آراءأفريقيا

الإعتراف الفرنسي بالصحراء المغربية.. هل آن الأوان لفتح ملف الصحراء الشرقية المغربية؟

ذ. الحسن بكار السباعي

إسمحوا لي ياسادة أن أبدأ مقالي بفقرتين من خطاب تاريخي إعتبره محللوا الخطب الملكية رسالة الموقف الثابت والحاسم، وتلك الرؤية الإستشرافية و المستقبلية لقضية الصحراء المغربية.

فقرتان مقتطفتان من خطاب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 46 للمسيرة الخضراء، حيث قال جلالته: “إن مغربية الصحراء حقيقة ثابتة، لا نقاش فيها، بحكم التاريخ والشرعية، وبإرادة قوية لأبنائها، واعتراف دولي واسع”.

ليضيف حفظه الله: “إن المغرب لا يتفاوض على صحرائه، ومغربية الصحراء لم تكن يوما، ولن تكون أبدا مطروحة فوق طاولة المفاوضات”.

لقد أنتظر المغرب من شركائنا، مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الوحدة الترابية للمملكة، وهاهي المواقف تلو المواقف تتحقق بفضل دبلوماسية ملكية فعالية واستباقية.

دبلوماسية جعلت من قضية الصحراء “النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم”. كما أكد ذلك جلالة الملك في خطاب جلالته بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الملك والشعب.

ديبلوماسية المغرب، وإرادته السياسية، ومنجزاته الاقتصادية، ومناعته الوطنية ومؤهلاته الإجتماعية، أضحى مركز جاذبية قوية للتعاون الدولي والاقتصادي والسياسي والأمني الإستباقي في محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة، في محيطيه الأفريقي والأوروبي، ديبلوماسية الموقف الثابت هي من دفعت قوى عالمية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالأعتراف بسيادته على صحرائه ودعم مقترح الحكم الذاتي.

فالمغرب اليوم، لا ينتظر من فرنسا الاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي لأن هذه الأخيرة معترفة بجدية المبادرة منذ سنة 2007 وإعتبارها أساس الحل ووفق الشروط التي حددها المغرب، الخلاف اليوم بين فرنسا والمغرب هو مطالبتها باتخاذ موقف كالذي عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية، الاعتراف الصريح بمغربية الصحراء ،وهذا مايقض مضجع حكام الجزائر وكشف لعبة بياناتهم، والتي لاتعدوا أن تكون مجرد طلقة في الهواء وبلا صدى وبلا مدى، تجاه الموقف الفرنسي المعبر عنه اليوم.

فموقف فرنسا يأتي بعد إعتراف المملكة الإسبانية، ومعلوم أن الدولتين معنيتان بشكل مباشر دون غيرهما بالنزاع المفتعل بالصحراء المغربية وتمتلكان القدرة على حللته.

سأعود بك عزيزي المتلقي إلى الدهشة التي أصابت فرنسا ليس فقط بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء ولكن وبشكل أكثر تأثيرا داخل الإليزي هو الانخراط الإسباني في المشاريع التنموية بالأقاليم الجنوبية المغربية وعلى رأسها ميناء الداخلة الأطلسي كأكبر مشروع إستراتيجي مغربي إفريقي خاصة بعد المبادرة الأطلسية.

فإسبانيا وفي ضل إتفاق مدريد والرباط عبرت بشكل ملموس و فعال عن قناعتها العميقة بعدالة القضية الوطنية المغربية وبسيادة المغرب على صحرائه، الجزائر طبعا حينها لم تكن راضية ولا فرنسا لم تستوعب الالتزام الذي عبر عنه سانشيز باستثمار إسباني بقيمة 45 مليار دولار في المغرب، وفي أفق سنة 2050، كما لم تستوعد هي واقليمها الجزائر أن ينظم المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال تنظيم إقصائيات كأس العالم 2030، وكيف للجزائر معزولة أن تفهم اليوم الموقف الفرنسي من سيادة المغرب عن صحرائه والتقدير الدولي لعمق مؤهلات المملكة المغربية.

ختاما ياسادة على الدولة الفرنسية، والتي تمتلك الشواهد التاريخية الكثيرة على مغربية الصحرائه وبعدالة قضيته الوطنية، أن تعمل على الدفع الفعلي بمبادرة المملمة منح اقاليمها الصحراوية حكما ذتيا، وفق شروط المغرب المشروعة والمحفوظة، فلم يعد مقبولا منها تقديم خطوة إلى الأمام والرجوع بأخرى إلى الوراء، إرضاءا للجزائر التي أصبح نظامها يرقص على صفيح ساخن، بعد توالي هزائمه الديبلوماسي، فالعسكر لا يصلح لا للحكم ولا للعمل الديبلوماسي ومكانه الطبيعي هو التكنات.

الموقف الواضع لفرنسا اليوم الذي يسير نحو الإعلان الفعلي بسيادة المغرب على صحرائه المغربية الغربية، والتي هي إشارة غير مشفرة إلى ضرورة إعادة النظر في مسألة الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر وإلى إرجاع الأراضي التي إقتطعتها فرنسا من المغرب وضمتها لإقليمها الجزائر كما فعلت مع دول أخرى مجاوة.

الصحراء الشرقية المغربية، البعبع المخيف لنظام جزائري الذي أضحى على حافة الانهيار بعد تورطه في دعم الإرهاب بالغرب والساحل الإفريقي.

* محام وباحث في قضايا الهجرة وحقوق الإنسان

https://anbaaexpress.ma/rm7pn

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى