يكشف أحدث تقرير صادر عن برنامج التقييم الدولي لكفاءات السكان البالغين (PIAAC) لعام 2023 أن أداء البالغين الإسبان أقل من متوسط أداء الاتحاد الأوروبي (EU) ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) في المهارات الأساسية كالرياضيات والقراءة وحل المشكلات.
وتظهر الدراسة، التي تحلل هذه القدرات في 31 دولة، أن ما يقرب من ثلث البالغين الإسبان الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و65 عاما ليس لديهم سوى المعرفة الأساسية بالرياضيات، بالإضافة إلى ضعف الأداء في القراءة وحل المشكلات.
الدرجات التي حصلت عليها إسبانيا هي 247 في القراءة، و250 في الرياضيات، و241 في حل المشكلات، وهي أرقام تقل بحوالي 10 نقاط عن متوسط كل من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والاتحاد الأوروبي.
وفي الرياضيات، يبلغ المعدل الإسباني 250 نقطة مقارنة بـ 263 في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية و264 في الاتحاد الأوروبي، مما يضعها في المركز الثامن من الأسفل. وتتصدر فنلندا هذه الفئة برصيد 294 نقطة. وفي القراءة، حصلت إسبانيا على 247 نقطة، وهو ما يقل أيضًا عن 260 نقطة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية و259 نقطة في الاتحاد الأوروبي، مما يضعها في المركز السابع من القاع.
ومرة أخرى، تبرز فنلندا برصيد 296 نقطة. وفي حل المشكلات، فإن المعدل الإسباني البالغ 241 نقطة يضعها في المركز العاشر من الأسفل، بينما تتصدر فنلندا هذه الفئة بـ 276 نقطة.
وبهذا المعنى، يسلط التقرير الضوء على أنه على الرغم من أن 4% من البالغين الإسبان يظهرون أداءً عاليًا، إلا أن المهارات العامة للسكان البالغين في إسبانيا أقل من دول مثل فرنسا أو النمسا أو كوريا أو لاتفيا، ولا تتفوق إلا على إيطاليا وبولندا والبرتغال وتشيلي. وتتصدر دول الشمال، إلى جانب اليابان وإستونيا وبلجيكا وسنغافورة، قوائم الأداء.
مع هذا، يعد العمر عاملاً رئيسيًا في الأداء الإسباني. بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 24 عامًا، تصل درجات القراءة إلى 257 نقطة كحد أقصى، بينما تنخفض إلى 235 نقطة بين كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 55 إلى 65 عامًا. ولوحظت اتجاهات مماثلة في الرياضيات وحل المشكلات.
علاوة على ذلك، فإن المستوى التعليمي العالي يترجم إلى نتائج أفضل: يحصل الإسبان الحاصلون على التعليم العالي على 26 نقطة في القراءة أكثر من أولئك الحاصلين على التعليم الثانوي فقط.
التطور وتحديات المستقبل
وعلى المستوى العالمي، تمكنت بعض الدول مثل فنلندا والدنمارك من زيادة درجات القراءة لديها خلال الأعوام الـ 11 الماضية، بينما حافظت إسبانيا على نتائج مستقرة، دون أن تتحسن بشكل ملحوظ.
ومع ذلك، ارتفعت نسبة البالغين الإسبان الذين أكملوا تعليمهم العالي بنسبة 10 نقاط مئوية في العقد الماضي، وهو تطور واعد يمكن أن يؤثر على التقييمات المستقبلية.
