من إيطاليا: بلقاسم ياسين
بشار الأسد هرب عبر طائرة ليلة 8 دجنبر ربما سقطت قبل وصولها إلى حمص قادمة من دمشق.
المعارضة السورية سيطرت على العاصمة بلا مقاومة تذكر من طرف الجيش والشرطة ورئيس الحكومة مستعد للتنازل، وقصر بشار أصبح مباحا والمعتقلين أحرارا..
عاشت أرض سوريا حربا عالمية أحيانا مباشرة وأحيانا بالوكالة بين الشرق والغرب على مدار سنوات عديدة، وأمام تعدد التدخلات وتنوع الفصائل المسلحة لاسيما حركاتها الاستعراضية كما بينتها قنوات الإعلام، يمكن القول أن القادم المجهول قد يكون أفظع وأقسى من القائم المعلوم، ما لم تتوافق الدول المتنافسة على تراب سوريا.
الآن الثوار سينطلقون من الصفر لبناء دولة ذات مؤسسات بدءا بإقرار دستور جديد قبل فوات الآوان. استغرقت تونس بعد بنعلي أربع سنوات كاملة من أجل المصادقة على دستور لكن في الأخير جاء قيس وعوضه بدستور آخر يخدم مصلحته..
اللي مغطي بإيران عريان..
من أجل مصالحها، إيران باعت غزة، وحماس وقياديها وباعت جنوب لبنان وحزب الله وقائده، والليلة باعت بشار الأسد ونظامه.
روسيا منهكة في حربها مع الأوكرانيين. تخلت عن عميلها بشار في منطقة الشرق الأوسط. أقصى ما يمكنها فعله هو منحه اللجوء في النواحي المتجمدة في سيبيريا.
البراغماتي ترامب العائد إلى قيادة الولايات المتحدة الأمريكية لن يستمر في دعم أوكرانيا على حساب اقتصاد بلده.
في لقائه البارحة مع رئيسي فرنسا وأوكرانيا أشار ترامب إلى مشروع “سلام عادل” بمعنى قال للاتحاد الأوروبي أن الحرب ضد الروس غير مجدية وأن الأمريكان غير معنيين بها من الآن فصاعدا.
ترامب سيعمل على تجاوز النزاعات التي لا تخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
الجزائر في وضع لا يحسد عليه بعلاقاتها العلنية مع نظام بشار وإيران. أول خسارة ستتكبدها هو طرد ميليشيات بوليزاريو من سوريا واعتراف سوريا بمغربية الصحراء كما فعل الليبيون بعد سقوط القدافي.
الجزائر التي تدعم الانفصال في المغرب ومالي وليبيا وموريتانيا وتأوي الجماعات الإرهابية التي تستهدف الدول الإفريقية تجد نفسها، بعد سقوط بشار، أمام مأزق حقيقي لم يكن في حساباتها، فإما أن تراجع نفسها وإما ستمزق إربا إربا..