أفريقياتقاريرمجتمع
أخر الأخبار

صادم.. مأساة إنسانية تعذيب وحشي لإبن الريف الناجي الوحيد من إطلاق النار في سجون الجزائر

هذا التحقيق الصادم، يروي فيه إسماعيل صنابي تفاصيل خطيرة جدا من انتهاكات حقوق الإنسان، التي يقوم بها النظام العسكري كرغولستان المجرم.

الجميع يتذكر، الحادث المؤلم والمأساوي عندما أقدم الجيش الجزائري، بقتل مواطنين مغاربة، من أبناء الريف عمدا السنة الماضية، كانوا على متن دراجات “جت سكي”.

حيث أطلق الجيش الجزائري الرصاص، بشكل متعمد على مواطنين مغاربة، من أبناء الجالية المغربية، المقيمين بفرنسا وتم قتلهم بدون رحمة ولا شفقة.

الشباب من الجالية المغربية، كانوا في لحظات استجمام بشاطئ السعيدية على متن دراجات مائية “جت سكي”، قبل أن تجرفهم التيارات البحرية للمياه الإقليمية للجزائر، فقام خفر السواحل الجزائرية، بإطلاق الرصاص، حيت أسفر الهجوم العدواني الجزائري المتعمد، عن مقتل إثنين منهم، واعتقال أحدهم، والإعتداء عليه بالضرب ونجاة أحد الشباب بمشقة النفس.

هذا الحادث المأساوي، شمل مواطنين مغاربة مقيمين بفرنسا كانوا يبحرون على دراجات مائية في مياه البحر الأبيض المتوسط قرب مدينة السعيدية الساحلية، المتواجدة شمال شرق المملكة المغربية وعلى الحدود مع الجزائر.

لكن، الأمر رجع إلى الأضواء من جديد بعدما، فضحت الجريدة الفرنسية (لوموند) وحشية النظام العسكري الجزائري، وحقده على الشعب المغربي وكل من يحمل الجنسية المغربية بدون استثناء.

حيث نشرت الجريدة الفرنسية تحقيق صادم بكل المقاييس، مع إسماعيل صنابي، الناجي من حادث إطلاق النار من طرف الجيش الجزائري، (خفر السواحل)، وتم القبض عليه.

هذا التحقيق الصادم، يروي فيه إسماعيل صنابي تفاصيل خطيرة جدا من انتهاكات حقوق الإنسان، التي يقوم بها النظام العسكري كرغولستان المجرم.

التعذيب والترهيب بشكل وحشي

قام النظام الجزائري، “كرغولستان” بتعذيب مواطن مدني سلمي، بأشد انواع التعذيب، وبأساليب لا يمكن للعقل البشري تقبلها، وتدخل في إطار انتهاك حقوق الإنسان المحرمة دوليا.

في غشت 2023، قُتل اثنان من المصطافين على يد خفر السواحل الجزائريين، وفر ثالث وتم اعتقال الأخير إسماعيل صنابي، عند عودته إلى فرنسا بعد عام في السجن، يكشف عن قصته المأساوية وروايته للجريدة الفرنسية.

يفيد إسماعيل صنابي، الناجي من إطلاق النار، بأن حياته أصبحت جحيم، وتحاصره ذكريات التعذيب في السجون الجزائرية، فيصاب بـ “الجنون”.

إسماعيل صنابي البالغ من العمر 28 عامًا، المصاب بالصدمة، يؤكد “لم أتوقع ذلك “، في 5 سبتمبر، تمكن من العودة إلى منزله في فرنسا، بعد سنة قضاها في جحيم النار الجزائري.

مباشرة بعد اعتقاله من طرف الجيش الجزائري، بدأ مسلسل التعذيب والترهيب، كان يعتقد إسماعيل بأن الجيش سيقوم بمساعدته كما يعمل نظيره المغربي عندما يلقى القبض على الجزائرين المرشحين للهجرة غير الشرعية بواسطة السباحة.

