صلاحي السويدي
في ظل توجيهات جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، التي جاءت في خطابه بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية، تبرز قضية الصحراء المغربية كأولوية وطنية تعكس التزام المملكة بحماية وحدتها الترابية وتعزيز التنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية.
وتماشياً مع هذا التوجه، يشكل منتدى الصحراء للحوار والثقافات إحدى الركائز المدنية التي تساهم بشكل فعال في تحقيق هذه الأهداف، من خلال أنشطته المتنوعة التي تعزز الدبلوماسية المدنية والتنمية المستدامة.
وفي خطابه هذا أكد جلالته على أهمية الانتقال من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير في ملف الصحراء المغربية، مشيراً إلى الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي، خاصة من دول دائمة العضوية في مجلس الأمن كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ودول مؤثرة أخرى كإسبانيا وألمانيا إضافة إلى الدول العربية والإفريقية.
وفي هذا السياق، يعمل المنتدى كجسر للتواصل والتعريف بمواقف المغرب على المستوى الدولي، حيث يسعى إلى تنظيم فعاليات وحوارات تهدف إلى توضيح الحقائق وإبراز أهمية مبادرة الحكم الذاتي كحل واقعي ومقبول دولياً لوضع حد لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
كما لا يقتصر دور منتدى الصحراء للحوار والثقافات على تعزيز الدبلوماسية المدنية فقط، بل يسعى أيضاً إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية وخصوصا في الأقاليم الجنوبية، تماشياً مع دعوة الملك لتعزيز المشاريع الاستراتيجية بهذه المناطق وذلك من خلال أنشطة المنتدى المتنوعة، في إطار اتفاقيات للشراكة مع مجموعة من الشركاء. إضافة إلى ذلك، يعمل المنتدى على ترسيخ مساهمة المجتمع المدني في حماية المصالح الوطنية العليا وتعزيز الوحدة الوطنية.
وفي هذا السياق يسعى المنتدى إلى تشكيل منصة حيوية لتعزيز الحوار والتبادل الثقافي على المستوى الوطني والدولي وخاصة بالأقاليم الجنوبية من خلال فروعه الجهوية، مما يسهم في توحيد الرؤى وتقوية النسيج الاجتماعي على المستويين الوطني والدولي.
وتساهم هذه الدينامية في دعم الموقف المغربي، وتدفع به نحو كسب المزيد من الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء.
* رئيس منتدى الصحراء للحوار والثقافات وعضو لجنة الإشراف للحكومة المنفتحة