الحياة تَعطَّلت، مطلوب صرف تعويضات عاجلة مقابل بدل فاقد حياة، وعلاوة بدل غباء معيشة، لا وقت لوصف ما لا يوصف، حطب أم لهب سيد الموقف، الماء يغلي، وبينما هو يَتبخَّر في الطنجرة تتبخَّر عصافير بطننا..
بعد أن لا تجد ما تأكله، نطبخ كل شيء عدا الطبيخ، نأكل كل شيء عدا الأكل، يبدو مازلنا بحاجه لخبرة في الطّبخ وفي التعرّف من جديد على طعم اللّحم، رغم رائحة الشّواء في أزقّة الشوارع وتحت الأنقاض، لا وقت لدينا لشيء، جداً نحن مشغولون، أو كما أُحب أن أُردّد دوماً إحنا مش فاضيين..
ورانا حرب، الوقت من دم والتاريخ “وعد بلفور”، سندفن جثة مجهولة الهويّة، تحت شجرة مجهولة الهويّة، لا وقت للدّفن، ولا أكفان، ولا طحين في المدينة الأغلى بالكوكب، والبضائع دخلت مثلث برمودا، صواني المجدّرة والعدس والمعكرونه تجتاح بطون وخيم النازحين، وسط معركة أَشبَه بــ “معركة ذات الصّواني”، ولا صوت يعلو فوق صوت المعلقه..
طابور المساعدات مُزدحم جداً، الكل هنا يُبرز هويته لاستلام الطرود اللئيمه، ويبدو أنّي أنتظر دون جدوى، بعد ست ساعات من الانتظار تذكّرت أنّي نسيت هويّتي في الخيمة، ويبدو أن جيراني المشردين هم الآخرين نسو هويتهم أيضاً في الخيمة.. خيمة تخيّبنا!
#خيمة_تخيبنا