مثلا
وما مواعيدها إلاَّ الاباطيل
فما تدوم على حال تكون به
إلا كما تلوَّن في أثوابها الغول

فسوف تأتين محققة الوعد لليوم الموعود، تلوحين بالبشارات السعيدة وإن طال السفر والهجران فأنا مهاجر فيك إليك وأنت مغتربة ومقتربة فيَّ، أنت لباس لي وأنا لباس لك، وسوف تأتين باسمة الثغر باسطة الكف فاتحة الصدر قابلة للحضن الأبدي في سويداء الذات، ذاتينا، فقط تمثلي بقول المجذوب لأصبر حتى ذلك الموعد:

قولي أحبك اسمعيني لفظها
يا حبذا لفظ الغرام مقولا
وجلست أنظر حسن لون ذراعها
واغرورقت عيناها نريد حلولا
في القلب من ذات الدلال شرارة
بالأمس زادت هل رأيت النيلا

أنا هناك، أرقب فجرك إذا أسفر صبحك، وأنت هنا في القلب تنظرين موت تأبط شراً فتشرق شمسك بلا أفول ولات شمس الخليل لما أفلت  فقط قوليها كسويدبن أبي كاهل اليشكري أو افعليها كالحارث بن حلزة وأنت حُرَّة وربك الأكرم، سأنتظرك حتى موعدنا الصبح، أليس الصبح بقريب.

https://anbaaexpress.ma/aswmy

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى