تحت عنوان: “التحرك في الظلام: وثائق حماس تكشف عن استراتيجية معركة الأنفاق”، أعدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية من خلال تقرير لها، حيث كشفت على وثائق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي تزعم بأنها تحتوي على ما خططته المقاومة الفلسطينية من خلال حركة حماس لهذا النوع من الحروب (تحت الأرض).
مضيفةً بأن قادة الحركة قد أمضوا أعواماً في ذلك، وأن الوثائق من ساحة المعركة تُظهر استعداداتهم، بما في ذلك الأبواب المقاومة للانفجارات، للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين.
كان دليل عام 2019، الذي استولت عليه القوات الإسرائيلية وراجعته “نيويورك تايمز”، جزءاً من جهد استمر لسنوات من قبل حماس، قبل وقت طويل من صدوره في أكتوبر بعد الهجوم والحرب الحالية، لبناء عملية عسكرية تحت الأرض يمكن أن تصمد أمام الهجمات المطولة وتبطئ القوات البرية الإسرائيلية داخل الأنفاق المظلمة.
وقبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، زعيم حماس في قطاع غزة، على إنفاق 225000 دولار لتركيب أبواب مفخخة بالمتفجرات لحماية شبكة الأنفاق التابعة للحركة من الغارات الجوية والهجمات البرية الإسرائيلية.
وجاء في الوثيقة أن قادة كتائب حماس راجعوا الأنفاق تحت غزة وحددوا أماكن وصفت بالحرجة تحت الأرض وعلى السطح تحتاج إلى تحصين.
صور من وثائق تقول نيويورك تايمز إنه تم العثور عليها لأنفاق حركة المقاومة الفلسطينية حماس في قطاع غزة
ذكرت الصحيفة أنه تم كشف الكثير عن شبكة أنفاق حماس، والتي أُطلق عليها اسم “مترو غزة”، وكيف يجب على مقاتلي الحركة المناورة عبر هذه الممرات الضيقة في الظلام: بوضع يد واحدة على الحائط والأخرى على المقاتل في المقدمة.
وأضافت أن الأنفاق الأخرى عبارة عن مراكز قيادة وسيطرة متطورة تربط مصانع الأسلحة تحت الأرض بمرافق التخزين، بما يخفي البنية التحتية العسكرية لحماس بالكامل. وفي بعض الحالات، استخدمت حماس الألواح الشمسية المثبتة على أسطح المنازل الخاصة لتوفير الطاقة تحت الأرض.
وتستخدم بعض الأنفاق أيضاً كمراكز اتصالات، إذ عثر على نظام اتصالات من إنتاج شركة نوكيا. ووفقاً للدليل الذي حصلت عليه صحيفة التايمز، فإن أنظمة نوكيا هذه توفر خدمات الصوت والبيانات، وربما كانت تعمل كلوحة مفاتيح لشبكة اتصالات تحت الأرض. ولكن هذه الميزات تتطلب أجهزة إضافية، وليس من الواضح ما هي القدرات التي تمتلكها حماس.
وتساعد السجلات، إلى جانب المقابلات مع الخبراء والقادة الإسرائيليين، في تفسير السبب الذي دفع إسرائيل، بعد مرور عام تقريباً على الحرب، إلى تحقيق هدفها المتمثل في تفكيك حماس.
وأمضى المسؤولون الإسرائيليون سنوات في البحث عن الأنفاق التي يمكن أن تستخدمها حماس للتسلل إلى إسرائيل لشن هجمات، وتدميرها. لكن مسؤولاً إسرائيلياً كبيراً قال حينها إن تقييم الشبكة السرية داخل غزة ليس أولوية، لأن الغزو والحرب الشاملة هناك يبدو أمراً مستبعداً.
ومن بين النصوص التي نقلتها نيويورك تايمز من الدليل: “أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء”، “ويجب ضبط الأسلحة على الوضع الأوتوماتيكي وإطلاقها من الكتف، هذا النوع من إطلاق النار فعال لأن النفق ضيق، وبالتالي فإن الطلقات تستهدف مناطق القتل في الجزء العلوي من جسم الإنسان”.
ذكر التقرير أن يحيى السنوار هو الذي يدير الحرب منذ بداية الطوفان، وأنه أعد الترتيبات اللازمة للطوفان قبله بسنوات، وأنه في الوقت الذي استعدت حماس لمعارك تحت الأرض، كانت إسرائيل مترددة في إرسال قواتها إلى تحت الأرض، وكانت حماس تنصب الكمائن للجنود بالقرب من مداخل الأنفاق، في حين تتجنب المواجهات المباشرة، وهذا يعني أن حماس تستخدم الأنفاق لشن هجمات خاطفة فوق الأرض، والاختباء من قوات الاحتلال وتفجير المتفجرات باستخدام مشغلات عن بعد وكاميرات خفية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في قوات الاحتلال أنهم اكتشفوا “وثيقة حرب الأنفاق” في حي الزيتون بمدينة غزة في نوفمبر 2023. كما عُثر في الشهر نفسه على رسالة من السنوار إلى قائد عسكري جنوب المدينة.
وأشارت إلى أن العلامات الموجودة على الوثائق التي تم العثور عليها تتفق مع وثائق أخرى لحماس تم الكشف عنها أو فحصها من قبل ذات المصدر.