عمرو حسين
انسحب الرئيس جو بايدن من الانتخابات بعد المناظرة الشهيرة التى تفوق فيها الرئيس السابق دونالد ترمب، وعلى الفور اختار الحزب الديمقراطي كامالا هاريس خلال المؤتمر العام للحزب الديمقراطي نائبة الرئيس كمرشح للحزب الديمقراطي.
هي ليست ستكون أول إمرأة تصل للبيت الابيض كرئيس إذا فازت ولكنها يمكن أن يكون الرئيس الأميركي المقبل امرأة عملت سابقاً في “ماكدونالدز”، وهي كامالا هاريس أثناء وجودها في الجامعة (جيتى).
بذل الرئيس السابق دونالد ترمب أثناء إلقاء كلمة قبوله ترشيح الحزب له لخوض الانتخابات جهداً ملحوظاً لتقديم صورة عن ترمب الجديد.
فتطرق بصورة عابرة إلى الرئيس جو بايدن في فقرة مقتضبة وصفه فيها على نحو ساخر بأنه من أسوأ الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة، حين قال إن “الضرر الذي ألحقه “بايدن” بهذا البلد يفوق التصور، إن مسألتي عبور ملايين المهاجرين الحدود إلى الولايات المتحدة، وخروج كثيرين منهم من سجون ومؤسسات الرعاية العقلية” هي اتهامات وجهها ترمب لبايدن.
لكن القرار الذي اتخذه الرئيس الراهن بايدن، أفقد ترمب إمكان التصويب عليه وتوجيه الركلات إليه – في هذا الإطار يمكن استعارة اقتباس من أحد الرؤساء الأميركيين السابقين وهو ريتشارد نيكسون الذي قال بعد استقالته “لن يكون لديك نيكسون لتركله بعد الآن”.
كثيراً ما تمنى الأميركيون أن يكون هناك خيار بديل غير المنافسة بين بايدن وترمب، والآن باتت لديهم مرشحة أصغر سناً وأكثر نضجاً من المتنافسَين القديمَين والأكبر سنَاً اللذين اعتادوا عليهما.
تتميز كامالا هاريس بابتسامتها وتفاؤلها وشبابها وطبيعتها الواضحة والذكية، أما دونالد ترمب فهو النقيض الصارخ لها.
كان الرئيس السابق ترمب أكثر جرأة من المعتاد في التصريح الذي ألقاه بعد إعلان بايدن قراره التنحي عن الترشح. ففي تعليق موجز وفظ وحاقد، ذكّر ترمب الناخبين الأميركيين بالسبب الذي دفعهم إلى رفضه في انتخابات عام 2020. وفيما اعتبر أن بايدن “غير لائق” للخدمة.
وأيّاً كان الأمر، فإن كامالا هاريس تمثل بداية جديدة، وقد يشعر كثيرون بأنه حان الوقت لأن تتولى إمرأة زمام الرئاسة في البلاد.
وبالمقارنة مع هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، يبدو أن هاريس تتمتع بشخصية أكثر جاذبية.
وقد يتبين لدونالد ترمب الذي عانى تاريخياً من النساء القويات – أن التعامل مع هاريس يشكل تحدياً صعباً له، كما كانت الحال مع نانسي بيلوسي الرئيسة السابقة لمجلس النواب التي كانت تدفعه إلى الجنون فهاريس تتميز بابتسامتها وتفاؤلها وشبابها وطبيعتها الواضحة وذكائها الحاد، وتقف على تناقض صارخ مع الرئيس السابق.
ومع ترشحها للرئاسة، تذكر إنتخابات عام 2024 في الولايات المتحدة الرأي العام البريطاني، بالصراعات بين رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، المتبجح آنذاك في منصبه، وكير ستارمر – المدعي العام السابق كما كامالا هاريس – الذي تفوق باستمرار على جونسون، وتمكن في النهاية من إلحاق الهزيمة به.
وتبقي الإجابة بين يدى الأمريكيين هل سيختاروا كامالا هاريس الضاحكة أم سيختارون دونالد ترمب الجديد.
باحث ومحلل سياسي – مصر