في لعبة مكشوفة للمخابرات العسكرية الجزائرية، التي تعمل بشكل مستمر على خلق الفتنة في شمال إفريقيا والمنطقة المغاربية.
بعد زيارة رئيس الأركان الإثيوبي “برهانو غولا جيلالشا”، مؤخرا إلى المغرب، لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين، استغلت الجزائر هذه الزيارة في ظل تأزم العلاقات المصرية الإثيوبية بسبب ملف سد النهضة.
وقامت المخابرات الجزائرية، على شن حملة مسعورة في مواقع التواصل الإجتماعي على المملكة المغربية، وتجنيد العشرات من الصفحات المصرية التي هي أصلا جزائرية، بهدف توجيه اتهامات باطلة للمغرب، على أساس أنه يستهدف أمن الجمهورية المصرية ويتواطؤ مع إثيوبيا ضدها.
إستقبال رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية بالرباط
للإشارة، تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، قام الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، وكذلك الفريق أول المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، الإثنين الماضي، باستقبال، الماريشال “برهانو غولا جيلالشا”، رئيس الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية، حيث يقوم بزيارة رسمية للمملكة، في الفترة من 25 إلى 29 غشت الجاري، على رأس وفد هام، وفق بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية.
وقد تميز، هذا الاستقبال، باستعراض وضعية التعاون الثنائي في مجال الدفاع وإمكانيات تعزيزه، مشيدين بالمستوى الذي بلغته العلاقات بين الجيشين، ورغبت البلدين المشتركة في تقوية هذه العلاقات النموذجية مستقبلا، من أجل حفظ السلام بالمنطقة.
علاقات الصداقة والتعاون بين إثيوبيا والمغرب
جدير بالذكر، تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، المتجذرة في تاريخ، علاقات صداقة وتعاون جيدة، وقوية.
كما أن، هذه العلاقات القوية بين البلدين عرفت دينامية، غير مسبوقة منذ الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس، لأديس أبابا في 2016.
شهدت تطورا نحو شراكة إستراتيجية تروم تقوية الأهداف المشتركة للبلدين، مع التعاون بشكل جدي في تنمية واستقرار القارة السمراء.
وفي هذا إطار، يراهن المغرب بشكل واسع على الانفتاح، في عدة فضاءات جديدة في القارة الإفريقية، فقد زار في يوليوز الماضي، وفد عسكري مغربي رفيع المستوى، جمهورية إثيوبيا.
حيث شارك الوفد العسكري المغربي في “القرن الإفريقي” من أجل تعزيز التعاون العسكري مع إثيوبيا.
كما أجرى مباحثات معمقة مع عدد من المسؤولين الإثيوبيين، يتقدمهم الماريشال برهانو غولا جيلالشا، القائد العام للقوات المسلحة، الذي زار الرباط مؤخرا، والذي أكد على أهمية الارتقاء بالتعاون العسكري مع المغرب إلى مستويات أعلى.
بالإضافة، سيشمل التعاون بين البلدين، إلى أهمية تعزيز التعاون بين المؤسستين العسكريتين، خاصة على مستوى التكوين والتدريب في المدارس المملكة المغربية العريقة، وقد عبرت المغرب على إستعدادها لمشاركة تجاربها على أعلى مستوى مع إثيوبيا.
توافق في القرارات بين الرباط وأديس أبابا والقاهرة ومقديشو
تعرف التوترات المصرية – الإثيوبية منذ سنين، تأزم كبير بسبب الإجراءات المنفردة التي إتخذتها أديس أبابا في ملف سد النهضة، خلال السنوات الماضية، وفق ما صرحت به مصر.
مما دفع مصر، بإجراء خطوة مفاجئة، على سبيل المثال، التي تعتبر هي الأولى من نوعها، حيث أرسلت وفد عسكري مصري إلى الصومال، وإرسال معدات عسكرية من أجل التعاون العسكري، خلال هذا الأسبوع، بهدف تعزيز الحضور المصري في منطقة القرن الأفريقي من جهة، ومن جهة أخرى، حسب بعد الخبراء، هو تصعيد التوترات بين الصومال وإثيوبيا.
وفي المقابل إتهمت إثيوبيا الحكومة الصومالية، في بيان لخارجيتها، بالاستعانة بـ “جهات خارجية” من أجل زعزعة إستقرار المنطقة ومحاولة “تأجيج التوتر”.
مما دفع الجمهورية المصرية بشكل غير مباشر إعلاميا، بالتوضيح على أن إرسال القوات المصرية يأتي في إطار “حفظ السلام” داخل الصومال وليست له علاقة بمواجهة عسكرية محتملة بين مقديشو وأديس أبابا.
وأكدت، بأن القاهرة، تعمل فعليا، على إعادة ترتيب الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي، بما يصب في مصلحتها ومصلحة المنطقة.
وجدير بالذكر، هذا التدخل المصري يتوافق مع التعاون العسكري الذي تقوم به المملكة المغربية مع إثيوبيا، من أجل المساهمة على حفظ الأمن والسلم في المنطقة (القرن الإفريقي).
لكن للأسف، النظام العسكري الجزائري، الذي أصبح معزولا في المنطقة، يحاول دائما الاصطياد بالماء العكر، من خلال تأجيج الصراعات و تأليب الرأي العام بهدف زرع الاحتقان والعدواة بين الشعوب، وتشويه صورة المملكة المغربية.