في شكل لافت وغير مسبوق شاهد المغاربة، بكل أسف مؤخرا تجمعا، يقال أنه يقوده سياسيين شباب، وهم المستقبل الذين سيحملون مشعل إتمام المسيرة، يرقصون مثل الحماق والمعتهوين، على نغمات أغنية “مهبول أنا غادي فلوطوروت أنا..” ويصفق عليهم مجموعة من التافهين، يعتقدون بأنهم قطعوا الواد ونشفو رجليهم.
قطع الواد ونشفو رجليه، هذا المثل الرائع الذي يضرب لمن ينكر الجميل ويغتر بنفسه عندما تتغير أحواله للأحسن، فينسى ماضيه وعلاقاته ومن كانوا له سندا.
هذا النوع من الشباب الذي ينتمي إلى حزب سياسي يترأس الحكومة المغربية، أصابه الغرور ويتصرف دون أن يربط النعمة بذكر فضل الله عليهم وتوفيقه، وشكر الشعب المغربي، ومواساته والعمل على حمل همومه.
الوضع أصبح مزري، بشكل كبير، كيف يعقل قبل أيام المملكة المغربية، تتوصل بعدد من رسائل التعزية والمواساة، من عدة دول شقيقة وصديقة في فقدان المغرب أبناءه جراء فيضانات الأقاليم الجنوبية الشرقية للمملكة، وحزب يقود الحكومة المغربية، لا يبالي يرقص على نغمات، “مهبول أنا..” هذا المصطلح الدخيل على الثقافة المغربية، “مهبول ومهبولة” مصطلح جزائري ديال شمكارة والخاسرين، يسوقه هذا الحزب الذي يفترض أن يكون قدوة المغاربة والعالم، وله حس كبير من الوطنية ودفاع عن مصالح البلاد وأمنها، أين هي الدبلوماسية الناعمة.
البلاد امشات أحمادي.. البلاد غادية في الخسران أحمادي
مضى عام بأكمله، وما تزال اليوم العديد من الأسر في مناطق الزلزال، الذي ضرب إقليم الحوز، تعيش في الخيام، وآثار الفاجعة بادية في الأمكنة والمحيط وعلى وجوه الناس وفي حياتهم اليومية.
ويؤكد الكثيرون لأنباء إكسبريس أن عملية الإعمار والبناء والتأهيل تسير ببطء شديد، وتغيب عنها السرعة والتعبئة والجدية ولا تستحضر عمق وروح توجيهات جلالة الملك محمد السادس الذي أشرف شخصيا على متابعة الوضع.
من الاختلالات الكبيرة والفاضحة، كما يرصد مراقبون التجاوزات المسجلة في توزيع الدعم والمساعدات المادية.
بالإضافة، تشهد الآن المناطق الشمالية المغربية، غليانا شعبيا وتكاد تنفجر، خصوصا مدينة الفنيدق وإقليم تطوان، تزايدا كبير في عدد المهاجرين غير النظاميين عن طريق السباحة إلى مدينة سبتة المحتلة، بسبب حدة اليأس بين الشباب في مختلف ربوع المملكة المغربية، وارتفاع الأسعار المهول وتدني القدرة الشرائية للمغاربة، والحكومة المغربية برئاسة عزيز أخنوش الذي يبدو أنه خارج دائرة الواقع.
كما تشهد المملكة المغربية، الغلاء المصطنع ونشر المثلية بشكل مستهدف، في تدمير قيمة الأسرة ونشر التفاهة في الإعلام والفن، وتشويه سمعة الوطن بالهجرة السرية.
وللإشارة، قد وصل عدد شاب بدون دراسة ولا عمل إلى رقم مهول 4,3 مليون شاب، واحتقار متقاعدي الجيش بتقاعد مهين وسكن مهين وبدون خدمات.
أين هي البرامج المعدّة لتعزيز وتشغيل الشباب وحاملي الشهادات أين هي برامج الإدماج، وبرامج التأهيل، وبرامج التحفيز، أين هي الحكومة، الوضع كارثي، ولن تمر الأمور بشكل سهل، الشعب المغربي، يحترم فقط لا يقبل الضغط ونهب أمواله، لصرفها على شباب أحزاب الحكومة.
الأحزاب السياسية المغربية يسيطر عليها الفساد بشكل كبير، فالتنمية في المغرب مع الفساد، خطان لا يلتقيان.
