بدأت الخلافات الجزائرية الفرنسية تعرف تطورات كبيرة وتتخذ مسار آخر من التصعيد، بعد أن رفضت السلطات الجزائرية تسلُّم واحد من رعاياها، المدعو “دوالمين” المعروف بـ”عمي بوعلام” تم ترحيله بالأمس من فرنسا بقرار من وزير الداخلية الفرنسي “برونو ريتايو”، إثر احتجازه فترة قصيرة، بسبب التحريض على العنف والإرهاب، ونشر الكراهية.
النظام الجزائري، دخل في صراع مباشر مع السلطات الفرنسية، كما وجهت الجزائر مؤشرات لفرنسا بأنها ستتعامل بنفس الطريقة، الامتناع عن تسلم “دوالمين”، “عمي بوعلام”، مع بقية الموقوفين الجزائريين في فرنسا، التي تواجه نفس تهم التحريض عن العنف والإرهاب.
وفي هذا الإطار، ذكرت إذاعة “أوروبا 1” الفرنسية، اليوم الجمعة، 10 يناير بأن الشرطة الفرنسية وضعت “دوالمين” 59 عاماً في طائرة تابعة للخطوط الفرنسية، متوجهة إلى الجزائر العاصمة بعد ظهر الخميس، لكن سلطات البلاد رفضت دخوله عندما حطّت الطائرة في مطار هواري بومدين، فاضطرت لأن تعود به إلى مطار باريس شارل ديغول في رحلتها العكسية ليلاً، وأكدت إذاعة “أوروبا 1″، نقله إلى مركز احتجاز إداري في شمال العاصمة الفرنسية.
وللإشارة، المدعو عمي بوعلام اعتقل الأسبوع الماضي بمدينة مونبلييه، وتم سحب وثائق الإقامة المؤقتة له، إثر تداول فيديو له تيك توك، يدعو فيه إلى قتل المعارضين للنظام الجزائري الذي اعتبرهم أعداء الجزائر، سواء كانوا في الجزائر أو في فرنسا.
وقد خصّ بكلامه محمد تاجديت، وهو ناشط يعيش في الجزائر، وتعرّض للسجن عدة مرات بين 2019 و2024، بسبب مواقفه التي أزعجت النظام الجزائري، المطالبة بدولة مدنية ماشي عسكرية.
وبعد رفض السلطات الجزائرية، دخول “دوالمين” إلى أراضيها كأول المرحلين من قبل السلطات الفرنسية، صرح وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو قائلا: “أعتقد أن فرنسا لن تتحمل هذا الوضع لقد وصلنا إلى درجة مثيرة للقلق مع الجزائر لأنها تريد إذلالنا”.
تصريح وزير الداخلية الفرنسي
وأضاف الوزير الفرنسي، ”سنحافظ على أعصابنا لكن لن نستطيع أن نتسامح مع هذا الوضع وهذه التصرفات”.
مؤكدا، “سيتعين علينا ان نلجأ لكل الوسائل الممكنة فيما يتعلق بالجزائر التي تجاوزت كل الحدود، كما سيتم تدارس الخطوات المقبلة التصاعدية على مستوى الحكومة ورئاسة الجمهورية الفرنسية”، وذلك من أجل رفض السلطات الجزائرية دخول المطرودين من فرنسا بسبب التحريض على العنف عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وجدير بالذكر، ما زاد من تفاقم الأزمة الجزائري الفرنسي، بعد أن طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين الماضي، بإطلاق سراح الكاتب بوعلام صنصال، ووصف الجزائر بأنها “تسيء إلى نفسها”، بعدم إطلاق سراح صنصال 75 عاما الذي يعاني من عدة أمراض.
وفي رد فعل أصدرت الخارجية الجزائرية، يوم الثلاثاء، بيانا ترد فيه على تصريحات ماكرون اعتبرتها مسيئة، وتدخلا سافرا في الشأن الداخلي، أدلى بها خلال اجتماع سفراء فرنسا في العالم.
كما أن السلطات الفرنسية والدولية، خلال الأسبوع الماضي، تضرب بيد من حديد على المحرضين الجزائريين على العنف والإرهاب.
فبعد نجاح حملة هاشتاغ مانيش راضي، قامت السلطات الفرنسية، باعتقال مجموعة من أنصار تبون وتابعين للمخابرات الجزائرية، الذين يحرضون بشكل علني على إعادة ارتكاب مجاز العشرية السوداء فوق الأراضي الفرنسية.