يواصل قطاع السياحة في إسبانيا اتجاهه التصاعدي، مسجلا زيادة كبيرة في إنفاق السياح الدوليين، الذي نما بنسبة 22.6% في الأشهر الأربعة الأولى من العام، ليصل إلى 31.5 مليار يورو.
تنعكس هذه الزيادة في البيانات الأخيرة التي نشرها المعهد الوطني للإحصاء، والتي تسلط الضوء أيضا على زيادة بنسبة 14,5٪ في عدد الزوار، متجاوزا 23,9 مليون سائح، المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة الصناعة والسياحة.
وكان شهر أبريل ملحوظًا بشكل خاص، حيث وصل 7.8 مليون سائح دولي، وهو ما يزيد بنسبة 8.3٪ عن نفس الشهر من العام السابق. بالإضافة إلى ذلك، سجل شهر أبريل رقما قياسيا لإنفاق السياح لذلك الشهر، حيث ساهم الزوار الأجانب بمبلغ 9.565 مليون يورو، بزيادة قدرها 13.1% مقارنة بشهر أبريل 2023.
وأعرب وزير الصناعة والسياحة جوردي هيريو عن ارتياحه لهذه النتائج، مؤكدا أنها الأفضل في السلسلة التاريخية منذ توافر السجلات الرسمية. ووفقا لهيرو، تعكس هذه البيانات السياحة الملتزمة بالجودة والتمايز، مع التركيز على الاستدامة والرقمنة.
وبلغ متوسط الإنفاق لكل مسافر في أبريل 1221 يورو، بزيادة 4.4% مقارنة بالعام السابق، فيما بلغ الإنفاق اليومي 183 يورو، أي بزيادة 5.4%. كانت مدة الإقامة الأكثر شيوعًا بين أربع وسبع ليالٍ، حيث اختار ما يقرب من 4 ملايين سائح هذا النطاق، بزيادة سنوية قدرها 6.7٪.
وتستمر المملكة المتحدة في قيادة السوق الرئيسية لإصدار السياحة إلى إسبانيا، حيث بلغ عدد زوارها 1.5 مليون زائر في أبريل، بزيادة قدرها 8.5% مقارنة بعام 2023. تليها فرنسا بـ 1.2 مليون سائح، وألمانيا بـ 1.1 مليون. بزيادة مذهلة بلغت 31.8%. وتشمل الأسواق البارزة الأخرى بلجيكا وإيطاليا، مع زيادات كبيرة في أعداد الزوار.
وكانت كاتالونيا الوجهة الرئيسية للسياح في أبريل، حيث اجتذبت 21.3% من الإجمالي. تليها الأندلس بنسبة 15.4% وجزر البليار بنسبة 15.3%. وأظهرت مدريد وفالنسيا أيضًا نموًا مثيرًا للإعجاب في عدد السياح، حيث برزت مدريد بزيادة قدرها 21.4%.
ومن حيث الإنفاق السياحي، تصدرت كتالونيا في أبريل الماضي بمبلغ 1.807 مليون يورو، تليها جزر الكناري والأندلس. وفي المبلغ المتراكم للأشهر الأربعة الأولى من العام، تتصدر جزر الكناري بمبلغ 8,182 مليون يورو، وهو ما يمثل 26.0٪ من إجمالي إنفاق السياح الدوليين في إسبانيا.
تؤكد هذه البيانات على الأهمية المتزايدة للسياحة كمحرك اقتصادي لإسبانيا، مدعومة باستراتيجية تؤكد على جودة العرض السياحي وتنوعه، والتكيف مع الاتجاهات الحالية التي تتطلب تجارب أكثر ثراء واستدامة.