تداولت عدة صحف ومواقع إخبارية عربية ومغربية عن وصول سفينة الى ميناء طنجة المتوسط تحمل أسلحة ومعدات عسكرية متوجهة إلى ميناء حيفا.
هذه الأخبار انتشرت على نطاق واسع، دون البحث عن مصدر الخبر والإشاعة التي أشاعتها مواقع مغربية للأسف دون التثبت من صدقية ماجاء من المصدر، وانطلقت السفينة إبحارها من ميناء نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية نحو ميناء “صلالة” بسلطنة عمان، مع توقف تقني كان ليلة الجمعة المنصرم بمنطقة الشحن التابعة للشركة الدنماركية بميناء “طنجة المتوسط”
سفينة (MAERSK DENVER US) التابعة لشركة “ميرسك لاين” غادرت ميناء نيويورك بتاريخ 31 أكتوبر ضمن خط إبحار محدد نحو ميناء “صلالة” بسلطنة عمان، مع توقف تقني للإفراغ وإعادة الشحن بمناء طنجة المتوسط، حيث تملك الشركة الدنماركية العملاقة محطتين للشحن والتخزين بعد أن حولت جزء من عملياتها من مينائي “الجزيرة الخضراء” وبرشلونة نحو ميناء “طنجة المتوسط” شمال المغرب.
بناء عليه فإن الشركة نفت بشكل قاطع في بلاغ رسمي أن تكون حاوياتها بمعدات عسكرية يتعلق بسفينة مدنية قامت بإفراغ حمولة من الحاويات التي تحتوي على مواد غذائية بالأساس، بالميناء المغربي، قبل مواصلة طريقها نحو ميناء “صلالة” بسلطنة عمان، وليس إلى إسرائيل.
وبعد بحث بسيط عن مصدر الخبر يتبين أن صحيفة el pais الإسبانية نشرت تقريرا مشبوها و غير موضوعيا يوم 9 نونبر من الشهر الجاري، بخصوص توجه سفينة (MAERSK DENVER US) الى ميناء طنجة بعد أن إرتأت تغيير مسارها من بعض موانى جنوب اسبانيا واختيار ميناء طنجة المتوسط للتوقف وتفريغ بعض من حاوياتها ومعالجتها.
فكتبت أن السفينة تحمل اسلحة موجهة الى الجيش الإسرائيلي لأن إسبانيا رفضت رسو هذه السفينة في موانئها إلا ان الحقيقة والأمر يتعلق بحرب اقتصادية من اللوبي الإسباني الاقتصادي ضد الميناء المغربي، الذي أصبح المنصة الرئيسية لأعمال “مايرسك” في مضيق جبل طارق، والذي يستعد للإعلان عن رقم غير مسبوق في مجال معالجة الحاويات مع متم سنة 2024، مما سيجعله من بين أكبر الموانئ عالميا على هذا المستوى.
سوابق el pais في خدمة الأجندة الجزائرية
يذكر أن جريدة el pais تشن بين الفينة والأخرى حملات مستعرة ضد مصالح المغرب خدمة للسردية الجزائرية و لمليشيا البوليساريو الإرهابية.
كما أن لها سوابق في هذا الصدد حيث كانت تكتب مواد تهاجم فيه المغرب وتنشر شهادات مفبركة وغير متوافقة مع أساسيات العمل الصحفي.
وكانت الحكومة المغربية قاضت الجريدة سنة 2013 من طرف وزارة العدل والحريات، بعد نشرها لفيديو منسوب لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، تم الولوج إليه عن طريق الرابط الإلكتروني للصحيفة الإسبانية، التي نشرت الشريط بصيغته الأصلية باللغة العربية، يتضمن دعوة صريحة لارتكاب أعمال إرهابية في المغرب، ما وضع الصحيفة في حرج كبير، بعد قرار العدالة الاسبانية إعادة البحث في الملف، الذي كانت قد حفظته في وقت سابق.
كما دأبت عدد من أقلامها، el pais في مجموعة من القضايا السياسية والاجتماعية الداخلية للمغرب، بشكل أحادي الجانب وأغلبهم يتقاضون مبالغ ضخمة من النظام الجزائري ودون تقديمها لدلائل ملموسة عن ما نشرته وتنشره، ولا حتى باحترام أبسط شروط الممارسة الصحفية المتعارف عليها عالميا في ضرورة تقديم الرأي والرأي الآخر.
وجدير بالذكر كانت وسائل إعلام عبرية محسوبة على اليمين المتطرف اوردت منذ شهور خبر رسو سفينة إسرائيلية في طنجة الخبر أوردته وسائل إعلام عربية لها ارتباطات بالمخابرات الجزائرية وبعضها مدعوم من قطر لكن مدراءها جزائريين، وهذا يدعو للتساؤل لماذا هذه المنابر وكذلك el pais لم يتطرق لموضوع ارسال الجزائر شحنات الغاز إلى دولة الإحتلال منذ بداية العدوان على غزة.
كما أشارت مصادر موثوقة إلى وصول سفن جزائرية قريبة من شواطئ إسرائيل، تتابع ضخ الغاز إلى إسرائيل.
وهذا يطرح أكثر من علامة إستفهام لورود هذا الخبر في هذا التوقيت بالذات حيث لم تتطرق اليه وكالات الأنباء العالمية كرويترز وبلومبرغ وشبكات الأخبار الدولية، فقط تقرير في صحيفة اسبانية لها مواقف عدائية ضد المغرب وجل صحافيها من اليسار المتطرف لهم ارتباطات خارجية مع النظام العسكري الجزائري.