أشرنا سابقا في مقالنا الأخير، بأن اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بمغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي في البرلمان المغربي وأمام نواب الأمة والرأي العام والشعب المغربي، وقرر تبني مقاربة جديد من أجل الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة، بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير“.
كما قام ماكرون، بقطع الطريق على كل من سولت له نفسه التطاول مرة أخرى، من استغلال نشر خريطة المغرب مبتورة، في إطار ما يسمى حرب الخرائط التي يعتمد عليها أعداء الوطن.
حيث نشرت وزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، على موقعها الرسمي، الخريطة الرسمية للمملكة المغربية تشمل صحراءها، وتم تعميمها في جميع المؤسسات الفرنسية وكذلك القنوات الإعلامية.
وقال ماكرون “سنتحرك دبلوماسيا في الاتحاد الأوروبي وفي الأمم المتحدة للإقناع بأن الحل المغربي هو الوحيد في نزاع الصحراء”، من أجل طي هذا الملف المفتعل بشكل نهائي.
وأضاف ماكرون: “سنتحرك في إفريقيا للإقناع بأن الحل المغربي هو الذي سيحمل قيمة مضافة في الأمن والسلام في الصحراء وأيضا في الساحل”.
هذا من جهة من جهة أخرى، خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 49 للمسيرة الخضراء، الذي لم يتجاوز 9 دقائق كان حاسما وضربة موجعة للاعداء.
حيث قال جلالته: النهضة التنموية، والأمن والاستقرار، الذي تنعم به الصحراء المغربية، بالإضافة إلى الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي.
مؤكدا جلالته، بموازاة مع هذا الوضع الشرعي والطبيعي، هناك مع الأسف، عالم آخر، منفصل عن الحقيقة، ما زال يعيش على أوهام الماضي، ويتشبث بأطروحات تجاوزها الزمن:
– فهناك من يطالب بالاستفتاء، رغم تخلي الأمم المتحدة عنه، واستحالة تطبيقه، وفي نفس الوقت، يرفض السماح بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف، ويأخذهم كرهائن، في ظروف يرثى لها، من الذل والإهانة، والحرمان من أبسط الحقوق.
– وهناك من يستغل قضية الصحراء، للحصول على منفذ على المحيط الأطلسي.
– وهناك من يستغل قضية الصحراء، ليغطي على مشاكله الداخلية الكثيرة.
خطاب الملك كان قوي وحاسم، وله أبعاد كبيرة جدا، يحمل رسائل قوية وواضحة إلى جميع الأطراف الخارجية، وصفعة موجعة لأعداء الوحدة الترابية للمملكة المغربية، التي تعمدت استغلال قضية الصحراء المغربية، منذ سنوات ضد مصالح المغرب وأمنيه وسيادته على جميع أقاليمه الجنوبية.
كما أن فوز دونالد ترامب التاريخي، وانتخابه مجددا رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، بعثر كل الأوراق لقصر المرادية، حيث يعتبر ترامب صديق وحليف للمملكة المغربية، وداعم قوي لمغربية الصحراء.
وَفي هذا الإطار وجه جلالة الملك برقية تهنئة إلى دونالد ترامب، أكد فيها الملك بعد التهنئة قائلا: “وإنني لأستحضر فترة ولايتكم السابقة التي بلغت علاقاتنا خلالها مستويات غير مسبوقة تميزت باعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الكاملة للمملكة المغربية على كامل ترابها في الصحراء. فهذا الموقف التاريخي، الذي سيظل الشعب المغربي ممتنا لكم به..”.
صعود ترامب كان صدمة قوية عند النظام الجزائري العسكرية، تؤكد مصادرنا بأن ترامب سيفتتح قنصلية أمريكية، في جوهرة الصحراء المغربية مدينة الداخلة، مع جلب استثمارات ومشاريع أمريكية كبرى في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية.
دول افريقية قررت رسميا سحب اعترافها بمليشيات البوليساريو
في خبر حصري، وبعد الزخم السياسي الكبير الداعم لمغربية الصحراء. قررت عدة دول افريقية سحب اعترافها بالجمهورية الوهمية، “مليشيا البوليساريو”.
ومن بينها دولة كينيا اتخذت القرار بشكل رسمي بسحب اعترافها من عصابة البوليساريو، والاعتراف بمغربية الصحراء ودعم الحكم الذاتي.
وللإشارة سبق أن أعلن المغرب في سبتمبر 2022 بأن كينيا، قررت سحب اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية”، والشروع في خطوات إغلاق تمثيليتها في البلاد، بعد يوم من استقبال نيروبي زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي مجرم حرب.
ويأتي هذا الإعلان السابق للمغرب، مباشرة بعد يوم من نشر وزارة الخارجية الكينية، صورة استقبال لزعيم مليشيا البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي كان قد وصل إلى نيروبي، للمشاركة في مراسم حفل تنصيب الرئيس الجديد، بملعب العاصمة نيروبي.
أما الدولة الثانية هي إثيوبيا، حيث أشرنا سابقا بأن جميع المؤشرات والمعطيات أصبحت واضحة بأن تعلن رسميا أديس أبابا سحب اعترافها من مليشيا البوليساريو.. بعد التقارب والتعاون العسكري والأمني الأخير بين المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية.
خصوصا وأن التعاون العسكري بين البلدين “المغرب وإثيوبيا” من بين أهدافه تحقيق السلام وردع التهديدات الأمنية والإرهابية للجماعة المسلحة في المنطقة والقارة الإفريقية بشكل عام، هذا التعاون العسكري هو مدخل أساسي بهدف تغيير إثيوبيا موقفها الرسمي من ملف نزاع الصحراء المغربية المفتعل.
وجدير بالذكر، المشاورات السياسية التي أجرتها المملكة المغربية مع إثيوبيا في شهر ماي الماضي في إطار الدورة الأولى للمشاورات السياسية بين البلدين، فإنها تعجل وتدفع بشكل قوي من سحب الاعتراف من عصابة البوليساريو الإرهابية، المدعومة من طرف النظام العسكري الجزائري الحاقد.
تعليق واحد