مع شتاء عام 2024 م فر طاغية دمشق إلى القوزاق الروس ولم يرتم في حضن الفرس في مفارقة عحيبة فهل فر أو اعتقل ؟ هي أمور لايحيط بها علما إلا الله والراسخون في المخابرات؟.
عموما فقد جاءت آية في سورة العنكبوت تختصر النهايات على أربعة أشكال تحت قانون: فكلا أخذتا بذنبه؟ وهكذا يظهر العقاب مقابل الذنب أي الانحراف عن قانون الكون في العدالة. مثل قارون بالمال فاختفى، أو فرعون حين أدعى الألوهية اضطر في النهاية أن يستسلم فيقول آمنت حيث لاينفع؟
أو يفر كما فعل طاغية دمشق البراميلي؟ أو ينتهي صدام بالصدمة، أو القذافي فيقذف في قبر مجهول، أو الصالح بدون صلاح محروقا مشوها؟ وهناك مفارقة ملفتة للنظر في بداية الربيع العربي ونهايته بين هريبة التونسي زين العابدين وموته في صحراء الأعراب، وفرار طاغية دمشق ليدفن في صقيع موسكو؟
مع ذلك فإن نهايات الطغاة في التاريخ متفاوتة لنحاول إستعراضها لنرى القانون الوجودي في عظتها؟
قبل أن يموت (تشاوسسكو) بأربعة أيام سئل عن الأوضاع في رومانيا وكان في زيارة إلى طهران هل يمكن أن تتأثر بالإعصار الذي يدمدم في شرق أوربا وتتساقط فيه تباعاً عروش الملوك الحمر ؟ قال : سلوا شجرة التين هل تنبت حسكاً ؟ صحيح أن من حولي تساقطوا ولكنكم لا تعرفون الشعب الروماني وقيادته الحكيمة.
وعندما سألوه عما يحدث في مدينة (تيمي شوارا) والعصيان المدني خلف قس مغمور؟ قال: أما القس الذي حرض على الشغب فهو أخرق مأفون وأما من حوله فهم شرذمة قليلون وإنهم لنا لغائظون وإنا لجميع حاذرون.
وبعد أربعة أيام كان يحاكم ويعدم ولا يعرف قبره، وانطبقت عليه دورة التاريخ فأخرجوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيه فاكهين كذلك وأرثناها قوماً آخرين فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين.
وأما شاه إيران فقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه وظن أن لا ملجأ إلا أمريكا فخذلته ورفضت استقباله مع أنها هي التي صنعته على عينها. وعندما تشفع لأولاده أن يتابعوا دراستهم سمحت لهم بدون رفقة الوالدين.
وعندما شكا من المرض قالوا له بعد وساطات وتوسلات إنها إقامة للعلاج فقط فإذا قضيت خرجت ولم تعقب.
وبعد العلاج دفع بعربة من البوابة الخلفية للمستشفى فخرج من حيث تخرج النفايات وتدخل البضائع. وعندما أصبح في (باناما) عند ديكتاتور صغير قطعوا عنه التلفون وبدأوا يخططون لتسليمه للحكومة الإيرانية الجديدة.
وعندما أوى في النهاية إلى طاغية مثله بكى سوء الحال وانقلاب الزمن وتنكر الأصدقاء ونفض أمريكا يدها منه إلى درجة أن أفردت له ملفاً بعنوان (الخازوق) وأن يخاطبه مسئول أمريكي بقوله: يا صاحب الجلالة يظهر أنك مختل عقلياً. وأن يبتلع أحد سماسرته سبعين مليون دولار بضربة واحدة فيعض الشاه على أسنانه محنقاً إنها سبعين مليوناً فهل ضاعت في أنابيب المجاري .
