أفريقياتقاريرسياسةعاجل

الجزائر في ورطة.. قوات حفتر تمكنت من الوصول إلى الحدود.. هل هي بداية الحرب؟

الجزائر مصدومة وتعاني، ولن تستطيع التدخل عسكريا، من أجل منع قوات المشير حفتر العسكرية، من التقدم خوفا من الاستنزاف، أو توفير دعم لوجستيا، أي نوع من الخدمات، لقوات حكومة الوحدة الوطنية، لصدّ وتوقيف تقدم جيش خليفة حفتر

النظام العسكري الجزائري المعروف بأنه يمارس سياسات الاصطياد بالماء العكر ليغطي عن وضعه الداخلي المزري، وليحجب معاناة شعبه الذي يعيش تحت وطأة نظام عسكري مستبد، ويتدخل في شؤون دول الجوار، الآن هو في ورطة كبيرة.

حيث أن قوات حفتر العسكرية الليبية تمكنت من تثبيت والوصول إلى الحدود مع الجزائر، وكذلك دولة النيجر، لإعادة إثارة ترسيم الحدود بين ليبيا والجزائر بشكل نهائي.

الجزائر مصدومة، وتعاني، ولن تستطيع التدخل عسكريا، من أجل منع قوات حفتر العسكرية، من التقدم خوفا من الاستنزاف، أو توفير دعم لوجستيا، أي نوع من الخدمات، لقوات حكومة الوحدة الوطنية، لصدّ وتوقيف تقدم جيش المشير خليفة حفتر.

الجزائر، الآن مرعوبة برغم من أن الشعارات التي يرفعها النظام العسكري، حول طرابلس بأن تجاوزها هو خط أحمر ولن نتركها، فهي تبقى بروباغندا إعلامية فقط.

وتشير المصادر، إلى تحرك ميداني ليبي قوي ومستمر، لاستعادة السيطرة على منطقة تصل مساحتها إلى 32 ألف كيلومتر مربع.

ويقول الليبيون، إن هذا التحرك للقوات الليبية، التابعة لحفتر يأتي في إطار مساعي للسيطرة، على المنطقة وتأمين حدودها، التي  تشكل جزءا من جغرافية ليبيا، وبأن الجزائر تسيطر عليها بشكل غير شرعي، وذلك بعدما طلبوا من الجزائر الانسحاب في وقت سابق، بدون جدوى.

اختيار حفتر التوقيت المناسب

اختيار المشير خليفة حفتر هذا التوقيت في هذه الفترة ليس اعتباطياً، بل هو مدروس بدقة من أجل نشر قواته العسكرية والتوجه إلى الحدود الجزائرية الليبية لتأمين أراضي ليبيا، وتطويق دور حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها سياسيا.

مع تعزيز قواته العسكرية، بهدف تأمين مناطق الجنوب الغربي، خصوصا عند الشريط الحدودي مع دولة النيجر.

أولا، ليبيا الآن تعيش مرحلة انتقالية مهمة، في مسارها السياسي، وهي مستهدفة بشكل كبير من طرف اطماع الجزائر، التي تعمل على تقسيم ليبيا، واستغلال خيراتها.

ثانيا، خليفة حفتر، يعتبر هذه الفترة من الانتخابات الرئاسية في الجزائر، مهمة لاضعاف الجزائر، والحد من تطاولها على دول الجوار، خصوصا على دولة ليبيا ومالي، التي تلقت خسائر كبيرة في الشمال، على يد الأزواد المدعوم من طرف الجزائر، التي تعمل على تسليح الجماعات الإرهابية لخلق حرب واحتقان في دول الساحل والمنطقة المغاربية.

ثالثا، ما أفاض الكأس، ودفع بالمشير حفتر، لحشد قواته بسرعة، هو إعلان شركة سوناطراك الجزائرية للمحروقات، الرجوع للعمل في ليبيا واستئناف التنقيب في حقل غدامس، بعد اتفاقيات تمت بين الجزائر والحكومة الليبية، في لقاء قرطاج الثلاثي المشبوه في تونس.

ماهي ردود أفعال الجزائر؟

سبق أن أشرنا، بأن الجزائر لن تخوض مواجهات عسكرية مع قوات حفتر، خوفا من الاستنزاف، رغم تقدمها ووصولها إلى الحدود.

