إختار الرئيس الفرنسي مناسبة احتفال المغرب بالعيد الـ25 لصعود جلالة الملك محمد السادس على العرش ليقدم للرباط هدية دبلوماسية وسياسية بالغة الأهمية
من خلال اعتراف باريس بسيادة المغرب على الصحراء وهو ما كانت فرنسا ترفضه حتى اليوم
وفيما ذكر بلاغ للديوان الملكي صباح اليوم الثلاثاء أنه في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس أعلن إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي رسميا
أن بلاده تعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية
فإن ما شكل خطوة جديدة في علاقة المملكة مع الجمهورية ويعد بمستقبل واعد بين البلدين يرسم كذلك معالم الحزن في جارة السوء التي تتربص بالصحراء المغربية الدوائر
وسارعت الجزائر منذ الخميس الماضي أي منذ أن علمت الجزائر باستدارة الموقف الفرنسي
إلى إصدار بيان عبرت فيه عن استنكارها الشديد للقرار غير المنتظر الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بدعم خطة الحكم الذاتي المغربية
وأكدت وزارة الخارجية في بيانها بلهجة لا تخلو من التهديد أن الحكومة الجزائرية ستستخلص كافة النتائج والعواقب
التي تنتج عن هذا القرار الفرنسي وتحمّل الحكومة الفرنسية وحدها المسؤولية الكاملة والتامة عن ذلك
ويرى مراقبون أن فرنسا تريد الإسراع للتعويض عن الوقت الضائع وعن تأخرها في الاستجابة لما تراه الرباط قضيتها المقدسة وهي خط أحمر بالنسبة لجميع المغاربة
وأكدت صحيفة لو موند في عددها ليوم الإثنين أن تغير الموقف الفرنسي برز مع زيارة وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه إلى الرباط في شهر فبراير الماضي
حيث رأى أن الصحراء المغربية مسألة وجودية بالنسبة للمغرب وأن باريس حضرت الأرضية لهذا التغيير منذ ربيع العام الماضي
وأفادت الصحيفة نفسها بأن الإليزيه دعا رؤساء الشركات الكبرى إلى اجتماع مع المستشار الدبلوماسي لماكرون حيث أخبرهم الأخير بالتغير المرتقب في سياسة باريس
وأكد لهم أن زيارة ماكرون للرباط قائمة ومن المنتظر أن تتم قبل نهاية العام الحالي وما تنتظره فرنسا هو تلقي الدعوة الرسمية لإتمامها
وإذ كتب الرئيس الفرنسي فصل الختام في موقف بلاده من القضية الأولى للمغاربة
وغادر توا المنطقة الرمادية فإنه أيضا رتب لأيام حزينة تنتظر النظام العسكري الجزائري وتوضع حصار دولي ضرب عليها من قوى عالمية اعترفت بمغربية الصحراء
لكن المرارة التي يحس بها الكابرانات لعلها الأشد فقد جاءت من التي أنشأتهم والتي إرتأت الانتصار للحق
بدل الاستمرار في مراودتهم بسبب بكائهم الشديد والمتواصل على ماض ولىَّ بعدما قضت فرنسا في بلادهم 132 سنة
كما وجه العاهل المغربي دعوة رسمية إلى الرئيس الفرنسي في رسالته قائلا: “سأكون سعيدًا باستقبالكم في المغرب في إطار زيارة دولة يتم تحديد تاريخها عبر القنوات الدبلوماسية”