وفي النهاية كاد أن يموت الشاه غيظاً فحبس نفسه في حجرة عندما علم أن رجل أعماله (بهبهانيان) اختفى مثل الملح في الماء بمئات الملايين من الدولارات وهو لا يستطيع أن يقاضيه أو يرفع عليه دعوى لأنها كانت صفقات سرية. روى كل ذلك (حسنين هيكل) في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).
وفي مصر فتح يديه بالهبات والمجوهرات التي كان يحملها معه في حله وترحاله عسى أن تؤلف القلوب، وقيل أنه حمل معه من ثروة إيران ما زاد عن خمسة مليارات دولار، واعترف مسئول بنكي سويسري بثروة له زادت عن عشرين مليار دولار وكانت أربع حقائب كبيرة محشوة بالكنوز لا تفارق عيناه حتى قبل موته بلحظات عسى أن تنفعه يوم الزلزلة فما أغنتهم عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك وما زادوهم غير تتبيب.
وفي النهاية مات بالمرض الخبيث وأصبح سلفاً ومثلا للآخرين. إن أمريكا تستخدم الطغاة ولا تحبهم فهي تصيخ السمع لخونة الشعوب ولكنها لا تحب الخائن وتعرف أن دور الجلادين لا يزيد عن (ممسحة زفر) فإذا انتهى دورهم رسا مصيرهم حيث ترمى أوراق المهملات التي نظفت القاذورات لتصبح مع القاذورات وبئس القرار.
هكذا رسم مصير الطغاة في التاريخ بريشة سريالية فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا.
وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون. هكذا يرسوا مصير الطغاة بين طلقة في الرأس مع جرعة سيانيد كما انتهى هتلر. وبين فرعون يغرق في اليم هو وجنوده أجمعون. أو الامبراطور الروماني (دوميتيان) الذي يقتله 14 من أهل بيته دفعة واحدة طعناً بالخناجر. وبين تشاوسيسكو التي انشقت الأرض من تحت قدميه فابتلعت.
وبين من دارت عليه الدائرة بعد طول جبروت ليعلق من قدميه عاريا كالخاروف في المسلخ في ساحة عامة كما حصل (لموسوليني) وعشيقته (كلارا بيتاتشي) أو امبراطور الحبشة (هيلاسي) الذي أودع دورة المياه وردم فوقه بالإسمنت.
ولكن التاريخ يفاجئنا بصورة مبتسرة غير مكتملة بل وأحيانا مقلوبة الظل حيث مات (ستالين) في كل طغيانه وعنفوانه وكانت نظرة مريبة منه إلى أحد أعضاء المكتب السياسي تجعله يرجف هلعا بقية حياته حتى يرضى.
كما ذكر ذلك (فرانسيس فوكوياما) صاحب كتاب (نهاية التاريخ). ومات (فرانكو) طاغية إسبانيا عزيزا كريما ووضع جثمانه في ضريح عظيم في مبنى هائل بناه أعداءه من الشيوعين المعتقلين. فهو نصب خالد لكن من زار مدريد.
وأما (لينين) فمات وهو يرسل الناس إلى الموت بإشارة وكلمة كما كشفت الأبحاث الحديثة عن رسائله الأصلية المكتوبة بخط يده والمودعة في سرداب فظيع محفوراً تحت الأرض بثلاث بوابات مصفحة يصمد لقنبلة نووية.
إن لينين كان مفكراً وكاتباً قبل أن يكون حركيا وكتب ما يزيد عن خمسين كتاباً تمثل الوحي المقدس عند الشيوعين لمن بقي يعتقد في عصمته حتى اليوم، ولكن أوامر الإعدام كانت عنده قضية روتينية ولا تزيد عن مسألة إحصائية فعندما تمرد الفلاحون على المزارع الجماعية (الكولخوز) بعد أن صودرت محاصيلهم كانت أوامر لينين تقضي بانتقاء مائتين من كرام القوم وإعدامهم على أعين الملأ وأن يحشر الناس ضحى. فهذه هي أساليب الفراعنة جرت قانونا سرمديا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى.
