آراءسياسة
أخر الأخبار

تحليل.. تطلعات العلاقات المغربية الأمريكية بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض

مع تصاعد المنافسة الدولية في إفريقيا، قد تعتمد إدارة ترامب على المغرب كشريك استراتيجي للحد من النفوذ الصيني والروسي في القارة

مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير 2025، تترقب الأوساط السياسية والاقتصادية العالمية التأثيرات المحتملة لهذه العودة على العلاقات الدولية، بما في ذلك العلاقات المغربية الأمريكية.

فالمغرب، الذي يتمتع بعلاقات تاريخية واستراتيجية مع الولايات المتحدة، قد يجد في عودة ترامب فرصة لتعزيز شراكته مع واشنطن وتحقيق مكاسب مهمة على عدة مستويات.

دعم ثابت لقضية الصحراء المغربية

تُعتبر قضية الصحراء المغربية من أبرز الملفات التي تعزز العلاقات بين الرباط وواشنطن. ففي ديسمبر 2020، وخلال فترة ولايته الأولى، اعترف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء، وهو قرار مثّل تحولًا كبيرًا في الموقف الأمريكي الرسمي. ومع عودته إلى الرئاسة، قد يسعى ترامب إلى تأكيد هذا الموقف، ما يمنح المغرب دعمًا دوليًا إضافيًا في هذا النزاع الإقليمي، ويعزز فرصه في تحقيق تسوية دائمة.

تعزيز الشراكة الاقتصادية

من المعروف عن ترامب ميوله إلى إبرام اتفاقيات ثنائية تعود بالنفع الاقتصادي على الأطراف المعنية. وفي هذا السياق، يمكن للمغرب أن يركز على تعزيز التعاون التجاري وجذب الاستثمارات الأمريكية، لا سيما في قطاعات الزراعة، الصناعة، والطاقات المتجددة. هذا التعاون يمكن أن يساهم في تعزيز مكانة المغرب كقطب اقتصادي إقليمي، مستفيدًا من موقعه الجغرافي كبوابة لإفريقيا وأوروبا.

التعاون الأمني والعسكري

<يمثل المغرب شريكًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في منطقة شمال إفريقيا والساحل. قد تؤدي عودة ترامب إلى تعزيز هذا التعاون من خلال توفير دعم إضافي للمغرب في مجالات التدريب العسكري والتكنولوجيات الدفاعية، بما يعزز القدرات الأمنية المغربية.

دور محوري في إفريقيا

مع تصاعد المنافسة الدولية في إفريقيا، قد تعتمد إدارة ترامب على المغرب كشريك استراتيجي للحد من النفوذ الصيني والروسي في القارة. موقع المغرب الجغرافي وعلاقاته الوطيدة مع الدول الإفريقية يؤهله للعب دور محوري في هذا السياق، مما يعزز مكانته كشريك إقليمي للولايات المتحدة.

فرص جديدة في مجال الطاقات المتجددة

في ظل الاهتمام العالمي المتزايد بالطاقة النظيفة، يمكن للمغرب أن يعزز تعاونه مع الولايات المتحدة في مشاريع الطاقات المتجددة، مثل مشروع “نور” للطاقة الشمسية.

هذا التعاون يمكن أن يجعل المغرب مصدرًا رئيسيًا للطاقة النظيفة نحو أوروبا وحتى الولايات المتحدة، مما يعزز موقعه كفاعل رئيسي في التحول الطاقي العالمي.

التعاون في ميدان التعليم والتكنولوجيا

يمكن أن تفتح إدارة ترامب الباب أمام شراكات جديدة بين المؤسسات الأمريكية والمغربية في مجالات الابتكار التكنولوجي والتعليم العالي. هذا التعاون قد يعزز من مكانة المغرب كوجهة إقليمية للبحث والابتكار.

عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض تمثل فرصة جديدة لتعزيز العلاقات المغربية الأمريكية. ومع أن المغرب قد حقق مكاسب مهمة خلال فترة ترامب السابقة، فإن التحدي الأهم يكمن في كيفية استثمار هذه العلاقة لضمان استمرارية المكاسب الاقتصادية والسياسية، خاصة في ظل التغيرات المستمرة في السياسة الدولية. 

https://anbaaexpress.ma/8g3zx

هشام فرجي

كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى