إهتدى العقل البشري إلى تقسيم الزمن في علاقته بالحياة إلى ثلاثة أبعاد: ماض وحاضر ومستقبل. ما ينطبق على حياة الفرد ينسحب على حياة الجماعة، وهذا ما نسميه “الذاكرة”. هل ممكن أن يعيش الإنسان زمنه الحاضر دون أن ينشغل بماضيه ومستقبله؟ الأمر مستحيل، لأن الإنسان يفكر ويعيش انطلاقا من تجارب سابقة ووفق خطط مستقبلية، يبقى الفرق فقط في طريقة تدبير هذه الحالة متعددة الأبعاد. فهناك من يعيش حاضره بالتفكير في الماضي والمستقبل بطريقة عقلانية ومنهجية عملية بينما هناك من يفكر بشكل سطحي أو مرضي.
من هنا، ومن منطلق أن البشر ساروا ويسيرون من التباعد إلى التقارب لعدة عوامل وأسباب منها الانفجار الديمغرافي والتعمير المستمر للأرض والهجرات العابرة للأمم وتشابك المصالح وتطور وسائل التواصل والسفر، فقد بات محكوما عليهم بالعيش المشترك. وقد سعت البشرية في عصرنا الحديث إلى ابتكار أفكار جديدة بهدف تدبير الحياة البشرية على مبدأ التعاون والتفاهم. وأنشأت قوانين ومؤسسات أممية وإقليمية كما هو حال الأمم المتحدة. من هذه “الوضعية” الإدراكية يمكن لأي مراقب أو فاعل أن يحدد أفقا أكثر رحابة ووضوحا وعالمية، وأن ينظر إلى الماضي كإرث كل البشر، أي كذاكرة بشرية واحدة، وهذا ما يسمى “التاريخ”.
ويمكن للبشرية أن تحافظ على مكاسبها وأن تبتكر حلولا للأزمات التي تراكمت هنا وهناك، وأن توفر ما يمكن توفيره لكوكب أكثر سلاما لكل الشعوب، ويمكن أن يدرك الكل أن الخلاص لن يكون إلا عالميا، وأن رَسْملة الثقافات المحلية لا يجب أن تتصادم مع ما هو عالمي، بل إن “الأيام الأممية” التي صادقت عليها الأمم المتحدة هي التي يجب على كل البلدان رسملتها كأيام قومية (يمكن فهم المأزق البشري في جهله لماضيه الحقيقي، وفي ضوء الاكتشافات العلمية لهذا الماضي السحيق) (1).
هذا الجانب اللامادي الذي نطلق عليه اسم “الروح، العقل أو النفس” هو ما يتجلى في الثقافات القومية: أفكار، مشاعر، تمثلات، قناعات، غيبيات… ويمثل انتشار الثقافات وانتقالها بين الأفراد والجماعات ضربا من العدوى العقلية يشبه الطفيليات. الطفيليات العضوية، مثل الفيروسات، تعيش داخل الجسم العائل (host)؛ تتضاعف وتنتشر من عائل إلى آخر، وتتغذى عليه، تستنزفه وقد تقضي عليه.
الأفكار والثقافة عموما تعيش في عقول البشر بهذه الطريقة، تؤثر في نمط عيشهم وفي قناعاتهم وسلوكاتهم.
ولن يتأخروا عن التضحية في سبيلها بأرواحهم. هذا التأثر بالأفكار، قد يكون عقلانيا، واعيا وتحت التحكم وقد يكون خلاف ذلك. يصفه البعض، بالطفيليات التي تصيب العقول(2).
ويمكن أن نصف انتشار الثقافات بالجائحة، في مسرح التاريخ البشري اليوم. إن الثقافات في عصرنا، (ثقافات معينة بتعبير أكثر دقة) تَعبُر الأمم والمجتمعات وتنتشر فيها بسهولة وبشتى الطرق والوسائل، بينما الثقافات ذات المظهر العلماني والإنساني تقاوم من أجل البقاء.
وتسمى هذه المقاربة ميميات (Memetics)، وهي إحدى طرق النمذجة التطورية لانتقال المعلومات الثقافية بين أفراد المجتمع وبين مجتمعات العالم. والثقافات الناجحة هي تلك التي تتفوق في إعادة إنتاج ميماتها، سواء في مظهرها الإنساني أو المعادي للإنسانية. غير أن الثقافات الملوثة بالكراهية والعدوانية تنتشر كما تنتشر النار في الهشيم، والغريب في الأمر، أن انتشارها تسهر عليه دول أو جماعات نافذة داخل الدول وترصد له أموالا طائلة وتضع في خدمته مؤسسات إعلامية ودينية وتربوية.
لنأخذ مثلا النزعة القومية (Nationalism) التي بدأت تكتسح الإعلام والسياسة كما اكتسحت جائحة كورونا العالم. لقد وصف مفكرو ما بعد الحداثة هذه النزعة بالطاعون. ولا يجب أن نستغرب فهناك تواطؤ يكاد يكون عالميا من حيث غياب العمل الجاد في مناقشة المفاهيم المؤسسة للعصر الحديث ومن ضمنها مفهوم الأمة والقومية.
الخطاب السياسي يُمجّد “الأمة” وكل ما هو قومي دون تسليط الضوء على العمق التاريخي والأيديولوجي لهذا المفهوم ودون التمييز بين القومية بالمعنى الهتلري والقومية المنفتحة على الآخر، أي بين القومية الإثنية والقومية المدنية.
والأمر نفسه ينسحب على المؤسسات الإعلامية والتعليمية، كل هذا يحدث بمباركة من النخب الأكاديمية والمجتمع المدني والأحزاب والحكومات.
ولأن البلدان الأوروبية، ولاسيما فرنسا، تركت مثل هذه المفاهيم تتحرك على عواهنها في حقل التداول اليومي، انتقلت العدوى إلى سائر البلدان في العالم مع تفاوت في الحدة والاستغلال. وبدا أن الحرب العالمية التي اندلعت ضد هذه النزعة القومية كانت ضربا من العبث، وأن الدماء التي سالت في سبيل القومية المدنية المنفتحة على السلام والعيش المشترك سالت دون جدوى. لقد انتعش الخطاب المُمجّد لهذه القومية العدوانية مباشرة بعد نهاية الحرب، وهناك أمثلة عديدة حتى أن الشعوب وبسبب جهلها احتضنت هذا “الفيروس القومي النازي” متوهمة أنه سيمنحها القوة والمنعة دون أن تدرك أنه سيفتك بها وبمن تتوهم أنهم أعداؤها.
لقد اندلعت الحرب العالمية الثانية ضد القومية العنصريةالنازية، وتمت محاصرة حكومة فيشي لنفس السبب الهدف، وانتصر الحلفاء في الأخير. لقد انتصر أنصار القومية المدنية وأمسكوا بالزمام. لكن مباشرة بعد استسلام دول المحور وإعلان الانتصار على النازية، حدثت مجازر نازية في مدن جزائرية شهر مايو 1945.
بعد ثلاثة أعوام من هذا التاريخ (1948)، أعلن اليهود ضحايا النازية الألمانية عن قيام دولتهم في فلسطين، لقد اغتصبوا أرض غيرهم وانتهجوا سلوكا نازيا بمباركة من أعداء النازية وبدعم من هيئة الأمم المتحدة التي تأسست من أجل السلام العالمي. الاتحاد السوفياتي أيضا تأسس على خلفية نازية.
أما حركات التحرر التي أحرزت الاستقلال القومي فقد أنشأت دولا فاشلة. بينما على الصعيد العربي، تناسلت سياسات فاسدة وجماعات إسلامية (نازية) تحترف الإرهاب. بعد سبعة عقود من الانتصار على النازية الهتلرية، حدث ذهول كبير عن المقاصد وعن الوعود التي كانت وراء إنشاء الأمم المتحدة، وشيئا فشيئا انتشر الفكر النازي في سائر بلدان العالم بشكل يكاد يكون نسقيا.
