آراءثقافة

سورة يوسف.. تأملات ونتائج (5-6)

 طبقات الشعب وهي أيضاً حسن استغلال نفوذ السلطة الحاكمة في بناء المجتمع المدني والإدارة الأهلية بما يُعرف بحسن توظيف الموارد البشرية وطاقاتها نحو البناء والتنمية المستدامة؛ وهذا ما فعله يوسف بالضبط.

ويسقط الآن بذات الكيفية للمجتمع الدولي مع تقدير اختلاف الزمان والمكان بتثبيت قاعدة البناء والتنمية في القانون الدولي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في أي مكان كان.

{وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأُ منها حيث يشاء؛ نصيب برحمتنا من نشاء؛ ولا نضيع أجر المحسنين}؛ هي التقلُّب في المناصب القيادية والدستورية والخدمية وغيرها، التي تمتَّع وتمكَّن فيها يوسف النبي من الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والأمني وما أشبه؛ هو عينه الذي تفعله أو يحب أن تفعله مؤسسات الدولة الحديثة؛ وسماها بــ “الإحسان” وهي التقلب في المناصب القيادية والدستورية بما يخدم مصالح المواطنين والدولة أيضاً بلا تطفيف ولا تنكيل، على الصراط المستقيم كما ترى.

نجح يوسف بما لا يدع مجالاً للشك في حسن إدارة الدولة وتوظيف وتسخير إمكانياتها وطاقاتها بأبسط الصور بكل الإمكانيات المتاحة مما جعلها قبلة للناس ومنبعاً للخير تتسابق عليها شعوب العالم ودول الجوار ومنها شعب أرض كنعان بالعراق مسقط رأسه وأهله بها.

دواعي اللجوء وحقوق المواطنة

إنَّ مجيء إخوة يوسف ولجؤهم إلى مصر كانت بسبب القحط الذي ضرب أرض كنعان وضاقت عليهم الأرض بما رحبت ولم يجدوا بُدَّاً من اللجوء لإحدى دول الجوار أو قل للدولة الغنية الأقرب آنذاك وكانت مصر.

لنسقِط الواقع المعاش آنذاك قبل أربعة آلاف سنة على واقعنا اليوم في القرن الحادي والعشرين ولنرى الناموس الكوني الإلهي والسنن الطبيعية لأهل الأرض كيف تسير على النحو التالي:

1 / الوضع آنذاك في أرض كنعان وبلاد الشام والعراق والشرق الأوسط هي أسباب طبيعية لا تتعلق بزمان أو مكان معينين لأنَّها سنة كونية نافذة وسارية؛ ولنا أن نراجع ما ورد في سورة الحشر / راجع كتابنا “الزمن في الإسلام – تأويل جملة آي القرآن” تحت الإعداد تأويل سورة الحشر لمزيد من الشرح / من التدفقات البشرية لأراضي الجوار لأسباب طبيعية وكوارث بيئية للتأكد من سيرورة طبيعة سير الأشياء على الأحياء للحفاظ على الحياة وأمن واستقرار المواطنين.

يتبع

https://anbaaexpress.ma/0n987

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى