أفريقيامجتمعمغاربة العالم

جنيف.. حدث دولي حول حقوق الأقليات والمهاجرين: الفرص والعقبات

ممارسات المغرب الفضلى مقابل انتهاكات المخيمات

في تفاعل مع الأنشطة الموازية لدورة مجلس حقوق الإنسان رقم 57 بجنيف، نظمت مجموعة من الفعاليات الوطنية والدولية حلقة نقاشية حول حقوق الأقليات والمهاجرين، وما يتوفر عليه هؤلاء من فرص أو ما تعترضه ما تحديات وعقبات تعوق تمتعهم بالحقوق والحريات المنصوص عليها في اتفاقيات القانون الدولي.

حقوق الأقليات والمهاجرين: الفرص والعقبات – حدث دولي في جنيف يسلط الضوء على دور المغرب

وقد نظمت مكونات المجتمع المدني الدولي هذه الفعالية الجانبية في 18 سبتمبر 2024، بنادي الصحافة السويسري في جنيف، تحت عنوان “حقوق الأقليات والمهاجرين: الفرص والعقبات”. وقد تناول هذا اللقاء الحواري برامج وقضايا الهجرة حول العالم، وخاصة في أفريقيا، وشارك فيه العديد من المنظمات غير الحكومية المعتمدة لدى الأمم المتحدة.

وخلال المحور المخصص للمملكة المغربية، حرصت المنظمات غير الحكومية المشاركة في النقاش على التأكيد على عدة نقاط أساسية، تتعلق أساسا بالجهود الملحوظة التي يبذلها المغرب في استقبال وإدماج المهاجرين، وخاصة اللاجئين من جنوب الصحراء الكبرى.

ويقدم المغرب طيف واسع من الخدمات والحقوق التي تتجاوز بكثير الإقامة والطعام، من خلال شبكة من مراكز الاستقبال.

وأصبحت هذه المراكز، الموجودة في الرباط وسلا والدار البيضاء (سيدي مومن) ووجدة، مساحات للدعم الاجتماعي والنفسي، والولوج للحق في التعليم للمهاجرين وذويهم، فضلا عن التدريب المهني.

وتسمح الشراكة مع منظمات دولية مثل مؤسسة أورينت أوكسيدنت والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للمهاجرين بمتابعة التدريب اللغوي وإرسال أطفالهم إلى المدارس العمومية المغربية.

وقد تخللت فقرات الحلقة النقاشية إشارات هامة حول تسليط الضوء بشكل خاص على الاندماج الاقتصادي للمهاجرين، وهو أحد الجوانب الهامة للسياسة المغربية في مجال الهجرة.

وموازاة مع ذلك، رحبت المنظمات غير الحكومية بمبادرات المملكة المغربية الرامية إلى تمكين المهاجرين، خاصة من خلال مؤسسة الشرق والغرب وإدماج اللاجئين في الأقاليم الجنوبية، في مدن الداخلة والعيون، حيث وجد العديد من المهاجرين فرص عمل في قطاعات صيد الأسماك والتجارة والخدمات، مما ساهم في الاقتصاد المحلي.

وفي خضم النقاش، تمت الإشارة إلى أن جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله حظيت بإشادة واسعة النطاق لالتزامه الثابت بحماية المهاجرين وإدماجهم في سوق الشغل، تم وضع مبادرات ملموسة لتسهيل اندماج المهاجرين في مدن مثل طنجة والدار البيضاء والعيون والداخلة بتوجيهاته السامية، مما سمح لهم بالمشاركة الفعالة في التنمية الاقتصادية للمملكة.

كما أكد المشاركون على الاهتمام الدائم الذي يوليه جلالة الملك لإفريقيا وتنميتها عبر التعاون جنوب-جنوب، حيث شددت المنظمات غير الحكومية المشاركة في الحلقة النقاشية على أهمية الجهود التي يبذلها المغرب لتعزيز التعاون بين البلدان الإفريقية، خاصة من خلال المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، حيث مكنت الرؤية الملكية في مجال الهجرة من تعزيز التنمية المستدامة في أفريقيا، وترسيخ أواصر التضامن بين البلدان الإفريقية وتقوية الاستثمارات المغربية في مختلف القطاعات قاريا، فضلا عن التزام المملكة بتقاسم خبراتها، لترجمة طموح جلالة الملك في رؤية أفريقيا موحدة ومزدهرة على أرض الواقع.

وفي تفاعل مع النقاش البناء الذي ساد أجواء الندوة، رفض المتدخلون الاتهامات الأخيرة ضد المغرب، فيما يتعلق بحقوق المهاجرين واللاجئين، ونددت المنظمات غير الحكومية بشدة بنشر معلومات كاذبة من خلال الصور القديمة التي تستخدمها الجزائر لأغراض دعائية، والتي تهدف إلى الإضرار بصورة المغرب.

وفي شق اخر من الحوار التفاعلي مع الخبراء المشاركين في الندوة، تم تسليط الضوء على الوضع المأساوي في مخيمات تندوف بالجزائر، حيث يحتجز آلاف الصحراويين تحت سيطرة جماعة تنظيم البوليساريو المسلح، وندد المتحدثون بالانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في هذه المعسكرات، بما في ذلك العنصرية المنهجية ضد الأقليات السوداء، التي يطلق عليها غالبا الحراطين أو “العبيد”، وهم أحفاد العبيد الذين ما زالوا مهمشين ويتعرضون للتمييز، اعتبارا لسيادة المنطق القبلي في هذه المخيمات، حيث  تنتشر حالات الضعف والهشاشة بين ساكني المخيمات، ومحرومون من الوصول إلى خدمات التعليم والعمل وأي شكل من أشكال الحماية القانونية.

ورغبة في التصدي للمعيقات والتحديات التي تعترض المهاجرين وحلحلة الإشكالات المرتبطة بالهجرة في افريقيا، دعا المشاركون في الحلقة النقاشية الى تحرك دولي، حيث وجهت المنظمات غير الحكومية نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل في مواجهة الانتهاكات الجسيمة المستمرة لحقوق الإنسان بمخيمات تندوف الخاضعة لسيطرة تنظيم البوليساريو بالجزائر.

ويرى المتدخلون ضرورة اتخاذ المنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، تدابيرا لازمة لضمان الحقوق الأساسية للصحراويين المحتجزين في هذه المخيمات.

وخلاصة القول، أن هذه الحلقة النقاشية سلطت الضوء على الجهود المتواصلة التي يبذلها المغرب، وخاصة جهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل توفير استقبال كريم وإدماج اجتماعي واقتصادي ملائم للمهاجرين واللاجئين.

وتشكل هذه الجهود جزءا من رؤية جلالة الملك الأوسع لتنمية القارة الأفريقية من خلال تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، وركزت النقاشات على تناقض هذه المبادرات مع المأساة الإنسانية المستمرة في مخيمات تندوف، حيث شدد المشاركون بالإجماع على أهمية التضامن الدولي في الدفاع عن حقوق الأقليات والمهاجرين أينما كانوا.

تجدر الإشارة أن هذه الحلقة النقاشية، كانت فضاءا لتقاسم أفكار وتجارب خبراء وفاعلين مثل السيد كارل جوستاف بيرتن، ممثل المنظمة غير الحكومية “ريادة الأعمال الاجتماعية واستراتيجيات تنمية المشاريع SEEDS Africa” والسيدة كجمولة بوسيف، رئيسة مرصد الصحراء للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والسيد جويل هاكيزيمانا، الأمين العام للمنظمة غير الحكومية “المركز المستقل للأبحاث ومبادرات الحوار”.

https://anbaaexpress.ma/456uy

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى