في الحياة المعقدة بغرابة تناقضاتها المبهمة! هناك أناس يأكلون من عرق جبينهم، يرفضون التسول وطلب العون، رغم الخصاص والحاجة والفقر. لا سيما في أغلب دول معمور الجنوب، نجد أناس كثر، يقاومون الحياة بالديون، التقشف، الصبر المؤلم.
بيد أنهم لم يفكروا أبدا في أكل اموال الناس أو التحايل عليهم أو استفزاز الناس بهدف الحصول على المال بطرق مجانبة لأخلاق التربية، كالرشوة والاختلاس والتزوير والكذب والضحك على البسطاء بطرق أقل ما يقال عنها أنها مؤلمة، مخزية، غريبة وعجيبة في عالم يفترض أن يرأف بالجميع!
مقابل هذا وذاك، نجد بعض أنواع البشر ممن انعم الله عليهم بالخيرات، تائهون في الملذات، حياتهم تتصف بأنانية الاستعلاء الفارغ، في واقع متناقض مؤسف ومريب، بيد أنهم لا يبالون بمعاناة المساكين، الضعفاء، المرضى، اليتامى.. وغيرهم، فينهبون ويستمتعون بأموال الألم وبطرق كثيرة.. طمعا في المزيد الذي له عنوان واحد، عنوان اسمه أنانية عيش الطغيان، عنوان عريض اسمه أنا أعيش والسلام.. فمسكينة هي الأخلاق مع مكر رياء الإنسانية! وفعل الخير وكثرة الإحسان وهكذا..
فالحمد لله الذي جعل وهم الموت للجميع، حتمية مطلقة، حتمية جارفة للكون، في حياة تعمى فيها البصائر بكثرة الطمع، وغلو المال والجاه، ووهم المناصب التي بحكم العقل فهي مؤقتة ليست إلا!!
فيا بشر! الحياة سترميك حتما إلى تفاهة عقيمة، تفاهة ماضية في اللعب على أرجوحة وهم الطغيان ونسيان أنك مجرد مخلوق تافه ضعيف اسمه وهم عيش مؤقت، وهم واهم في بحر تائه مليء بالأفراح والأحزان !!!