التاريخ إذا يظهر ثلاث صور متباينة: طغاة يَقتلون ويُقتلون. وطغاة يَقتلون ويُحملون على محفة عسكرية بكل مظاهر التكريم إلى قبورهم فيدفنون في ضريح عظيم يحج الناس إليه من كل فج عميق لإظهار الولاء كما حصل مع جثة لينين وقبر حافظ الأسد قبل أن يحرق من الثوار.
وعلى العكس من ذلك بنهاية بعض الصالحين والفلاسفة والأنبياء الذين عذبوا وشردوا وقتلوا بدون قبر. فـ (سقراط) انتهى بتجرع سم الشوكران. وطعن (سبينوزا) بسكينة في رقبته. وأحرق (جيوردانو برونو) في ساحة عامة عندما احتفلت الكنيسة قبل أربعة قرون ابتهاجا بالتخلص من أخطر المارقين فأحرقته على النار ذات الوقود إذ هم عليها قعود وهم على ما يفعلون به شهود.
وحبس (ابن تيمية) حتى الموت في سجن القلعة بدمشق ونحر (سعيد بن جبير) بين يدي الحجاج وهو يشخب في دمه. الصورة كما نرى ضبابية فبقدر النهاية التي تحمل العبرة في سقوط الجبارين وأن الكبرياء سبقت السقوط دوما. بقدر نجاة الكثير من الطغاة بجلودهم في عزة وشقاق.
أو بالعكس بمصرع الكثير من المصلحين حرقاً أو ضرباً بالرصاص أو صلباً أو شنقاً. فـ (حسن البنا) مات صريعا بالرصاص في شارع عام. والمصلح الديني التشيكي (هوس) انتهت حياته حرقا. ومات (الحلاج ) صلباً في بغداد بكلمة اختلقت ضده بعد جلد ألفاً و قطعت أطرافه.
ومات الحسين وجميع آل البيت معه ذبحا على يد يزيد الخليفة الأموي. وأنهى المفكر السوداني محمود طه حياته وهو يتأرجح على حبل المشنقة بتهمة الردة. ماتوا جميعا لا لذنب فعلوه بل من أجل أفكارهم ونشاطهم.
فهل يمكن أن نفهم ما يحدث ونرى الصورة واضحة متألقة في نهاية الطغاة والصالحين؟
تبدو نهاية الدنيا في بعض الأحوال كوميديا تدعو للضحك وليست خاتمة المطاف أو نهاية الدور الأخير على خشبة المسرح. فقد ينتهي طاغية في الدنيا بما يستحقه من لعنة الله والملائكة والناس أجمعين كما حصل مع (آركان) و(ميلوسوفيتش) في صربيا وحافظ الأسد وابنه التعيس.
أو على العكس قد يودع الحياة هنيئا مريئا مرتاحا على كرسي السلطة ويحكم من قبره كما حصل مع جنكيزخان؟
وإذا كان تشاوسيسكو قد دلف إلى قبره باللعنة والرصاص فإن نظائره وهم كثر ماتوا بالهتاف بحياتهم ولطم الخدود لفقدانهم.
وهناك من زحفت في موته جماهير هائلة بحيث يفرك المرء عينه ولا يصدق هل هو المجنون أم هم المجانين كما في جنازة الضابط الانقلابي عبد الناصر؟ إنها جدلية محيرة كما نرى يحتاج الإنسان فيها إلى بوصلة جديدة بإحداثيات مغايرة ليفهم هذا اللغز.
وأحيانا يمسك الإنسان رأسه بين يديه ويتساءل هل هو في بلاد أليس للعجائب أم أرض عبقر للجن. إننا مطوقون بالظلمات مسحورون سكرت أبصارنا ختم الله على قلوبنا وعلى سمعنا وأبصارنا غشاوة.
إذا يمشي التاريخ وفق قانونه الخاص وترزح الشعوب في العذاب المهين إلى أجل غير مسمى وتتحمل الأمم كثيرا ويموت الكثير من الطغاة بكل سؤدد وفخار.
