أفريقياعاجلمجتمع

الفساد ينخر الداخلة.. أبناء المنطقة ينددون وهروب المستثمرين من إقليم وادي الذهب

وقد نددت عدة أصوات من شباب مدينة الداخلة، بالوضع الخطير في المدينة، ورفعت شعارات في وجه المشرفين على تسيير المدينة والجهة على سبيل المثال: “أين الثروات البلاد” – “الداخلة مسيطر عليها الفساد” – “كلاو البحر والبر“.. مؤكدين بأن هذا الوضع أصبح مؤلم ومحزن.

– الداخلة لؤلؤة الجنوب أو جوهرة الصحراء المغربية

أولا قبل كل شيء، من الضروري التذكير، بأن صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، أطلق عدة أوراش كبرى للتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وبالخصوص في جهة الداخلة وادي الذهب، التي تتميز بموقعها الجغرافي الفريد، وشواطئها الخلابة والجميلة، وثقافتها الغنية، وتاريخها العريق، والتي تعتبر هي المستقبل اقتصاديا بكونها بوابة إفريقيا.

جهة الداخلة وادي الذهب، هي عبارة عن شبه الجزيرة، توجد في أقصى المنطقة الجنوبية للمملكة المغربية، وحسب المعطيات، تبلغ مساحتها 130898 كيلومتر مربع أي مايقارب 18.5٪ من التراب الوطني للمملكة المغربية، وتتكون الجهة إدارياً من عمالتين، عمالة واد الذهب وعمالة أوسرد.

وتتوفر المنطقة على شريط ساحلي، متميز يبلغ طوله 667 كلم، على المحيط الأطلسي ويمثل موردا بحريا، ومخزونا سمكيا كبيرا وغنيا جدا، مما يجعل من قطاع الصيد البحري قطاعا أساسيا، في الجهة والنشاط الإقتصادي الأول والمشغل الأكبر بالمنطقة.

كما تتوفر الداخلة لؤلؤة الجنوب، جوهرة الصحراء المغربية على مكانة مهمة في المجال السياحي، وعلى مؤهلات طبيعة كبرى، إذ تتوفر على شريط ساحلي ممتد ومواقع أثرية وطبيعية مهمة، مما يجعلها قطبا سياحيا بامتياز، في إفريقيا وعلى الصعيد الدولي.

كما يساعدها الموقع الإستراتيجي، الذي يقع على الحدود مع موريتانيا، وقربها من جزر الكناري، ويؤهلها بأن تلعب دورا مهما ومحوريا، وقطبا مفتوحا بين القارتين الإفريقية والأوروبية، وكذلك مع دول المحيط الأطلسي.

أحياء مدينة الداخلة

– الفساد ينخر مدينة الداخلة وأبناء المنطقة ينددون

رفعت مؤخرا عدة أصوات من أبناء مدينة الداخلة الشباب، ينددون بالوضع المأساوي والكارثي الذي تعيشه، المدينة التي تعتبر جوهرة الصحراء المغربية، كما أشرنا سابقا وبوابة إفريقيا، مع المطالبة بالمراقبة وربط مبدأ المسؤولية بالمحاسبة، ودعوة للمجلس الأعلى للحسابات من أجل البث في العديد من الملفات المرتبطة بتعثر جملة من المشاريع التنموية الضخمة، وفتح تحقيقات جدية فيها.

بالإضافة، طالبت عدة منظمات حقوقية المجلس الأعلى للحسابات، بالتحقيق في المبالغ الضخمة التي تم رصدها للجهة بصفة عامة وإلى المدينة “الداخلة” بصفة خاصة، والتأكد من صرفها في مصلحة الشأن العام.

فبرغم من صرف هذه الميزانيات الضخمة، التي تقدر بمئات الملايير، بدون جدوى، حيث خلقت هذه المبالغ الضخمة، جدلا واسعا، وضجة كبيرة لدى الرأي العام في الداخلة، وعلى ربوع المملكة المغربية بصفة عامة، وأثارت موجة استغراب، بين السياح وكل من يزور المدينة.

