أفاد تقرير صادر عن المجلس الروسي للشؤون الدولية، الذي أنشئ بموجب مرسوم رئاسي لتعزيز نفوذ روسيا أن شمال أفريقيا هي واحدة من أسرع المناطق نمواً في العالم العربي والقارة الأفريقية.
ووفقا للوثيقة، من المتوقع أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة نموا بنسبة 4,2% في عام 2023، بقيادة المغرب ومصر.
ورغم مواجهة تحديات مثل تغير المناخ والتضخم وانخفاض المحاصيل الزراعية، تواصل المنطقة جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بفضل إمكاناتها الاقتصادية.
يتناول التقرير أوضاعا محددة في كل بلد: يتميز المغرب باستقراره الاقتصادي النسبي، المدعوم بالسياسات الاستراتيجية؛ وتواجه تونس والجزائر صعوبات اقتصادية بسبب الاعتماد على النفط والغاز؛ وتواجه ليبيا أيضًا اقتصادًا غير رسمي متزايد النمو بسبب الصراع الداخلي والفساد والعقوبات الدولية.
وشدد التقرير على ضرورة تنويع اقتصادات المنطقة بعيداً عن الاعتماد على قطاعي الطاقة والزراعة، ونحو التحول إلى مركز للابتكار والتكنولوجيا.
وهناك أيضًا اهتمام متزايد من جانب الشركات الأوروبية بنقل عملياتها إلى شمال أفريقيا، للاستفادة من انخفاض تكاليف الطاقة.
واستقبل المغرب، على وجه الخصوص، استثمارات بملايين الدولارات في قطاعات مثل الصناعة (25% من الإجمالي)، والعقارات (20%)، والاتصالات (12.4%)، والسياحة (9.5%). ويبرز تمويل المناخ أيضًا كأولوية نظرًا لتأثير الكوارث الطبيعية الأخيرة مثل الفيضانات في ليبيا والحرائق في الجزائر والجفاف في المغرب.
وسلط التقرير الضوء أيضًا على جهود روسيا لتعزيز العلاقات مع دول المنطقة، كجزء من استراتيجيتها للتعاون مع مجموعة البريكس.
وتشمل المجالات ذات الأولوية الزراعة والطاقة والتقنيات المالية، مع التركيز بشكل خاص على التحول الرقمي. وبالإضافة إلى ذلك، هناك فرصة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، فضلاً عن مبادرات الزراعة المستدامة التي تساهم في النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في المنطقة.
وأخيرا، يخلص التقرير إلى أن شمال أفريقيا تقدم سيناريو واعدا للتوسع الاقتصادي لروسيا.