أفريقيامجتمع

القاهرة.. المنصة المدنية لوقف الحرب ومكافحة خطاب الكراهية

نظَّمت المنصَّة المدنية لوقف الحرب ومكافحة خطاب الكراهية بالتعاون مع الحزب العربي الديمقراطي الناصري المصري أمسية يوم 25/ 08/ 2024  ندوةً بعنوان: (حول مبادرة نداء الفاشر)، بمقر دار الحزب بالقاهرة وسط البلد، والتي حضرها لفيف من المهتمين والسياسيين بالشأن العام السوداني لوقف نزيف الحرب في البلاد وخاصة إقليم دارفور، وقد تحدَّث فيها عبر المنصَّة الرئيسة الأستاذ  عالم عبَّاس محمد نور، رئيس لجنة المتابعة بآلية مبادرة الفاشر، والأستاذ الصديق الهندي، رئيس الحزب الاتحادي المركز العام والأستاذ هاني ماضي، مسؤول العلاقات الخارجية بالحزب العربي الديمقراطي الناصري وكان على منصَّة التقديم الأستاذة انتصار العقلي، عن المنصَّة المدنية لوقف الحرب ومكافحة خطاب الكراهية، كما شملت على عدد من المداخلات والتعقيبات من ذوي الاختصاص والاهتمام.

تلخيص الندوة وكلمة الأستاذ عالم عبَّاس:

في البدء أشكر المنصة والحزب على الاستضافة الكريمة وأقول بأنَّ هذه المبادرة كانت باقتراح من القائد عبد الواحد محمد نور من أجل العملية الإنسانية وليس الهدف منها إيقاف الحرب وإن كان هذه أمنية الجميع إذ لها قنوات أخرى، لكن الهدف الأساس والوحيد هو تخفيف المعاناة الإنسانية عن المواطنين والمتأثرين بالحرب الدائرة بمدينة الفاشر واقليم دارفور.

هناك سؤال يتبادر إلى الذهن: لماذا الفاشر تحديداً ؟ وأجيب: كان لا بد من اختيار نقطة انطلاقة لبقية المدن فوقع الاختيار عليها باعتبارها الأشد تأثراً وتضرراً بالحرب والمجاعة وأكثر المناطق معاناة لأكثر من عشرين سنة متواصلة.

من الملاحظات التي يجب أن تذكر: لماذا عبد الواحد محمد نور، تحديداً من قام بالمبادرة وهو من هو بموقعه القيادي والحركي ؟ وأقول: الهدف ليس التجيير لجهة ما دون الأخرى لكن الغرض الأساس هو تخفيف المعاناة الإنسانية على الإقليم وهي إنسانية في المقام الأول.

وتتعدَّى المبادرة من عبد الواحد لغيرها من أصحاب القضايا الإقليمية والمهتمين بالشأن العام السوداني.

الصيغة النهائية للمبادرة هي مبادرة إنسانية محضة لخلق أكبر قدر ممكن من الدعم لذات الهدف تفادياً للتفاصيل وخروجاً من التصنيف الحزبي والمقاطعي وما سوى ذلك بحيث لا تمس جوهر المبادرة وعلى استعداد لتقبل النقاش حول أي تقصير.

يمكن تلخيصها في ثلاث عناصر ، العنصر الأول؛ الجهات المتقاتلة، هي من الأهمية بمكان لما يتسببان به من حروب وتقتيل وعليها إمَّا القبول لمعالجة هذه الإشكالية أو الرفض بالتحفظات مسببَّة ويمكن الجلوس حولها لمزيد ممن النقاشات.

العنصر الثاني، أهل الفاشر أنفسهم؛ يقع عليهم العبء الأكبر لتنفيذ المبادرة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة؛ وإذا تم رفضها من قبلهم فلا معنى لها.

العنصر الثالث توقيع المبادرة باعتبار الموافقة عليها وعلى مقترحاتها من قبل الجهات المعنية وتعتبر إحدى النوافذ لوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتأثرة بالنزاع وعليهم فتح الممرات الآمنة لوصول المساعدات والإعانات للمتأثرين والمتضررين، ولا أعتقد وجود اعتراض جوهري على المساعدة وتوصيلها من قبل الجهات المتقاتلة وعليهم إظهار ذلك حالما ظهرت تحفظات أو اعتراضات على مثل هذا العمل.

أقول: لوقف نزيف الدم والحرب نبدأ من هذه الخطوة والتجربة لتنفيذ المبادرة تمهيداً لخطوات أخرى لتخفيف المعاناة لجهات داخل السودان لها ذات التأثر.

تلك هي الملامح العامَّة للمبادرة، وسيتم وضع مكان أو مقر للمبادرة للمزيد من التفاصيل والمناقشات حول هذا الموضوع والإتصالات كذلك، ونحن لنا القدرة كمدنيين أن نعمل أكثر وأكبر بفعالية من الذين يحملون السلاح، وتأثير بمجالات نلتقي فيها أكبر من قوة السلاح التي في أيدي الغير.

أكتفي بهذا القدر من التوضيح ولكم الشكر على الإستماع.

تلخيص كلمة الأستاذ صديق الهندي:

التأكيد على ضرورة إيقاف الحرب واستمرار الحرب يعني إيقاف الحياة وتدمير البنية الأساسية من مباني وخدمات وخلافه أو تدمير ثقافة المجتمع وتراثه منذ الأزل، وما نراه اليوم واضح للعيان من التدمير وانهيار البنى التحتية للدولة.