التقرير الأخير الذي أصدره، المجلس الأعلى للحسابات، الذي يعتبر مؤسسة دستورية، كشف المستور، وعرّى واقعًا مزريًا، عن اختلال في صرف المال العام والدعم المالي الذي تتلقاه الأحزاب السياسية من الدولة، بشكل عشوائي بما يشكل منظومة من الريع خارج إطار المحاسبة.
هذه الأحزاب السياسية، لا تساهم في محاربة الفساد والدفع بالتنمية، فقد تحول العمل الحزبي والسياسي بشكل مفضوح إلى الاغتناء و الحصول على الامتيازات وتبادل الاتهامات وخدمة المصالح الشخصية، واسناد الأمور إلى أهل الغوغاء.
والخطير في الأمر، الحكومة المغربية بكل أطيافها، تركوا الأجهزة الأمنية وحيدة في مواجهة مباشرة مع الشعب ومع الشباب الذي يرغب في الهجرة، ومغادرة البلاد بسبب السياسات الحكومية غير المسؤولة.
وفي ظل هذه الأزمات الكبرى التي تشهدها البلاد، والتي يجب أن تعمل الأحزاب السياسية في تقوية الجبهة الداخلية بالمغرب، وإيجاد حلول، تحتفل شبيبة الحزب الحاكم “حزب الأحرار” وبحضور رئيس الحكومة، في تجمع خطابي سياسي بمدينة أكادير على أنغام ورقصات أغنية شعبية خاسرة: “مهبول أنا غادي في لوطوروت أنا..”، يعتقدون بأنها قريبة من نبض الشارع، كما سوق لهم صاحب شركة تنظيم المؤتمرات والحفلات..
ومن نفس عناصر الحزب الحاكم، شاهد المغاربة عرس أسطوري بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، الأسبوع الماضي، تم فيه التباهي بالاموال ورميها على الأرض بشكل ملفت للانتباه وساكنة الأقاليم الجنوبية، خصوصا في مدينة الداخلة تعيش على حافة الفقر مما خلف استياء عند أبناء الصحراء المغربية.
وقد نددت عدة أصوات من شباب مدينة الداخلة، بالوضع الخطير في المدينة، ورفعت شعارات في وجه المشرفين على تسيير المدينة والجهة على سبيل المثال: “أين الثروات البلاد” – “الداخلة مسيطر عليها الفساد” – “كلاو البحر والبر“.. مؤكدين بأن هذا الوضع أصبح مؤلم ومحزن.
الخطير في الأمر، هو الخطر القادم، من خلال ما تعكسه هذه السلوكات اللا أخلاقية الغريبة الأطوار، توضح بأن هذا النوع سوف يقود المرحلة القادم، والمسيطرين على المشهد السياسي في المغرب، يرشحون التافهين وموريدهم ووضعهم في مراكز القرار، والمؤسسات النافذة راه البلاد امشات أحمادي.
وجدير بالذكر، يجب، أن ننوه بشكل كبير السلطات المغربية، التي نجحت في تأمين معبر سبتة المحتلة من الحملة التحريضية للهجرة الجماعية، حيث قامت بحملة أمنية تطهيرية واسعة النطاق بضواحي الفنيدق، لمنع الشباب المغررين بهم قبل الوصول إلى معبر الثغر المحتل.
وقد أحبطت السلطات الأمنية بنجاح في مدينة الفنيدق محاولات الهجرة الجماعية التي يخطط لها عدد من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأفاد مصدر خاص لأنباء إكسبريس، بأن السلطات الأمنية، قامت بالتصدي للحملات التحريضية على شبكة الإنترنت، حيث تم رصد الحسابات والمجموعات التي تروج لفكرة الهجرة الجماعية والتحريض على الهروب الجماعي إلى الديار الأوروبية.
كما تم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعطيل هذه الحسابات والقبض على بعض العناصر المتورطة في نشر هذه الأفكار المضللة التي تسيء لصورة المملكة المغربية.
الأزمة التي كتبت حولها محاضرة بئيسة وتافهة، يعيشها فقط الفاشلين في حياتهم من أمثالك.ا
ّ
مقال في الصميم سلم قلمك الراقي.. تحية عالية لموقع أنباء إكسبريس المستقل والمحترم ولكل الساهرين على كشف المستور
فعلا واقع مزري شكرا لكم على التنوير
جميل مثل هذه المقالات القوية وصريحة المغرب راه في الهوية مستقبلا مع هذه العصابة ديال السياسيين