جنيف – انطلقت اشغال المؤتمر العالمي الأول حول الاختفاء القسري بقصر المؤتمرات بمدينة جنيف السويسرية، صباح الثلاثاء 15 يناير الجاري، لفتح باب من الأمل والتشبث بمبادئ ومقتضيات القانون الدولي لكشف حقيقة الماسي والجرائم المرتكبة من اختفاءات قسرية واسعة النطاق ضد الافراد والجماعات في مختلف مناطق العالم، وجبر ضرر الضحايا وعائلاتهم ودعم سياسات عدم الإفلات من العقاب، وتعديل التشريعات المخالفة لحقوق الانسان، ودعم التصديق العالمي للاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري، وتقاسم التجارب والممارسات الفضلى بحماية والوقاية من الاختفاء القسري، وإبراز التحديات الكامنة أمام الدول والهيئات ومنظمات المجتمع المدني للوصول الى عالم خال من انتهاكات الاختفاء القسري.
شكل حضور واحتضان المملكة المغربية من بين أربعة دول لتنظيم ودعم وتنسيق المبادرات الرامية إلى فتح النقاش العام حول جرائم الاختفاء القسري، حدثا استثنائيا من حيث التوقيت والسياق، لأن صمود المغرب أمام التحولات الدولية والتحديات والمخاطر الأمنية العالمية والإقليمية، لم تغير عقيدته الراسخة، في حفظ المكتسبات الحقوقية المسجلة خلال عقدين من الزمن، التزم فيها المغاربة حكومة وقوى حية وأفراد بطي صفحة الماضي والتوجه إلى المستقبل بإرادة قوية تنهل من التاريخ المشترك والثوابت الوطنية وكشف حقيقة الماضي الأليم وإبداع مصالحة وطنية، اعتبرت نموذجا يحتذى به حتى الساعة.
افتتح الدكتور إيمانويل ديكو، الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة المعنية بحالات الاختفاء القسري، لإعلان الدخول في مرحلة جديدة من النضال الفردي والمدني والمؤسساتي، للقضاء على جرائم الاختفاء القسري، وخلق ضمانات تحمي الانسان من التعرض للاختفاء والنسيان، في جو من تقاسم المقترحات والأفكار والحلول الكفيلة بنشر الوعي بمخاطر الاختفاء القسري، وضرورة دعم التعاون المحلي والوطني والدولي للبحث عن الضحايا وكشف الحقيقة وتحقيق العدالة للمختفين وذويهم.
وسط حضور مكثف لخبراء الأمم المتحدة وممثلي الدول والمدافعين عن حقوق الانسان ومنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال حقوق الانسان، كثف تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية تدخلاته كهيئة مدنية قادمة من الأقاليم الجنوبية، تعمل في مجال حقوق الانسان بإفريقيا الشمالية، وبخاصة بأقاليم الصحراء ومخيمات تندوف وموريتانيا وجنوب الجزائر، وتمكن ممثلو التحالف إلى جانب ممثلي ضحايا اختفاء قسري صحراويي كعائلة المختفي قسريا محمد بصيري، من الالتقاء بعائلات الضحايا للتحسيس بقضايا الاختفاء القسري بمخيمات تندوف وأهم النقاط التي تضمنها تقرير تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية الموجه لسكرتارية المؤتمر العالمي حول الاختفاء القسري.
وتجدر الإشارة الى أن قصر المؤتمرات بجنيف سيشهد أنشطة وحلقات نقاشية مكثفة حول القضايا المرتبطة بالاختفاء القسري، تتعلق أساسا بربط الضحايا ومنظمات المجتمع المدني بآليات الأمم المتحدة وكيفية تعزيز المشاركة الفعالة، والأدوات القانونية لمكافحة الإفلات من العقاب.
وذلك عبر فهم وممارسة الولاية القضائية العالمية، وكذا تمكين ضحايا الاختفاء القسري وضمان حقوقهم وتوفير الدعم المتعدد الأوجه، ومحاور أخرى على درجة عالية من الأهمية كالأطفال كضحايا للاختفاء القسري وحماية الضحايا والمدافعين والمهنيين، بما في ذلك المحامين والصحفيين وإنشاء شبكة دولية للشباب، والمرأة والاختفاء القسري، ليختتم المؤتمر العالمي باحتفالية حول تنفيذ خطة العمل المقترحة، والمتعلقة بسبل المضي قدما للفترة 2025-2028.