اندلعت الحرب الروسية الأوكراينية وتم الزج بسكان غزة في محرقة رهيبة. دخل العالم برمته دربا مَيّتًا وبدت أبواب الفرج كلها مغلقة، حينها لمع نجم القوميات الأوروبية المتطرفة. لقد انكشف الفكر البشري عن تناقضات منطقية، وتأكد أن اللوبيات الدوغمائية نجحت في إدخال البشرية إلى نفق يصعب فيه التنفس والرؤية.
إن ضمور الثقافة العلمانية في المجتمعات الغربية وطغيان الثقافة القومية المنغلقة كان نتاج فشل التدبير السياسي لمسألة الهوية (فرنسا نموذجا)، وانعكس ذلك على المجتمعات غير الغربية ولاسيما المجتمعات التي كانت تحت الاحتلالين الفرنسي والانكليزي ومجتمعات أوروبا الشرقية ذات الصلة بالاتحاد السوفييتي ثم بالاتحاد الروسي نهاية الحرب الباردة.
وإذا بحثنا عن تفسير لهذا الغباء الغربي المتنامي ومعه الغباء العالمي نجده في تلك “الحلقة المفقودة” بين الإنسان والحيوان، وهي الحلقة التي تسميها الفيلسوفة والروائية ٱين راند (Ayn Rand) بـ”العقلية المعادية للفهم”، من حيث أن الحيوان أكثر قابلية واستعدادا للفهم من الجنس البشري الذي تهيمن عليه الثقافات المعيقة للفهم (3).
حكمت الفرنسيين منذ عام 1789، ثلاث ملكيات، وإمبراطوريتان، وخمس جمهوريات، (فضلا عن جمهورية فيشي العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية) وخمسة عشر دستورا. وظلت الثورة الفرنسية طيلة تسعة عقود تترنح بسبب تناقضاتها البنيوية من جهة وحربها ضد القوى المعادية لها محليا وإقليميا من جهة ثانية.
مع كمونة باريس وضعت القوى الثورية حدا لأي مطامع ملكية أو إمبراطورية. أصبحت قيم الثورة ومقاصدها نسقا سياسيا غير قابل للتفكك، وكانت النوازل والأزمات السياسية تجد حلها في التغيير الدستوري أو في تعديله.
مع الحرب العالمية الثانية سقط الريجيم الجمهوري وحل محله ريجيم عسكري انقلب على قيم الجمهورية لمدة أربعة أعوام (1940-1944), ويبدو أن القوى المعادية للثورة نجحت في تقوية نفوذها منذ أن نشأت حكومة فيشي، وتغلغلت في مفاصل الدولة وعبر المستعمرات المستقلة. بل يمكن القول أن شبكة فيشي ظلت تمثل الوجه الفرنسي الخفي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية إلى اليوم، وليس اليمين المتطرف سوى جزئها المرئي.
من 1792 إلى اليوم، وعلى مدى قرنين و32 عاما، عرفت فرنسا خمس جمهوريات، كانت الجمهورية الثانية هي الأقصر (ثلاثة أعوام) وكانت الجمهورية الثالثة هي الأطول (70 عاما). وجاءت الجمهورية الخامسة (الحالية) بعد أن فشلت الجمهورية الرابعة في تدبير ملف حرب التحرير التي أشعلتها الجزائر المحتلة ضد فرنسا.
وظهر مصطلحا “يسار” و”يمين” خلال الثورة الفرنسية عام 1789 عندما انقسم أعضاء الجمعية القومية (Assemblée nationale) إلى أنصار الملك على يمين الرئيس وأنصار الثورة على يساره.
عندما تم استبدال الجمعية القومية عام 1791 بمجلس تشريعي يضم أعضاء جددا بالكامل، استمرت الانقسامات.