وقد أصبح الجميع يتساءل عن انعكاسات هذه الميزانيات الضخمة، التي صرفت على الجهة ومدنية الداخلة، ومازالت تعاني من بنية تحتية ناقصة وهشة، في عدة قطاعات ومجالات مختلفة، كما أن الداخلة تعرف معدل مرتفع من البطالة في صفوف شباب وأبناء المنطقة، رغم وجود شركات كبرى متخصص في الصيد البحري وتخصصات أخرى.

وللإشارة، في هذا الصدد فقد صرح رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، خلال دورة المجلس العادية لشهر مارس 2024، بأن مجلس الجهة صرف ما يقارب، 463 مليار سنتيم، هذا الرقم الذي يعتبر مهول وضخم.

وسط مدينة الداخلة

وقد نددت عدة أصوات من شباب مدينة الداخلة، بالوضع الخطير في المدينة، ورفعت شعارات في وجه المشرفين على تسيير المدينة والجهة على سبيل المثال: “أين الثروات البلاد” – “الداخلة مسيطر عليها الفساد” – “كلاو البحر والبر“.. مؤكدين بأن هذا الوضع أصبح مؤلم ومحزن.

في هذا الإطار، قامت أنباء إكسبريس، بإجراء تحقيق واستطلاع رأي، والتواصل مع أبناء مدينة الداخلة والجهة، من أجل الوقوف على مكامن الخلل، وسيتم إصدار تقرير مفصل، قريبا حول الوضع الكارثي في المدينة وعلى الفساد.

– هروب رجال الأعمال والمستثمرين من مدينة الداخلة

الداخلة، التي حازت على شهرة عالمية كبيرة، بفضل الرياضات البحرية التي تستقطب عشاق وهواة التزحلق على أمواج البحر، من القارات الخمس.

وساهمت هذه الشهرة، بالإضافة إلى الدعم القوي للدولة ماديا ومعنويا، وبتوجهات ملكية سامية، من جلب عدد من السياح والمستثمرين، للمنطقة بهدف التنمية المستدامة، وخلق فرص الشغل لأبناء الصحراء المغربية.

لكن للأسف، اغلبهم غادرو أو بمعنى “هروب” من مدينة الداخلة، حيث أفادت مصادر خاصة لأنباء إكسبريس، بأن عدد كبير من رجال الأعمال المستثمرين الأجانب والمغاربة، تفاجئو بالوضع المأساوي غير المشجع للإستثمار في المدينة والجهة.

شوارع مدينة الداخلة

وتؤكد نفس المصادر، بأن رجال الأعمال أصبحوا يتوجهون إلى العاصمة الاقتصادية الموريتانية “نواذيبو”، أو إلى جزر الكناري..، من أجل الاستثمار، رغم المؤهلات التي تتمتع بها الداخلة و إقليم وادي الذهب.

وجدير بالذكر، بأن الولايات المتحدة الأمريكية سبق أن أعلنت عن افتتاح قنصلية أمريكية ذات بعد اقتصادي بمدينة الداخلة، الذي سيساهم في استقطاب الاستثمارات الأمريكية، بالجهة التي تزخر بإمكانيات لا حصر لها، خاصة بحكم موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتعارف عليه.

وأكدت أمريكا، افتتاح قنصلية للولايات المتحدة، سيمكن من الاستفادة بشكل أفضل من موقع المغرب الاستراتيجي كقطب للتجارة بكل من إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، وسيسمح ذلك على الخصوص بدعم وتشجيع مشاريع الاستثمار والتنمية التي ستحقق فوائد ملموسة للمنطقة.

إذن فكيف يعقل أن يغادر المستثمرين الأجانب والمغاربة جهة الداخلة وادي الذهب، ومن المستفيد من هذا التدهور، والوضع الذي تشهد الآن مدينة الداخلة والجهة ؟

أحياء مدينة الداخلة

يتبع..

https://anbaaexpress.ma/mbsyv

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى