آراء

“..بما يضفي النجاعة اللازمة على أدائها وتحركاتها..” الجملة المفتاح من الخطاب الملكي السامي

أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا

بداد محمد سالم

النجاعة. ليست كلمة فضفاضة مقتبسة من قاموس الشعر العربي القديم، أو قافية ثابتة في معلقاته، بل هي منهج وأسلوب وأفعال، مرتبطة، بالقدرة على إحداث التغيير، وإن إختلفت تعريفاتها بإختلاف المجالات والميادين، ونحن هنا ستنقتبس من قاموس المعاني العربي فنجد أن معنى:

▪︎ “نَجَعَ الشيء” إذا ظهر ونفع أثره.
▪︎ “الدواء الناجع” فهو النافع والجيد.
▪︎ المواقف الناجعة هي “المفيدة”.
▪︎ “نَجع الكلأ” أي طلبه في مواضعه.
▪︎ “نجع المكان” أتاه ونزل به.
▪︎ وهذا طعام يُنجع به، أي يستعذب ويستطاب به.

وبالرجوع إلى الجملة المفتاح من الخطاب السامي، فإننا نجدها تبتدأ بعبارة “بما يُضفي” النجاعة اللازمة على أدائها وحركاتها، عطفا على المؤسسات والهيآت الوطنية، الرسمية والحزبية والمدنية، التي دعاها جلالته إلى تضافر جهودها وتعزيز التنسيق بينها، لكي نصل إلى النجاعة المطلوبة.

وهذا دليل على أن هذه المؤسسات والهيئات لازالت تفتقد إلى النجاعة المطلوبة، رغم ما حققته الدبلوماسية المغربية، من نجاحات وانتصارات بقيادة جلالته.

لكن هل يسير جميع الفاعلين بنفس الوتيرة ؟ وهل يمتلكون من مستويات القدرة على التأثير ؟ ما يحققون به النجاعة المطلوبة والمردودية المرجوة.

في هذا الصدد يأتي هذا التوجيه والتذكير كرسالة صريحة وواضحة لمن يجهلون أو يتجاهلون عن قصد أو غير قصد ما إستهل به جلالته خطاب افتتاح الدورة التشريعية:

“لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف. ودعوت كذلك للانتقال من مقاربة رد الفعل، إلى أخذ المبادرة، والتحلي بالحزم والاستباقية”.

ولكي تتدارك المؤسسات والهيئات الوطنية الرسمية والحزبية والمدنية البطيئة والمتثاقلة، حتى لا أقول المتخلفة في سيرها، خلف من يصنعون الانتصارات ويقودون مرحلة التغيير داخليا وخارجيا في كل أبعاد الملف.

ولكي تصل إلى النجاعة المطلوبة، فعليها أن:

▪︎تبحث عن الدواء الناجع النافع والجيد لأمراض لا زالت تنخرها، والتي تحول دون إنتاجها لمواقف ناجعة مفيدة.

▪︎ عليها أن تنجع المكان الملائم وتنزل به حتى تفهم عن ماذا سترافع؟ وبماذا سترافع؟ ففاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكننا الحديث عن نجاعة الترافع وإحداث التغيير عبر هيئات وأحزاب لا تفقه شيء عن أرضية المعركة وأبعادها، فما بالك بقيادتها.

▪︎ أما ما يخص “نجع الكلأ” فهو رهين بطلبه من مواضعه، فالإعداد للمعارك وتحقيق الانتصارات يستدعي الحفاظ على موارده، واستدامتها، ومعرفة الأرضية الملائمة التي تنجعها وتنزل بها.

عندما ننتصر ونصل إلى النجاعة المطلوبة و تلتحقون بمن يقودون الانتصارات، عندها فقط يمكنكم أن تستعذبوا وتستطيبوا طعاما يُنجع به.

لكن قبل أن نقول لكم هنيئا مريئا يجب أن ننبهكم بأن “لعيارة ماهي فسف لعوين” كما يقول المثل الحساني “أي أن المزاح غير مقبول. فلا أكل للمؤونة دون ترشيدها في وقت الشدة وفي قلب معركة الجدية والحزم”، عندها فقط تظهر النجاعة ونفعها.

* باحث في العلوم السياسية والقانون الدستوري

https://anbaaexpress.ma/c555y

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى