توجت الزيارة الرسمية للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بيرو بافتتاح ميناء تشانكاي العملاق، الذي تم بناؤه على بعد حوالي 80 كيلومترًا من ليما وتسيطر شركة الشحن الصينية كوسكو للشحن على 60٪ من رأس ماله.
ويعد المشروع مثالا على ما يمكن أن تحققه مبادرة الحزام والطريق، وهو مبني على ميناء طبيعي بالمياه العميقة يجعله الأول في المنطقة الذي يقبل سفن “ما بعد باناماكس”، هذه الأنواع من السفن الضخمة التي تجاوزت سعة قناة بنما. وفق تقارير إعلامية بيروفية.
وبعد مرور ثماني سنوات على بدء الأعمال وتزامناً مع زيارة الرئيس الصيني لاجتماع آبيك 2024، تم تدشين المرحلة الأولى من البنية التحتية.
COSCO Shipping هي شركة صينية مملوكة للدولة وتتمتع بالحصرية لتشغيل جميع خدمات الموانئ على مدار الثلاثين عامًا القادمة. ويبلغ إجمالي الاستثمار المخطط لهذا المشروع الضخم 3.4 مليار دولار، لبناء مجمع يضم 15 رصيفًا ومكتبًا وخدمات لوجستية ونفقًا بطول 2 كيلومتر لتوفير مخرج للبضائع.
ووفق تقارير فإن ميناء تشانشاي يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في الوجود الصيني في أمريكا اللاتينية. وتهدف مبادرة طريق الحرير الصيني إلى زيادة حضورها ونفوذها في العالم. ومن الأمثلة على ذلك هذا العمل الذي من خلاله تزيد الصين من قدرتها على صادراتها ووارداتها من أمريكا الجنوبية، وخاصة المعادن مثل الليثيوم والنحاس والمنتجات الزراعية مثل فول الصويا.
وتقدر حكومة البيرو أن المحطة الجديدة ستولد 7500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما يسمح موقعها بتقليل الوقت الذي تستغرقه سفن الشحن لنقل البضائع من بيرو إلى آسيا والعكس من 40 إلى 28 يوما في المتوسط.
يمنح خليج تشانكاي الميناء مساحة لاستيعاب أكبر السفن في العالم، القادرة على نقل ما يصل إلى 24000 حاوية لذلك سيوفر لشركات الشحن إمكانية إرسال أسعار شحن أعلى بسعر تكلفة أقل بسبب دمج التقنيات المتطورة.
وتؤكد وزارة الإنتاج البيروفية أن الميناء والمراكز اللوجستية المرتبطة به سيساهم بنحو 4.5 مليار دولار في اقتصاد بيرو، وهو ما يمثل 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي، ويقدر بنكها المركزي أن المرحلة الأولية التي افتتحت الآن فقط، هي سيضيف 0.9% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2025.
