تتجه الأنظار خلال يومي الأربعاء والخميس 15 و16 من شهر يناير الجاري إلى قصر المؤتمرات بمدينة جنيف السويسرية لمتابعة أشغال المؤتمر العالمي حول الاختفاء القسري، وهي مبادرة من معهد اتفاقية حماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري والمفوضية السامية لحقوق الانسان واللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، من أجل المساهمة في مكافحة الاختفاء القسري من خلال تعزيز التصديق العالمي والتنفيذ الفعال للاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
وهو ملتقى عالمي يجمع بين خبراء الأمم المتحدة وممثلي الدول ومنظمات المجتمع المدني وعائلات ضحايا الاختفاء القسري، من أجل النقاش وتبادل الأفكار والرؤى بغية تعزيز الحماية والوقاية من جرائم الاختفاء القسري وجعل تلك الأهداف التزامات كونية، من خلال تشجيع الدول على المصادقة على الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.
وفي خضم تفاعل الهيئات المدنية مع أشغال المؤتمر العالمي حول الاختفاء القسري، كثف ممثلو تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية اتصالاتهم بمختلف أصحاب المصلحة المشاركين، من أجل نشر المعرفة بما يقع من انتهاكات جسيمة بمنطقة تندوف وداخل مخيمات الصحراويين جنوب غربي الجزائر، وعلى رأسها الاختفاء القسري، وإشكالية اللجوء بتلك المنطقة والمرتبطة أساس بحرمان هؤلاء الصحراويين من مركز قانوني للاجئ يحميهم من تصرفات وقمع تنظيم البوليساريو العسكري وكذا مختلف مؤسسات دولة الجزائر الأمنية مدنية كانت ام عسكرية.

وفي هذا الإطار، التقى الأستاذ عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة أفريكا ووتش ونائب منسقة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، بطيف واسع من الخبراء وأصحاب الولايات بمجلس حقوق الإنسان، حيث تبادل أطراف الحديث مع الدكتور موريس تيدبال بنز، المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا، والسيدة انا لورينا ديلغاديو بيريث، عضوة الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري والدكتورة هيلين تيغرودجا، عضو لجنة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الانسان، والمقررة الخاصة بالبلاغات، والسيد لوسيانو أثان، عضو سابق باللجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري والفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري، ومنسق برنامج مكافحة العنف المؤسسي التابع لمكتب المدعي العام الفيدرالي في الأرجنتين، والسيدة غرازينا برانوفسكا، عضو الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي والسيد خوان بابلو ألبان الينكاسترو، بالإضافة الى الالتقاء بمدافعين عن حقوق الانسان وعائلات ضحايا من سوريا وايريتريا والمكسيك وكولومبيا وغواتيمالا والأرجنتين.
إن مشاركة تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية في هذا الملتقى الرفيع المستوى، تعد ممارسة فضلى لمكنات الفضاء المدني بالأقاليم الجنوبية، لا من حيث تقديم تقاري مفصل للمؤتمر العالمي حول الاختفاء القسري حول تقييمات هيئتنا وآرائها بشأن إشكالية الاختفاء القسري بسمال افريقيا وبمخيمات تندوف على وجه التحديد والتحديات التي تواجهها اليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان في تتبع ودراسة والتقرير بشأن حالات الاختفاء القسري في نطاقات غامضة ومغلقة كحالة مخيمات تندوف.
حيث لا تسري القوانين الوطنية الجزائرية على الأشخاص المقيمين قسريا بتلك المخيمات، ولا يمكن للجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري مساءلة دولة الجزائر كطرف دولتي حاضن للمخيمات، بسبب تلكأ السلطات الجزائرية في المصادقة على الاتفاقية، وقبول اختصاص اللجنة للنظر في الشكاوى الفردية، وهو ما يعمق معاناة الضحايا الجزائريين والصحراويين وأفراد عائلاتهم في مواجهة المنتهكين والمؤسسات الأمنية القمعية، ويضاعف مأساة الصحراويين بعدم السماح لهم بإجراء إحصاء من إشراف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، لضمان تمتعهم بالحقوق الواردة في الاتفاقية الدولية لوضع اللاجئين.
وتجدر الإشارة إلى تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية تمكن من بسط معلومات وافية حول حالات المختفي قسريا محمد بصيري والخليل أحمد ابريه لخبراء الأمم المتحدة ومختلف ممثلي المنظمات غير الحكومية المشاركة في المؤتمر وكذا شرح سياقات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان بمخيمات تندوف لعائلات الضحايا المشاركين في المؤتمر.