جلس “المبتكرون” على اليسار، وتجمع “المعتدلون” في الوسط، بينما، جلس على اليمين “المدافعون عن الدستور والريجيم القديم”. من هنا أصبحت كلمة “اليمين” ترمز إلى السياسة المحافظة، وأصبح “اليمين المتطرف” رمزا للعنصرية والاستبداد.
تعود جذور اليمين المتطرف في فرنسا إلى الجمهورية الفرنسية الثالثة رجوعًا إلى البولنجية وقضية دريفوس. نشأ «اليمين المتطرف» الحديث أو اليمين الراديكالي جرّاء حدثين منفصلين في عام 1889: الانشقاق ضمن منظمة الأممية الاشتراكية من قِبل أولئك الذين اختاروا الأمّة وبلوغ «قضية بولانجر» حدّ الذروة، إذ ناصرت هذه القضية مطالب وزير الحرب السابق الجنرال جورج بولانجر، وكانت قضية دريفوس أحد خطوط التقسيم السياسي في فرنسا.
قبل قضية دريفوس كانت القومية مدنية جمهورية (Nation civique)، ثم أصبحت بعد ذلك نزعة أيديولوجية عنصرية في تيار اليمين فضلاً عن اليمين المتطرف. نشأ تيار يميني جديد، وأُعيد مواءمة القوميّة من قِبَل اليمين المتطرف الذي حولها إلى شكل من أشكال القوميّة الإثنية (Nation Ethnique) الممزوجة بمعاداة السامية وكره الأجانب ومعاداة البروتستانتية ومعاداة الماسونية. كانت حركة الفعل الفرنسي (Action française) التي تأسست في البداية كمجلة بمثابة مصفوفة النمط الجديد من تيار اليمين المناهض للثورة، وما زالت قائمة حتى يومنا هذا.
فرنسا بعد حكومة فيشي تأسست بوجهين: وجهها العلني الذي يواجه العالم بلغة الحكمة والديموقراطيا والحقوق ووجهها الخفي الذي يبتز في السر ويفترس وينهش. وليس من المبالغة القول أن الريجيمات الفاسدة في المستعمرات المستقلة لم تكن فقط جلدة ما بين العينين، بل كانت الجلدة كلها التي جعل منها ذلك “الوجه الفرنسي” قناعا للابتزاز ووالتلاعب بمصائر شعوب أفريقيا(4).
في الأعوام الأخيرة تكبدت فرنسا سلسلة من الخسارات، ومازالت تفقد نفوذها تدريجيا في مستعمراتها. واتضح أن اليمين يتقوى في فرنسا كلما تراجعت قوة الدولة إقليميا وعالميا، وكأن هذا اليمين في شكله المرئي يحرز تقدمه نحو قصر الإليزي تعويضا عن خسارة شبكته في المستعمرات.
أو بتعبير آخر، يحاول الوجه الخفي أن يحل محل الوجه العلني حفاظا تعويضا عن غنائمه ما وراء البحار التي تأكد أنه سيفقدها لا محالة، وأن التعويض سيكون على حساب الشعب الفرنسي.
ويمكن القول أن النزعة القومية المتطرفة انتعشت في فرنسا بفضل المهاجرين ونزوعهم القومي والديني المتطرف ولاسيما الجاليات المعادية للعلمانيا، والتي بدا أنها تنشط ضد مصالحها بسبب الجهل السياسي وضعف الوعي التاريخي.
وقد استفاد اليمين من هذا الجهل السياسي، ولاسيما من جهل المكون الإسلامي عموما والمغاربي خصوصا الذي كان ينشط ضد العلمانيا وفشل في التمييز بين ولائه لقيم الجمهورية وولائه لقيمه الثقافية. هذا الانزلاق الهوياتي على المستوى المغاربي تؤطره ثلاث نزعات قومية: نزعة عربية، نزعة أمازيغية ونزعة إسلامية. هذه النزعات تستنزفها ذاكرات متطاحنة تقصي بعضها بعضا كونها تفتقر إلى الوعي السياسي الذي يسمح لها بالتمييز بين الذاكرة والتاريخ، وبالتالي يساعدها أن تتمثل “الواقع” كما هو لا كما تتوهمه.