إذا تكررت هذه المأساة ستكون الكارثة أكبر وأخطر مما مضى؛ ويجب تحريك المجتمع المدني لإيقاف الحرب وإبراز دورها من غيابها التام؛ وما ظهر منها انحياز لفئة دون فئة لم يكن لها أثرها في التغيير والإصلاح بل أدَّى إلى الحرب القائمة الآن.

أتساءل: أين القيادة العسكرية هنا ؟ وأنا أفرق بين الجيش كمؤسسة وقيادته الآن وعليها تقرير وضعها وتصحيحه وأقصد الشراكة بين المدنيين والعسكريين والتراجع الذي حدث في الاتفاقات السابقة.

هذا ! يجب عدم عزل الفاشر عن محيطها الجغرافي لتعزيز الاعتقاد بوحدة السودان ذات المجتمع الواحد بلا حد والالتزام بالقومية وعدم النزول بها للتشظي والقبلية وما إلى ذلك من جديد والرجوع للدولة الواحدة بالشعور والقوة لمزيد من الانتصارات، ولكم الشكر.

تعقيب الأستاذ إبراهيم السوري السفير السابق

أبدأ بإعادة طرح السؤال: لماذا الفاشر ؟ وأقول: تكمن في أنَّها ظلت لربع قرن مضى فقراً وتهميشاً ونزوحاً ويجب أن تكون بوتقة لانصهار السودانيين لأنَّها تجمع كل أطياف المجتمع السوداني.

وما يدور في معسكر زمزم للنازحين حسب التقرير الصادر أمس من اليونيسيف تمثِّل فضيحة كبرى تلزمنا جميعاً بتوحد جهودنا نحو الفاشر؛ من الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع وقوات الجيش للقصف العشوائي.

دعوا خلافاتكم السياسية والايدلوجية جانباً لمناصرة أهل دارفور وأهل الفاشر فهم يموتون جوعاً ومسغبة قبل الرصاص؛ ولا يعرفون لأي اتجاه يذهبون.

وهذه مسؤولية اللجنة الأمنية من الدعم السريع والجيش اللتين تقومان بقتل يومي لأهل دارفور والفاشر ويجب وقفه بأسرع ما يمكن عبر الوحدة وأن نوقف الحرب وأن نبنيها من جديد ونعيد سيرتها الأولى وأدعوكم للوحدة لإنقاذ أهلنا في دارفور مما لهم علينا من حقوق.

تعقيب الأستاذة  كريمة الحفناوي

أتشرف بوجودي بينكم؛ وما بين البلدين الشقيقين أكبر مما يقال؛ وفي ذهننا حالة إخوتنا في فلسطين المحتلة من قبل العدو الذي يقوم بالتهجير والقتل والتعذيب؛ وهو عدو حقيقي موجود نفسها موجودة في السودان والتي تؤججها قوة خارجية امبريالية أميركية، بمعاونة عدو الداخل بتحريك المصالح المشتركة بين الأطراف المعنية.

وليس المقصود السودان أو فلسطين فقط بل كل المنطقة العربية بلا استثناء. ويؤثر ذلك على مصر تلقائياً كما حدث في تقسيم السودان نحو المزيد من التقسيم ويجب وقف المخطط الغربي؛ بمعاونة الأمن القومي المصري والمنطقة ككل.

الحلف العربي الصهيوني الأميركي لا يمكن عزله عما يحدث في السودان والمبادرة يجب أن تشمل كل المناطق المتأثرة مثل دارفور وغيرها من الأوبئة والأمراض والمجاعة والسودان إذا كان فيه أنظمة قادرة لأمكننا الاستفادة من خيراتها كما هو معروف.

أقول: القوى المنعزلة عن بعضها لا يمكنها أن تحل المشكلة بل بالتضامن مع الكل؛ وعدم الاهتمام الإعلامي بقضية السودان مثل القضية الفلسطينية من أسباب استمرار الحرب في السودان.

آمل أن يعود السودان كما كان بعمل دعاية لوقف الحرب من الناحية الإنسانية ومحاكمة كل من أسهم في الحرب وأشعلها ولا بد من محاكمته في أي جهة كانت وإن كانت محكمة العدل الدولية ويجب تفعيل دور الإعلام ووضع قضية السودان في الضوء العالمي. وأشكر لكم هذه المداخلة.

تعقيب الأستاذ بدر الدين العتَّاق

أشكر لكم هذه المبادرة الإنسانية الطيبة وأثنيها وإذا سمحت لي المنصة وأستاذنا  عالم عبَّاس، بمقترح فأقول زيادة على ما سبق: مشكلة دارفور تكمن في خمس نقاط أساسية هي:

1 / غياب التعليم بشكل مباشر.
2 / عدم وجود البنى التحتية.
3 / انعدام الخدمات.
4 / الأحزاب السياسية الدارفورية نفسها.
5 / معضلة الهامش والمركز.

وتتشارك فيها أغلب الاقاليم السودانية وهو السبب الرئيس في الحرب منذ اثنين وعشرين سنة وما لم تحل جذرياً عبر عمل وتنفيذ للمشاريع التي تلامس حياة المواطن الدارفوري مباشرة فيسكون امتدا أثرها على بقية الأقاليم بنفس المستوى.

https://anbaaexpress.ma/09frj

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى