الراقصون على الجراح هم فئة من الآدميين يتلذذون بآلام الآخرين، يفعلون أفاعيل يستحيي منها الشيطان و أعوانه، يدمرون قلوبا و يشتتون أسرا و ينتشون بما فعلوا و يفعلون، إذا رأيتهم ظننتهم ملائكة و لكن بدواخلهم أحقاد و سموم ينفثونها كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
حكى لي صديق عزيز و غالي حكاية صديق له، أحب قريبته حبا لا يمكن وصفه، حبا عذريا جعله متعلقا بها و هي بدورها كانت تبادله نفس الحب، كانت علاقتهما طاهرة مبنية على الاحترام و التقدير المتبادل، فلما علمت إحدى قريباتهما بذلك اشتد غيظها و حنقها و أقسمت بأغلظ الأيمان أن تجعل تلك العلاقة دمارا و شتاتا.
فقامت بكل ما يمكن من مكر وخبت حتى لا يتحقق مبتغاهما تكوين أسرة بزواج، و شمرت على ساعديها و بدأت في عملية الهدم و بثت سمومها، إدعت إدعاءات و جعلت والدي المحبوبة يصدقونها، فخلقت لديهما تخوفا و قلقا، أدى بهما لرفض الزواج، و إستطاعت بذلك أن تخلق نفورا و كان لها ذلك، التفريق بين صديقي و محبوبته ووقع الألم و الجرح الذي مازالت آثاره رغم مرور السنين.
و لكن رغم أفعالها الشيطانية لم تحقق القريبة مبتغاها الثاني و هي أن تزوج إبنها من قريبتها المذكورة فخابت و خاب مسعاها.
فمحبوبة صديقي تزوجت من غيره في ظروف غامضة فانتشر خبر زواجها و كل معارفهما من أقارب و أصدقاء معتقدين أن صديقي هو الزوج لمحبوبته، و لكن خاب ظنهما لما علموا الحقيقة، و في حفل زفافها حضر صديقي بصفته مدعو، وأخبرني أنه هو من قام بخدمة المدعوين و قلبه مكسور مجروح ينزف دما مما وقع من غدر..
و بعد سنوات تزوج صديقي هو الآخر من زوجة أحبها و أحبته و أنجب معها أولاد و هي بدورها أصبح لها أولاد و بقي الجرح غائرا.
و أصيبت الراقصة على الجراح بأمراض و إبتليت بابتلاءات لا نهاية لها منها مرض النسيان و تزوج إبنها و لم ينجح في زواجه و كان الطلاق و بقيت المصائب تنزل عليها الصواعق..
و بقي صديق صديقي كلما تذكر حكايته يردد هذه المقولات ” يمهل و لا يهمل “الظلم ظلمات” كما تدين تدان.
و يختم كلامه بجزء من آية من القرآن الكريم “و ما كان ربك نسيا”.
فعلا الله يمهل ولا يهمل
حكايات رائعة وفي الصميم استاذ مزيدا من العطاء والتفوق