نخلص إلى القول أن الروح النازية عادت، لأن الدول ما بعد الحرب العالمية الثانية نسيت مقاصد الحرب وأسبابها؛ سواء الدول الغربية أو الدول التي حازت على استقلالاتها القومية بعد القانون الأممي القاضي بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
لقد عشش الفساد والاستبداد في المجتمعات التي التحقت متأخرة بركب الحداثة: مجتمعات أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوروبا السوفييتية وأيضا آسيا السوفييتية. هذه المجتمعات التي كانت ترزح تحت الحرمان والجهل دخلت غمار انتصاراتها الوهمية وتحت شعارات قومية منغلقة سيقت إلى صراع فكري ثقافي غير واع ضد القوميات الغربية وضد بعضها البعض. لقد وَفّرت لما يسمى اليوم باليمين الأوروبي المتطرف مسوغات وذرائع، ما كان لهذا “اليمين” بدونها أن يعود قويا ويقنع شعوبه أنه “المنقذ” الأكثر كفاءة من غيره في حل الأزمات التي تسببت فيها العلمانيا والديمقراطيا.
لكن هل اليمين المتطرف يحمل حلولا خارج النسق العالمي؟ أو بصيغة أخرى، هل يحمل حلولا لا تتصادم مع النسق العالمي؟ إذا كان هذا اليمين يتوفر على استراتيجيا تختلف عن التكتيكات التي انتهجها لأغراض انتخابية، فهذا معناه أنه سينقذ بلدانه وفي ذات الوقت سينقذ النسق العالمي، أي سينقذ البشرية؛ أما إذا لم يكن يتوفر سوى على خطط هزيلة سيفشل في تحقيق وعوده وعندها سينقلب عليه ناخبوه.
هناك فرضية أخرى، وهي أنه سيحرص على عدم الانفراد بالتدبير الحكومي، وأن ألوان الطيف السياسي الأوروبي (فرنسا مثلا) ستميل إلى العمل التعاوني، أو اللجوء إلى حكومة وحدة قومية (Government of National Unity) لا يتعارض برنامجها مع فلسفة الاتحاد الأوروبي ولا مع الأمم المتحدة من جهة، ومن جهة ثانية إعادة النظر في المواقف المتصلبة بين بلدان الاتحاد الأوروبي وأمريكا، فضلا عن تعديل سياسة الاتحاد الأوروبي مع شركائه في العالم ولاسيما مع مستعمراته السابقة.
مع انتصار اليسار في فرنسا وتقهقر اليمين إلى المرتبة الثالثة، تبقى فرضية الذهاب إلى حكومة وحدة قومية واردة لعدة أسباب ذات صلة بصعوبة التحالف بين طرفين إزاء الطرف الثالث، ولاسيما أن فارق عدد الأصوات بين الأطراف ليس كبيرا. فالأطراف الثلاثة، واقعيا، كلها منتصرة، وأن الجمهورية الخامسة هي المنهزم الوحيد، وأن الحاجة إلى جمهورية سادسة أصبحت ملحة قياسا بما حدث للجمهوريات السابقة.
وفي جميع الحالات، وبفضل عودة هذه الروح النازية، ستتعاظم سيرورة التحول التي عاشها النسق الأممي بسبب تناقضاته المنطقية، ستتعاظم عالميا، سلبا وإيجابا، تمهيدا لانبثاق نسق تاريخي جديد (5).
هوامش
1- انظر”التاريخ الكامل للعالم، لجان كلود بارو وغيوم بيغو”، و”الأصول الثقافية للمعرفة البشرية، لميشيل توماسللو”.
2 – انظر “العاقل: تاريخ مختصر للنوع البشري، ليوفال هراري”.
3- انظر “الفلسفة من الذي يحتاج إليها، لآين راند”.
4- انظر ” بشرة سوداء، أقنعة بيضاء، لفرانز فانون”.
5- انظر “نهاية العلم كما نعرفه، لإمانويل فارلشتاين”.