فقد حكم (رمسيس الثاني) سبعين سنة وأنجب مائة من الأولاد، وبقي الفرعون (بيبي الثاني) متربعاً على سدة الحكم تسعين سنة وأما (فرانكو) فقد استمر يركب ظهور العباد يقودهم بالسوط أربعين سنة كاملة . وهو الذي عين الملك (خوان كارلوس) بدلا من أبيه. وعندما مات (لويس الخامس عشر) طرب الناس في جنازته ولم يصدق الناس أنه رحل فقد ملوا حكمه الطويل الذي تجاوز نصف قرن.
وعندما رمي (بريجينيف) في قبره وقع التابوت فتكسر فلم يأبه له أحد فالكل مله وانتظر نهاية مرحلته بعد طول عفن.
إن الأوضاع السياسة تصل في بعض مراحلها أن البلد كله يوضع في ثلاجة فتتجمد فيه مفاصله حتى موت الطاغية.
ونشرت مجلة (در شبيجل) الألمانية في إحصائية مثيرة عن أطول الناس حكماً فكان في رأس المخطط حكام العالم العربي في متوسط يصل ثلاثين عاما ويزيد! في إعلان خفي عن بزوغ عصر الملكيات.
إن الطفل عندما يكتمل خلقه في الرحم لا يسأل كيف جاء إلى الحياة وهل كان من زواج أو سفاح أو اغتصاب.
وعندما يولد إلى الدنيا يأخذ اسمه. وفي عالم السياسة تتخمر الأحداث والأيام حبالى وتتكون الأوضاع وتبرز إلى السطح فيتعجب الناس كيف حدث هذا وهي من صنع أيديهم.
يقول المؤرخ الأمريكي (ديورانت) وهو يستعرض بعض المراحل التاريخية أنه مر عدد من الحكام لم يحصل في فترة حكمهم شيء يؤبه له أو يحتاج أن يذكر.
ونحن اليوم نتذكر (ابن رشد) مثل الشعرى اليمانية في أفق التاريخ ولا نذكر أسم الملك الذي عاصره. فقد انمحى أسم الملك من الذاكرة لأنه لا جديد تحت الشمس مع أنه أيام الملك الموحدي كانت كل مصائر الناس بمن فيهم ابن رشد بين أصبعين من أصابع الحاكم يحركها كيف يشاء مثل اللعب بالمسبحة وهو الذي قرر النفي لابن رشد في عمر السبعين.
إن الملك الذي نفى ابن رشد يتمنى لو قرن اسمه باسم ابن رشد. إن هؤلاء الشهداء لا يموتون بل أحياء عند ربهم يرزقون. إنهم كسروا حاجز الموت ومربع الزمن فهم يسبحون في فضاء الذكر إلى يوم يبعثون.
إن المماليك حكموا خمسة قرون وكذلك العثمانيون ولكن مسلسل المماليك البرجية والبحرية يمكن ضغط الزمن فيه فلا يتغير شيء. وهكذا فالزمن كما يقول (محمد إقبال) إنه ليس دورة الفلك بل حالة النفس وتقلب المجتمعات.
إن أحدنا تمر عليه أسابيع يعيش مثل النبات وفي بضع ساعات يتطور فيها بأكثر من سنوات. ذلك أن شخصية الإنسان هي بتراكم الخبرات وليس بالرتابة اليومية والروتين القاتل. ومن العجيب أن ما يصقل جوهر الإنسان ويسمو به في معارج القدس هو المعاناة .
ولقد خلقنا الإنسان في كبد. إننا لا نفهم حركة التاريخ ولا نملك التحليق العلوي لنبصر تسلسل الأحداث ولا نعي لماذا ترزح الشعوب في الضلالة وتسبح بحمد الطواغيت مع أنه لا يقدر عليهم إلا بقدر ما منحوه أنفسهم.
