تم اختيار مدينة تطوان الواقعة شمال المملكة المغربية كعاصمة للثقافة والحوار في منطقة البحر الأبيض المتوسط لعام 2026، وذلك من خلال إعلان رسمي من الاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة “أنا ليند”.
يعكس هذا الاختيار الجهود الثقافية الفريدة التي تبذلها المدينة التي تحمل إرثًا غنيًا يمزج بين التراث الأندلسي والابتكار المغربي.
وتمثل مدينة تطوان نموذجاً متميزاً للمدينة الإسلامية ذات الطّابع الأندلسي الخاص، وتعتبر نموذجاً للحضور الأندلسي بالمغرب بسبب احتفاظها بالإرْث الأندلسي الذي يبدو واضحاً في معالمها التاريخيّة وفي عاداتها وتقاليدها، وفي ألقاب أسرها الأندلسيّة، وفي مختلف مظاهر حضارتها، من موسيقى وطبخ ولباس وصنائع …
إذما زالت المدينة تحتفظ بفنّ المعمار الأندلسي داخل جدْرانها، ومازال سكان تطوان يحتفظون باللهجة الشّعبية، وبالموسيقى الأندلسيّة، وبالطّرْز، وبالصناعة التقليدية :إنها تشبه إلى حدّ كبير غرناطة في أزقّتها وطريقة بنائها، حتى نعتَها الفقيه محمد داود، مؤرخ تطوان، بكونها نُسخة من أخريات المدن الإسلامية العربية في بلاد الأندلس” والحاضنة للحضارة الإسلامية الأندلسيّة حيّة فوق أرض المغرب وبجانب لقبها بالحمامة البيضاء فهي كذلك تلقب ببنت غرناطة.
كما تم تخليد تطوان في أعمال ثربانتيس الكاتب الإسباني الشهير صاحب العمل التأسيسي اﻷول للرواية في العالم.
وسيشهد عام 2026 مجموعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية المتنوعة التي تسلط الضوء على التراث المحلي وتفتح جسور الحوار بين مختلف دول المنطقة. ، ومن المنتظر أن تجذب هذه الأنشطة المهتمين بالثقافة والفن والسياحة، مما يعزز مكانة تطوان كوجهة ثقافية وسياحية بارزة في المنطقة.
ويعكس هذا التتويج إلتزام المغرب بدعم القيم الإنسانية المشتركة وتعزيز التعايش السلمي والحوار بين الثقافات. كما يُعد دعوة لتطوير مزيد من المبادرات الثقافية التي تربط بين التراث المحلي والتنمية المستدامة، مما يعزز الفخر بالهوية المغربية ويشجع على الانفتاح على الآخر.