بدر شاشا
في حياتي، لم أشهد موقفًا أكثر إرباكًا من سائق الأجرة الصغيرة في المغرب وهو يتشرط المكان الذي يذهب إليه.
ما يدعو للاستفهام هو أن هذه الحالة تحدث غالبًا عندما تكون السيارة فارغة، أي أنه ليس لديه ركاب. ففي العديد من الأحيان، خاصة في المدن مثل الرباط والقنيطرة وغيرها، يرفض السائقون الذهاب إلى وجهات معينة، بما في ذلك الجامعات أو أماكن أخرى، بحجة أنهم لا يرغبون في الذهاب إلى تلك الأماكن.
من غير المعقول أن نجد أنفسنا في وضع يتطلب فيه سائقو الأجرة الصغيرة اختيار الأماكن التي يذهبون إليها، خصوصًا عندما يكون الوضع مريحًا لهم، أي عندما يكونون بدون ركاب. كيف يعقل أن يرفض السائقون الذهاب إلى وجهات محددة فقط لأنهم لا يرغبون في ذلك؟ في الوقت الذي نحتاج فيه إلى خدمات النقل بشكل مستمر ومنتظم، يتسبب هذا الأسلوب في مضاعفة مشكلاتنا اليومية.
في المدن الكبرى مثل الرباط والقنيطرة، حيث يعتبر النقل العام جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، يُفترض أن تكون خدمة الأجرة متاحة وموثوقة. ولكن ما نراه من سلوك لبعض السائقين يتناقض تمامًا مع هذه الفرضية.
من المؤسف أن نرى هذه المشكلة تتكرر بشكل متكرر، مما يخلق شعورًا بالإحباط لدى المواطنين الذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى وجهاتهم.
ليس من المقبول أن يكون السائقون في هذه الحالة يتعاملون مع الركاب بناءً على مزاجهم الشخصي أو تفضيلاتهم. النقل العام يجب أن يكون خدمة موجهة لخدمة المجتمع بكفاءة وفعالية، وليس مجالًا لتجربة تفضيلات فردية. الأمر يتطلب تعزيز الانضباط وضمان التزام السائقين بالقواعد والمعايير التي تضمن توفير خدمة عادلة لجميع المواطنين.
نحتاج إلى حلول عملية لهذه المشكلة، مثل تحسين الرقابة على سائقي الأجرة وتفعيل قوانين تنظم عملهم بشكل أفضل. يجب أن يكون هناك أيضًا تحفيز للسائقين لتقديم خدمة عالية الجودة لجميع الركاب دون تمييز أو شروط مسبقة. بالنهاية، فإن تحسين نظام النقل ليس فقط مسؤولية الأفراد، بل هو مسؤولية مشتركة تتطلب التعاون بين السلطات المحلية والمجتمع لتحقيق نتائج ملموسة.