إنها (عبودية مختارة) كما يقول (آتيين دي لا بواسيه) ولا تحتاج للتخلص من هذه القيود أن تقتل الحاكم أو تتآمر عليه.
إن ما تحتاجه يختصر بكلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان وهي: (رفض التعاون) و (عدم الطاعة). لكنها وصفة لا يعرفها المثقفون ولا يتقنها المواطنون ولا يوجد حولها مؤسسات ولم تخلق بعد في قاموسنا الفكري والكل في الضلال المبين.
إن المصلحين الاجتماعين والفلاسفة المفكرين قد يقتلون أو تنتهي حياتهم على شكل أسيف في عصر الظلمات السياسي التي تمر بها الأمة ولكن موتهم يختلف عن موت الطغاة.
فهم يخضعون لقانون دفن البذرة في الأرض كي تخرج منها شجرة باسقة طلعها هضيم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. و(نزار القباني) بقي منفياً طول حياته ولم يقبله وطنه إلا جثة ولكن شعره يقرأه الأطفال قبل الكهول وفي كل الأرض. وأما موت الطغاة والجبارين فهو شجرة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
إن موت الطاغية هو نهاية نظام ونخبة لأن الحاكم لا يحكم بنفسه بل بشبكة جهنمية يديرها من حوله رهط أتقنوا الإجرام واستكان لهم الناس بالفزع الأكبر.
لكن الذي يحدث يتكرر كما حصل مع شاه إيران عندما قال : إن حولي 750 ألفا من الجنود والضباط فمن يريد الوصول إلي عليه أن يقفز فوق رؤوس هؤلاء أجمعين.
واستكبر هو وجنوده بغيا في الأرض حتى جاء يوم الزلزلة وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود.
ويمضي التاريخ وتنضج الشعوب ويتقلص ظل الجبارين ويموت أهل الفكر فيتركون أملا في الحياة ويسحق الجبارون سحقا. ويكتشف الناس في ذهول أن الموت حق لأنه يكنس الظالمين ويطور الحياة وبذلك يصبح الموت أحد مفردات الحياة.
يقول (ديورانت) إن الامبراطور (كاليجولا) قال لجدته أنطونيا عندما حاولت نصحه: (اذكري أن في مقدوري أن أفعل أي شيء بأي انسان) وأرغمها في النهاية على قتل نفسها. وذكر لضيوفه في إحدى الولائم أن في وسعه قتلهم أجمعين وهم متكئون في مقاعدهم لايبرحون.
وكان وهو يحتضن عشيقته أو زوجته يقول لها ضاحكاً (سيطيح هذا الرأس الجميل بكلمة تخرج من فمي).
وكان يرسل إلى النساء ممن يهوى كتابا بالطلاق بأسماء أزواجهن (فلم توجد امرأة ذات مكانة إلا دعاها إليه) وأنفق في أحد ولائمه (عشرة ملايين سسترس) وفرض الضرائب على كل شيء حتى الحمالين والعاهرات ولو تزوجن.
ونفى كل الفلاسفة من روما لأنهم رمز الخطر ومقلقي النوم العام ومفكر واحد أخطر من فرقة عسكرية مدرعة. وجاء اسم الفيلسوف (سينكا) في قائمة الاعدام إلا أنه نجا لكي يقتل لاحقا على يد نيرون.
ونجا عمه (كلوديوس) من القتل عندما تظاهر بأنه أبله مجنون. وأخيرا طلب من الناس عبادته لأنه أفضل الآلهة ونصب تماثيله في مداخل المدن والساحات العامة وهو يحيي الجماهير. وفي النهاية قتل على يد ضايط من الحرس (البريتوري) وعندما ترددت الإشاعات في البلد أنه قتل لم يصدق الناس ويقول (ديو) المؤرخ أن: (كاليجولا عرف في ذلك اليوم أنه ليس الهاً) .