وفي هذا الإطار، أفادت مصادر لأنباء إكسبريس، بأن الجزائر الآن خائفة، من المشير خليفة حفتر، وقواته العسكرية، المدعومة من دول كبرى، لا يقدر عليها النظام العسكري المنهار.

مما سيدفع بالجزائر إلى اللجوء إلى الأمم المتحدة والتنديد، الطرق السلمية مع التواصل مع الأطراف الداعمة لحفتر من أجل الضغط وخفض التصعيد، وإيجاد حلول، خصوصا وأن حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الدبيبة أصبحت ضعيفة، لا تستطيع التصدي لقوات حفتر.

وللإشارة، فقد بررت قوات حفتر، في بيان صادر عن رئاسة أركان القوات البرية، بأن تحرك القوات العسكرية نحو الحدود الجزائرية، من أجل تأمين الحدود ومكافحة الإرهاب وتهريب النفط ومواد الطاقة نحو الجنوب عبر المنفذ إلى النيجر، لأن الجزائر ترغب في استهداف بشكل كبير، حوض غدامس، الغني بالغاز الطبيعي، واستغلاله.

تحذير سابق

في حوار سابق اجريناه مع قناة المسار الليبية، في سبتمبر 2022، أشرنا بأن النظام العسكري الجزائري يتدخل بشكل سافر في الشؤون الليبية وبقوة.

وبأن ممارسات الجزائر، تجاه دول الجوار كما هو الشأن في مالي وتونس اللتين تعانيان من أزمة داخلية خانقة، يعمل هذا النظام على تأجيج الصراعات الداخلية بليبيا، وإستهداف استقرارها.

وقلنا، من تجليات هذه الإستراتيجية، السلبية للنظام الجزائري، أنه يدعم وبشكل صريح أطراف ومليشيات، ولديه إرتباط وثيق بعدد من الفعاليات بالجنوب الليبي، من بينها الطوارق ويعمل على فصل الجنوب الليبي من باقي ليبيا، إضافة إلى تسليح بعض الفصائل الجنوبية لخلق حالة إحتقان داخل الجنوب الليبي.

كما أكدنا برعاية جهاز الأمن الخارجي الجزائري (المخابرات)، تدعم الجزائر الحركات الإرهابية، وتغض الطرف عنها، من بينها جماعة نصرة الاسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة، بزعامة أياد آغ غالي الطرقي المالي في منطقة تين زاواتن المحاذية للحدود الجزائرية المالية.

بالإضافة، إلى دعم تنظيم داعش أو ما يسمى بإمارة الدولة الاسلامية بالصحراء الكبرى، التي تقودها عناصر من مليشيا البوليساريو الإرهابية وعلى رأسها أبو الوليد الصحراوي، بتنسيق مع المجرم إبراهيم غالي زعيم البوليساريو، المطلوب لدى القضاء الإسباني بسبب جرائم ضد الإنسانية.

وبأن هذا التنظيم ينشط بجنوب ليبيا ويهدف إلى خلق إمارة إسلامية مغاربية إنطلاقا من ليبيا، والنظام العسكر الجزائري ينهش كل يوم جزء من التراب الليبي، وقواته تتقدم يوميا لتغيير الخارطة الليبية طمعا في خيرات هذا البلد.

بنطالب: مقتطف من حوار سابق حول تدخل الجزائر في الشأن الليبي 

هذه التصريحات، التي كانت سابقة وخلفت ردود أفعال قوية، على مستوى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتفاعل معها الرأي العام الدولي والليبي بالخصوص.

مما يؤكد بأن الخليفة حفتر، أخذ هذه التصريحات بجدية حول تدخل الجزائر السافر في الشؤون الليبية والعمل على تقسيم البلاد.

وجدير بالذكر، تؤكد مصادرنا بأن، كتيبة “طارق بن بن زياد” تحت قيادة صدام حفتر ابن القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، وصلت إلى الحدود الجزائرية الليبية لتأمين أراضي ليبيا، وتأمين مناطق الجنوب الغربي، عند الشريط الحدودي مع دولة النيجر.

https://anbaaexpress.ma/jst5m

عثمان بنطالب

ناشط حقوقي دولي وإعلامي، خبير في الشأن المغاربي، مدير عام مؤسسة أنباء إكسبريس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى