تصريح نادر لزعيم المقاومة ورمز النضال المغربي محمد بن عبد الكريم الخطابي، الملقب بأسد الريف المغربي الذي قاوم استعمارين “الفرنسي والإسباني.
وكان تصريح رمز النضال وملهم حركات التحرّر العالمية، محمد بن عبد الكريم الخطابي، من منفاه بمصر حول الأوضاع في شمال إفريقيا سنة 1952.
ويعتبر هذا التصريح النادر بمثابة رد قوي على افتراءات أعداء المغرب وعلى رأسهم النظام العسكري الجزائري، وميلشياته الانفصالية، حيث يرغب العسكر الجزائري في تقسيم المملكة المغربية، ويدعم الخونة والمرتزقة.
حيث قال عبد الكريم الخطابي: “إن تونس و الجزائر والمغرب، هم أصحاب الحق في تقرير مصيرهم.. وخصومتنا ضد المستعمر”.
مؤكدا، “بأن المغاربة إذا حصلوا على استقلالهم فإن حياة الوئام ستجري في مجراها الطبيعي مع الجميع..”.
تصريح عبد الكريم الخطابي الكامل من منفاه بمصر
تصريح محمد بن عبد الكريم الخطابي، الواضح والصريح الذي يخاطب فيه شعوب دول شمال إفريقيا (المغرب وتونس والجزائر)، بصفته زعيم المقاومة المغربية، فهو دليل قاطع على عدم وجود جمهورية ريفية، بل هناك المملكة المغربية فقط، عكس ما يتم ترويجه.
وللإشارة، محمد عبد الكريم الخطابي، هو أحد أبرز وأشهر الشخصيات المغربية في القرن العشرين، ويلقب بـ”أسد الريف”، وقائد ما يعرف بـ”ثورة الريف”، التي شهدتها شمال المملكة المغربية، نهاية الخمسينيات ضدّ الاستعمارين الإسباني والفرنسي بعد الحرب العالمية الأولى.
وللإشارة، ألحق عبد الكريم الخطابي، بإسبانيا سلسلة من الهزائم وأبرزها معركة أنوال، ثم هزم فرنسا في مرحلة ثانية.
وقد ولد عبد الكريم الخطابي في بلدة أجدير بالمغرب سنة 1882 في أسرة عريقة لها مكانة متميّزة في الريف، وخصوصاً في قبيلة بني ورياغل.
وقد درس في جامعة القرويين بفاس العلوم الشرعية واللغوية، ثم اشتغل بداية كمعلم في مدينة مليلية المغربية التي هي تحت الاحتلال الإسباني قبل أن يتولى فيها منصب القاضي الشرعي الأول عام 1914، لكن نتيجة نشاطه السياسي المناهض للاستعمار أعفي من مهامه، واعتقل يوم 6 سبتمبر 1915، حيث أمضى 11 شهراً في السجن.
وبعد خروجه من السجن عاد إلى عمله، كما عمل محرّراً في جريدة “تيليغراما ديل ريف” اليومية.
وفي يناير 1919، عاد محمد بن عبد الكريم الخطابي، إلى بلدته أجدير وقرر المقاومة الكفاح المسلح رفقة والده وأخيه، للتخلّص من الاستعمار الإسباني، وكانت أولى عملياته في صيف 1920، وانتشر خبره بين القبائل الريفية المغربية.
وفي عام 1926، اضطر محمد بن عبد الكريم الخطابي إلى الاستسلام، وتم نفيه إلى جزيرة لاريونيون الفرنسية 21 عاما، وتوفي عام 1963 في العاصمة المصرية القاهرة.