في إطار سلسلة أعلام الفكر الحضاري الحديث، تم تنظيم ندوة دولية، مشتركة بين الإيسيسكو ومكتبة الإسكندرية بمصر، بمناسبة الذكرى 60 لوفاة المفكر الكبير عباس محمود العقاد، تحت شعار “العقاد والعالم الإسلامي”، بمقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة، أمس الجمعة 20 ديسمبر.
هذه الندوة العالمية، الاستثنائية شهدت حضورا رفيع المستوى ومتميز لعدد من المسؤولين والسفراء ونخبة من كبار المفكرين والكتاب والأكاديميين والإعلاميين من عدة دول وكذلك الباحثين العرب.
وفي هذا السياق، أبرز السفير “خالد فتح الرحمن”، مدير مركز الإيسيسكو للحوار الحضاري قائلا: “أن المنظمة تحتفي اليوم بأحد أبرز أعلام حضارة العالم الإسلامي، وبمجموعة من قيمه النبيلة، فهو رجل جمع بين العلم والأدب والعصامية، وصار أنموذجا بين الأدباء، فكان له شيم تسربت في كتاباته، واعتبر العقاد مثالا لقوامة الوسط، ومفكرا أثرى العالم الإسلامي بالعديد من إسهاماته الثقافية والفكرية”.
وفي نفس الإطار، أكد الدكتور “أحمد عبد الله زايد”، مدير مكتبة الإسكندرية، خلال كلمته، أن العقاد مدرسة فكرية قائمة بذاتها، وقدم للعالم الإسلامي إرثا فكريا غنيا ومتنوعا، وجمع بين التراث الإسلامي والأصالة والمعاصرة، وانفتح على الثقافات المختلفة، وسعى إلى بناء جسور للتواصل الفكري مع الغرب، من خلال تقديم الإسلام بصفته حضارة عالمية قائمة على التسامح والعقلانية.
وجدير بالذكر، يعتبر عباس محمد العقاد، من أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي الحديث، وذلك من خلال إسهاماته الفكرية وتقديم عدة تحليلات منهجية في سلسلته الفريدة والمثيرة للنقاش “العبقريات”، وقد دافع من خلالها عن الدين الإسلامي الحنيف في وجه جميع التيارات المعارضة التي حاولت التشكيك، بالضرب في عقيدة الأمة الإسلامية.
وقد شهدت الندوة الدولية نقاش مهم حول شخصية محمود العقاد، حيث كانت جلسة علمية جد متميزة خلال الندوة شهدت نقاشات ثرية وقوية مع نخبة من كبار المثقفين والمفكرين العرب، حول قيم الرحمة والعدل في الإسلام التي تناولها العقاد في كتابته، وأشعار العقاد وتأثرها بالفكر الإسلامي، بالإضافة إلى العقاد وقيم الوحدة الإسلامية..، ومواضيع أخرى غاية في الأهمية.
كما تم خلال فعاليات الندوة الدولية توقيع اتفاقية تعاون، نموذجية بين مكتبة الإسكندرية والإيسيسكو، بهدف تعزيز الحوار الحضاري ومد الجسور بين الثقافات وجل الحضارات، والتعريف بتراث العالم الإسلامي، ودعم الثقافة العربية والإسلامية، التي تخدم البشرية.
الاتفاقية التي تمتد لـ5 سنوات، التي إطلعت على بنودها أنباء إكسبريس التي واكبت فعاليات الندوة الدولية، على تنظيم مؤتمرات دولية وإصدار كتب وأبحاث تعنى بدعم الحوار الحضاري بين الثقافات، والتعريف بالحضارة العربية وحضارة العالم الإسلامي، وتطوير المكتبات في العالم الإسلامي وتدريب العاملين فيها.
بالإضافة تنص كذلك الاتفاقية إلى التعاون في تنفيذ برامج نشر وترجمة المطبوعات ذات الاهتمام المشترك، خاصة المطبوعات المعنية بالخط العربي وتاريخه، ونشر إصدارات الإيسيسكو على المنصات الإلكترونية الخاصة بمكتبة الإسكندرية، وتبادل الدعوات للمشاركة والحضور في الأنشطة التي ينفذها كل جانب.