يروي المحتجز لماجرى معه في أقبية المخابرات الجزائرية بكل حرقة، وهي توضح الكراهيه الكبيرة التي يحملها النظام العسكري الجزائري للمغاربة وكل من يحمل الجنسية المغربية.

فقد تم ممارسة كل أنواع التعذيب النفسي والجسدي عليه، بالإضافة إلى ظروف احتجاز غير إنسانية، تهز الضمير الإنساني والبشري.

قام النظام الجزائري، “كرغولستان” في الأول بحرق لحيته، باستخدام ولاعة،كجزء من سلسلة التعذيب الجسدي، وغُمر رأسه في دلو من الماء، من أجل إضعافه نفسيا ودفع به للانهيار.

وأكثر من هذا، يفيد إسماعيل صنابي، للجريدة الفرنسية، بأنه كان مقيد كالخروف، وهذا بهدف إذلاله.

ثم بدأت المخابرات الجزائرية، من طرح الأسئلة الغريبة على إسماعيل وفق نفس المصدر وهي: (ما ديانتك؟ – هل أنت يهودي؟ – هل زرت إسرائيل؟..) وهي أسئلة خارج عن نطاق الموضوع.

تم إذلاله والضغط عليه نفسيا وجسديا، وامتد التعذيب حتى في السجن، وذلك من خلال النوم على بطانيات، غير ملائمة، وتجريده من ملابسه، تم تركه في “شورت سباحة” وسترة نجاة فقط لا غير.

مما أدى إلى فقدانه الوزن، وخسر أكثر من 30 كيلوغرامًا من وزنه بسبب الظروف غير الإنسانية وسوء التغذية.

وقد تم إجبار إسماعيل صنابي، من مشاهدة صورة جثة صديقه المقتول عبد العالي، عدة مرات الذي قتل من طرف الجيش الجزائري، بهدف الترهيب والتعذيب النفسي.

وأكثر من هذا يروي الضحية، بأن محاكمته كانت تعسفية بكل المقاييس، و بمحاكمة غير عادلة، وأدين بتهم الدخول غير القانوني و”تهريب مركبة”، وغرامة مالية خيالية قدرها 100 ألف أورو، مع تهديدات مباشرة لعائلته.

هذه التصريحات، الصادمة تؤكد مرة أخرى وحشية النظام الجزائري الذي اقتربت نهايته، وكرهه للمغرب ملكا وشعبا، ويعتمد على سياسة التعذيب والقهر والقتل والإبادة الجماعية كما أقدم عليها في العشرية السوداء تم قتل عشرات الآلاف من المواطنين الجزائريين ظلما وعدوانا.

وحتى لاننسى، قام النظام العسكري الجزائري المستبد “كرغولستان”، باعتقال الكاتب الروائي الفرنسي-الجزائري بوعلام صنصال، المرموق البالغ من العمر 75 عاما، فور وصوله إلى مطار هواري بومدين، قادما من باريس، بشكل تعسفي.

وتم إعتقال بوعلام صنصال في مطار الجزائر، بعد أسابيع قليلة على تصريحاته التي إنتقد فيها بشكل صريح وواضح تأسيس الجزائر لجبهة البوليساريو، ودورها الخطير في زعزعة استقرار المنطقة المغاربية والمغرب.

وتم إيداعه السجن ومتابعته بجناية المساس بأمن الدولة، وفق مادة قانونية تضع مثل الأفعال في خانة الإرهاب.

وتؤكد مصادرنا بأن بوعلام صنصال، يتعرض إلى التعذيب بشكل مستمر، وهو في في حالة صحية حرجة، راجع لانه رجل مسن وحالته الصحية غير مستقرة.

وللإشارة الجزائر تشهد الآن موجة، كبيرة من النقد من قبل مثقفين جزائريين ضاق عليهم الخناق بسبب السياسة القمعية والوحشية للنظام العسكري وفشله في التنمية داخل البلاد وبناء علاقات دولية معتدلة، تخدم مصلحة الجميع.

https://anbaaexpress.ma/6v40d

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى