لا منطق في الشّمال ولا منطق في الجنوب، كل المناطق باتت غير منطقيه وغير آمنه وغير انسانيه في محور قطاع غزّة..!
ما يحدث من الشّمال إلى الجنون تجاوز حدود العقل والتخيُّل والتحَمُّل، لم يعد أحد يملك ترف الاجتهاد في البحث عن الأمان، الناس هنا فقط تجتهد في النزوح والهرب من خطر مباشر إلى خطر غير مباشر، ومن الفقر إلى القهر، ومن العتمه إلى الخيمه، ومن الخيمه إلى الخيبه، ومن البؤس إلى الاحباط والاكتئاب واليأس..!
كل يوم وفوق الـ 500 يوم لا ننام هي فقط محض جفون تقفل قليلاً حتى انتظار موعد الانفجار التالي، الليل بتوقيت القصف، والقصف بتوقيت الموت، والموت هنا بالجُمله، لا أحد يموت بالمفرّق، ‘استشهد هو وزوجته وعائلته، الجملة قاتله وغادرة وغير قادرة على إعراب البذخ والإسراف في الموت وفهم وتفسير ما يحدث وما يصير..!
الاسعافات تخترق جدار الصوت وصديقي وأطفاله وزوجته والصقيع وأبناء الجيران مازالوا في الشارع بعد تهديد المنطقة التي يسكنون بها من قبل قوات جيش الاحتلال وأن عليهم سرعة الاخلاء الفوري، من أجل سلامتكم انتقلوا فوراً إلى المآوي، ولا مآوي في المدينة، ولا مدينة..
مئات العائلات في العراء الآن لا يجدوا مكان يأويهم بعد أن كانوا حتى مساء أول أمس يبحثون عن كيس طحين لخَبز ما تبقّى لهم من تفاؤل وهدنه مُستعمله للبيع وتصريحات مُستهلكه لمسؤول رفيع مع إنّو زيّ البرميل ومجازر الآن في كل مكان وسط تحليق مكثّف للطيران ومطلوب أخذ أقصى درجات الحيطه والهبل..
السّلامه للنازحين، للمشردين، للخائفين، للجوعى والبردانين.. للحديث بقيّه إن بقي في العقل والعمر بقيّه..!