عبد المجيد تبون، المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية في الجزائر، يستغل عداءه للمغرب، من أجل الترويج لحملته الانتخابية، لكسب الأصوات ويُهدد بشكل قوي ويجدد العداء للمغرب، بعد أن تحدث عن قضايا الجوار وأثار قضية الصحراء المغربية.
فمنذ بداية حملته الانتخابية، يعمل تبون على إستفزاز المغرب، وكسب عطف الشعب الجزائري من خلال إثارة ملف الأزمة السياسية مع المغرب، وقضية الصحراء المغربية، ويؤكد دائما مهددا بأن جبهة البوليساريو ستكون حقيقة واقعية.
كما أضاف تبون، بأن الجزائر تدعم بشكل مستمر لجبهة البوليساريو (الميليشيات) في مجلس الأمن الدولي، وفي المقابل تدعي الجزائر بأنها غير معنية بملف الصحراء المغربية.
ووفق بعض الخبراء يتساءلون كيف لمرشح رئاسي يروج للعداء، بشكل صريح لدولة جارة، من المفروض أن يضع المرشح الرئاسي مشروع إصلاحي واقتصادي واجتماعي ذات بعد تنموي يخدم مصلحة الجزائر.
ختام الحملة الانتخابية
بالأمس الثلاثاء 3 سبتمبر، في آخر تجمع انتخابي له في القاعة البيضوية، في العاصمة، تعهد عبد المجيد تبون المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية ليوم 7 سبتمبر، بأن الجزائر لن تعيش أبداً ما عاشته في 2019، مشيرًا إلى أن الوضع قد تغير في البلاد.
وبشكل وقح قال تبون بأن “الجزائر كانت مستهدفة بمؤامرة خطيرة، مع عصابة تتعاون مع العدو” في إشارة إلى المغرب.
مشددًا على “ضرورة تمكين الشعب الصحراوي (عصابة البوليساريو) من تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء”، مؤكداً أن الدبلوماسية الجزائرية استعادت قوتها بين الأمم، كما أكد تبون على التزام الجزائر بمراجعة القوانين التي تحكم جامعة الدول العربية.
و روج تبون للأكاذيب، قائلا إن: “الجزائر بلد غني بالثروات، بالموارد وبالشباب، لسنا بلدًا يجوع شعبه ليتبعه”.
وأضاف “اليوم، استعدنا كرامة المواطن، وأعطينا كل ذي حق حقه، وسنواصل زيادة الرواتب ورفع قيمة منحة البطالة خلال العهدة القادمة، بالإضافة إلى خلق 450,000 منصب عمل، مع إطلاق 20,000 مشروع استثماري”.
تبون يقدم أرقام خيالية لا يمكن للعقل السليم تصديقها، وفي نفس السياق صرح الأسبوع الماضي، بأن “اقتصاد الجزائر هو الثالث في العالم” مما خلق جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، التي يشكك روادها والنشطاء في “الصحة العقلية” لتبون.
كما أكد كذلك، بأنه قدم للفلاحين كل ما يحتاجونه حتى لا يستوردوا “غراما واحدًا” من القمح الصلب، والشعير، والذرة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تفكيك شبكة للتجسس
مايثير للضحك، بهدف دعم أكاذيب عبد المجيد تبون، أعلنت السلطات الجزائرية، تفكيك “شبكة تجسس”، خلال أيام الحملة الانتخابية، وقبل الاستحقاقات، المقررة في 7 سبتمبر المقبل.
حيث أعلنت النيابة العامة في مدينة تلمسان غربي الجزائر، الأحد الماضي، توقيف عدة أشخاص، من بينهم 4 مغاربة، متهمين بالانتماء إلى “شبكة تجسس”، والتخابر بغرض المساس بأمن الدولة.
وفتحت النيابة العامة تحقيق قضائي بحق الموقوفين “بتهم جناية القيام بالتخابر مع دولة أجنبية أو أحد عملائها” وكذلك “جنحة الدخول بطريقة غير شرعية إلى التراب الجزائري” بالنسبة لثلاثة من المغاربة.
وأضافت النيابة العامة أن الشبكة قامت “بتجنيد رعايا مغاربة وجزائريين من أجل المساس بمؤسسات أمنية وإدارية جزائرية”.
وهذه العملية الجزائرية المكشوفة، جاءت مساندة لتصريح تبون الأخير في مهرجانه الخطابي، قائلا: بأن “الجزائر كانت مستهدفة بمؤامرة خطيرة، مع عصابة تتعاون مع العدو”، وللإشارة المغرب، يرفض مثل هذه الاتهامات المسيئة وبشكل غير مبرر.
والخطير في الأمر، تصريحات تبون العدائية، بتنسيق مع المخابرات العسكرية الجزائرية، ساهمت في الترويج بشكل كبير، لحملة طرد المغاربة المتواجدين بالجزائر، وإعادة فاجعة طرد المغاربة من الجزائر سنة 1975 أو كما سمي بـالمسيرة السوداء.
كانت عملية تهجير قسري شملت 75 ألف عائلة مغربية وذات أصول مغربية مقيمة في الجزائر، حيث وصل عدد الأشخاص الذين تم تهجيرهم إلى 350 ألف، وتجريدهم من أموالهم وبيوتهم وممتلكاتهم ظلما وعدوانا، صبيحة عيد الأضحى 18 ديسمبر 1975.
3 تعليقات