طه رياضي
تُعَدُّ منطقة الأطلس المتوسط، وبالأخص إقليم إفران، من بين المناطق المغربية ذات الخصوصيات الفريدة التي تجمع بين غنى الموارد الطبيعية وتنوعها، وبين التحديات التنموية التي تعرقل استثمار هذا الغنى لصالح الساكنة المحلية.
وفي ظل التفاوت التنموي الذي تعرفه المناطق الجبلية، فإننا ندعو الحكومة المغربية إلى إحداث وكالة خاصة بتنمية الأطلس المتوسط، باعتبارها ضرورة استراتيجية لتحقيق العدالة المجالية والتنمية المستدامة.
مبررات تأسيس الوكالة:
1. التهميش التنموي: يعاني سكان الأطلس المتوسط، وخاصة القرى والمناطق الجبلية، من ضعف في البنية التحتية والخدمات الأساسية، مما يفاقم الهشاشة الاجتماعية ويعزز الهجرة القروية.
2. غنى الموارد الطبيعية: تمتلك المنطقة مؤهلات طبيعية استثنائية تشمل الغابات، المياه الجوفية، والمحميات الطبيعية، وهي ثروات وطنية يجب استثمارها بشكل مستدام.
3. الأهمية الاستراتيجية: الأطلس المتوسط يُعتبر خزانا مائيا ورئويا للمغرب، مما يجعل تنميته وحمايته مسؤولية وطنية.
4. ضرورة خلق فرص العمل: ارتفاع نسبة البطالة في صفوف الشباب والنساء يتطلب تدخلاً هيكلياً من خلال استثمارات موجهة نحو السياحة البيئية، الفلاحة المستدامة، والصناعة التقليدية.
أهداف الوكالة:
تحقيق العدالة المجالية: ضمان توزيع عادل للموارد والخدمات بين المناطق الحضرية والريفية.
تعزيز الاقتصاد المحلي: دعم التعاونيات الفلاحية والحرفية، وتنشيط السياحة الجبلية والإيكولوجية.
حماية الموارد الطبيعية: إطلاق مشاريع مستدامة للحفاظ على الغابات والمياه، والتكيف مع التغيرات المناخية.
تحسين ظروف العيش: بناء طرق جديدة، مستشفيات، ومدارس، وتوفير المرافق الأساسية في القرى النائية.
مطالبنا:
نطالب الحكومة المغربية، ممثلة في وزارة الداخلية، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بإطلاق مبادرة وطنية لتأسيس وكالة تنمية الأطلس المتوسط. كما ندعو الفاعلين السياسيين والمؤسسات المنتخبة والمجتمع المدني إلى الترافع عن هذا المطلب العادل، باعتباره ضرورة لتحقيق تنمية شاملة ومندمجة تراعي خصوصيات المنطقة وكرامة سكانها.
إن تأسيس وكالة تنمية الأطلس المتوسط ليس مجرد مطلب محلي، بل هو استحقاق وطني يعكس التزام المغرب بالعدالة الاجتماعية والمجالية في إطار النموذج التنموي الجديد.