انعقد مؤتمر دولي حول الطاقات المتجددة والبيئة يومي 5 و6 يونيو 2024، تحت رعاية الوزارة المكلفة بالتعليم العالي بالعراق، حيث كان المؤتمر فرصة تعرفت على الكثير من المشاركين من دول متعددة وخاصة العراقيين من علماء ومسؤولين سواء على مستوى العراق ككل أو إقليم كردستان.
وقد كتب لي لأول مرة زيارة العراق الشقيق وبالضبط مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان، حيث نظم لي بعضهم زيارات لمواقع متعددة داخل المدينة وفي محيطها.
وكم سعدت أن رأيت عكس ما يروج.. مدينة أربيل الجميلة والآمنة، الحاضنة للتاريخ العريق حيث قلعة أربيل التى تمتد إلى 6000 سنة وجبل صفين الذي شهد معركة صفين وآثار السابقين والحضارة مقابل حداثة عمرانية واقتصادية إذا ما رفعت عنها الأيادي المتآمرة على العراق كله وعن الإقليم خاصة، ستجعل منها واحدة من أعرق وأرقى مدن العالم.
إقليم كردستان ذو الستة (6) ملايين من السكان أغلبيتهم الساحقة من المسلمين السنة، يرتادون حوالي 6000 مسجد، أي مسجد لكل 1000 مواطن، يؤمنون بخصوصية الشعب الكردي لكن يمقتون الطائفية التي تخرب القيم الجامعة وتذكي الصراع وتجهز على وحدة الأمة وتمكن للتدخل الأجنبي وتنشر الخرافة وتستنزف الطاقات.
الإقليم يحتوي على 37 جامعة ومعهد ويشهد نهضة علمية يساهم فيها علماء العراق والإقليم بما فيهم العلماء المهاجرون، ويتم التركيز أكثر على الشعب ذات العلاقة مع بناء الإنسان والتاريخ والمجتمع والاقتصاد والتكنولوجيا والعلاقات الدولية.
الاقليم يحتضن إحدى عشر (11) منطقة صناعية متعددة الاختصاصات يؤطرها ميثاق لاستثمار المواطن والأجنبي حيث يصارع المسؤولون والمهنيون البيروقراطية والعراقيل ليكون الاقليم أكثر تنافسية وجاذبية. وتحتل الصناعة الغذائية والدوائية مكانة متميزة نظرا للتحديات والتحولات الاقتصادية، الدولية والمحلية.
الاقليم الذي انتصر على الارهاب وداعش، يعرف أهله وكل العراق أنه صناعة مؤامرة حاكتها قوى دولية إقليمية لتدمير بلاد الرافدين والإقليم والسيطرة على الثروات وتشويه الإسلام السني وتبرير التدخل الدولي واغتيال قادة المقاومة وتفكيك المجتمع.
أربيل، التي رأيت، تفتح دراعيها وقلبها لكل الزائرين الذين سيجدون بين شوارعها وأزقتها مظاهر المدن المتطورة المشرئبة نحو المستقبل والمحافظة على قيمها وأصالتها.. إنها نفس القيم التي سيلمسها الزائر في مواطنيها حيث يستقبلوك بمشاعر الود والكرم المعهود في الشعب العراقي عامة والكردي خاصة ويفرحون ويحتفون بالزائر المسلم والعربي، حين يتسابقون إلى دعوتك إلى بيوتهم ومجالسهم بل يتحسرون إذا لم يسعفك الحظ في الاستجابة لدعوتهم.
كم فرحت عندما يسألك العراقي الكردي، عالم أو مسؤول أو سياسي أو صحفي أو مواطن عادي، عن جنسيتك فتخبره أنك من المغرب فيقف احتراما ويردد للتأكد: من المملكة الشريفة !!! فتزداد حرارة التحية والترحاب ويدعوك كرما ومحبة إلى رفقة أو جلسة أو ضيافة ليعرف أكثر عن المغرب وشعبه.
وكم فرحت عندما حدثني بعضهم عن الأصول المغربية لعلماء وشيوخ ومجاهدين وأسر عريقة وآثار في العراق والاقليم، تركت بصماتها وصنعت إشعاعها وساهمت تاريخيا وتساهم فروعها في مسار النهضة الحالية.
وكم فرحت أيضا عندما عبر المشاركون من العراق ومن الإقليم ومن لبنان وليبيا عن رغبتهم وأمنيتهم لزيارة المملكة المغربية الشريفة وينتظرون بأمل كبير تيسير سبل الحصول على التأشيرة من أجل السياحة أو الاستثمار.
وللمرأة المغربية الأصيلة نصيب في هذا الإشعاع المغربي، فقد أخبرني بعضهم أن الذين تزوجوا بنساء مغربيات سعداء بهن نظرا لأخلاقهن وتربية أبناءهن وحسن الاعتناء بالأزواج وتعاملهن مع أسرهم وضيوفهم و تقديم الأفضل من التراث المغربي أثاثا ولباسا وطبخا وفنا وأكثر من ذلك !!!
إنها المملكة الشريفة التي تكسب قلوب الإخوة العرب والمسلمين من كل بقاع العالم ولذلك يفتخر بها أبناؤها ويزدادوا افتخارا و إخلاصا كلما سافروا وجالوا في أرجاء الدنيا.
لأربيل عناوين تميزها:
– عنوان فخر الانتماء للأمة
– عنوان الاعتزاز بالخصوصية ونبذ الطائفية
– عنوان التعددية في إطار الوحدة والتضامن
– عنوان امتزاج العراقة والحضارة بالحداثة
– عنوان مقاومة المؤامرة الدولية والإقليمية
– عنوان بناء نهضة شاملة وجاذبة
– عنوان الشوق للتواصل والتعاون مع المغرب
ليس من رأى كمن سمع.. تلك بعض ما رسخ في ذهني وهو كثير.. خلال زيارة قصيرة لأربيل.