آراءمجتمع

إحك يا شكيب.. أنت طليقتي و ستبقين ملك لي

بعدما عاشا حياة طيبة، أنجبا أطفالا، كانا على أحسن ما يرام، كان التزاور بين أفراد عائلتيهما غير منقطع في الأعياد و المناسبات، كان الأطفال يفرحون فرحا ما بعده فرح لأن فرصة الاعياد و المناسبات هي فرص التلاقي والمشاركة في اللعب و الاقتراب من بعضهم و تبادل الأفكار و الحكايات.

و هي كذلك كانت فرص للكبار للاطمئنان على أحوال بعضهم البعض، و تبادل الأحاديث و معرفة أحوال كل واحد داخل و خارج الوطن.

و شاءت الأقدار أن يفترق الزوجان لسبب لم يكن مدعاة طلاق و هدم لبيت وعش الزوجية، دب إختلاف بسيط بسبب كلمة في لحظة غضب تحول لصراع وخلاف، فقرر الزوج مغادرة بيت الزوجية و العيش مع صديق له، و في لمح البصر و سرعة البرق تزوج من سيدة أخرى و لم يكن مر على طلاقه سوى ثلاثة أشهر، فرح منتش بما أقدم عليه.

في حين كانت مفارقته قبل ذلك قدمت له إعتذارا و طلبت منه الصفح و العفو، و لكنه ركب غروره و رفض، و بعد تسلمهما الإذن بالطلاق من المحكمة و قبل التوجه نحو العدلين لتوثيق طلاقهما ترجته ثانية و إعتذرت له مجددا و لكنه كان مصمما على قراره، فبكت بحرقة و وقعت على وثيقة الطلاق بل نزلت عليها عبارة أنت طالق كالصاعقة كاد يغمى عليها من هول ما سمعت، فافترقت العائلتان أيضا لم يعد بينهما تزاور و لا تجانس بل أصبح تدابر و تنابز.

و بعد مدة قصيرة بعد زواج مفارقها أب أولادها جاءها خاطب يطلب يدها من والديها فوافقت و تزوجت،
و لما علم المفارق بخبر زواجها جن جنونه و إنفعل و أصبح كالديك المذبوح غاضبا مزمجرا لا يستقيم الكلام في فمه، كما عبر أحد أقاربه أثناء حضوره معه لما سمع بالخبر.

فأصبح يردد كلاما من قبيل : “لماذا فعلت ما فعلت؟ و تزوجت و لم تفكر في أولادنا إنها قمة الانانية منها” و نسي أنه هو من تعجل و تسرع و تزوج و لم يمض على طلاقهما سوى ثلاثة أشهر، فذهب للبحث عن إسم الزوج و البحث عن عقد الزواج بعلة اسقاط النفقة دون إسقاط الحضانة، بالفعل أسقط نفقة الأولاد ومنذ ذلك الحين لم يكلف نفسه زيارة أولاده و لا حتى فكر في أن يعيش معه أولادهما كما يفعل الغير، فطلب إسقاط الحضانة و النفقة لا يكون في كثير من الأحيان طلب بحسن نية، فمن المتفارقين من يجعل أولاده يعيشون مع والديه ضدا في مفارقته و لا يراهم إلا لماما من كثرة سهره أو انشغاله بزوجته الجديدة.

و منهم من يبتز مفارقته لكي تتنازل له عن مبالغ مالية ليتنازل لها هو بدوره عن مطلب إسقاط الحضانة، فالأصل هو عندما يفترق الزوجان فكل واحد يصبح حرا في حياته لأن الزواج هو في أصله زواج يكون فيه الرحمة و المودة لتحقيق السكينة و لم يكن تملكا أثناء فترة الزواج أو ما بعد الطلاق..

إذا علم المتفارقان هذا فليحافظا على زواجهما بما أوتيا من حكمة و صبر و إن تعذر الاستمرار، فلا سلطة لأحدهما على الآخر، بل عليهما ان يقبلا بالوضع الجديد لكل واحد منهما، و لا ينسيا الفضل الذي كان بينهما احتراما و تقديرا للعشرة و للأولاد الذين أنجبوا

وهذا ليس ببعيد عنا و نحن نراه مع المتفارقين في بلد الغرب، فلنرتق بسلوكنا حفاظا على ود سابق و محبة كانت..

https://anbaaexpress.ma/frhmy

شكيب مصبير

كاتب وفنان تشكيلي مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى