آراءثقافة

قصيدة.. فطين في مصر

لما دعا داعي أبي الأشبالِ * واحتد القتل في شديد المِحَالِ
واشتدتِ الأهوالُ في البلادِ * وشُكَّتْ السِهامُ والنِبالُ بالأكبادِ
وصار الناس بين نازح ولاجي * وليس أمراً عجيباً فلا ناجي
اضطرت فطين إلى التهريبِ * خشيةَ الحربِ والموتِ الرهيبِ
وتركت من خلفها بيتاً ونخلة * ودوكة في الدانقا طيبة وشتلة
وحمارة عرجاء لا تقوى مسيرا * وجروةٌ تحرس العنزَ والحصيرا
وسِتِّ دجاجاتٍ وديكهم فحلا * يَبِضْنَ في اليوم دستة وحَمَلَا
ومثلها تركت فضةً وذهبا * عاجلوها بطعنة أو حياتها ذهبا
وعربة برادو تسر النظرا * بيضاء تجري في الشارع الحجرا
وكان معها في الرحلة العجيبة * زوجها وخمسة بناتها الحبيبة
وزوجها عمُّها في الحِسْبَة * كذلك الخلط في الأحساب والنِسبَة
تروم لهم عيشةً هنيةً وسُقْيَا * في فيصلٍ بمصرَ أم الدنيا
وسكنت بالطابق قبل الأخيرِ * في عمارة قديمةٍ بشارعٍ حقيرِ
ليس بها من حداثة مُهِمَّة * فلا أسانسير لها تصعد القِمَّة
وعليك بالسلالم نصباً وشِدَّة * إن زرتها رغبة بكل مودة
يا فطينُ بيتكم عنَّا بعيدُ * وفي كل ليلةٍ يزوركم عُبَيْدُ
وضيفكم كثير رائح وغادي * من التجمع أو حي المعادي
يا فطينُ عيشكمْ خصيبُ * ولا يزوركم في الليل ديبُ
فبعلكم رأيته في القهوة * يشرب الشاي وبجنبه عطوة
يشرب الشيشة بالبوزة مرَّة * ويدخن السجائر كيلو بترة
وصاحبة الشقة لا يعجبها العجب * ولا الصيام في شهر رجب
وهي عجوز حيزبون مقسئنَّة* تثير فيك النفور والمظنة
وأنا مريض بالقلب ذي المشقة * لا أقدر صعود تلك الشقة
فخبري عني بناتك الخمسة * أو زوجك الكريم ذي الرسمة
إنَّ الطابق الأول في العمارة * خير الجوار قريب الحارة
فأنا كم بذلك الجوارِ سعيدُ * وأنتم كم بذلك المقيل تفيد
مرحباً بكم في فيصل حيِّنا * وأهلاً بكم في العريش جنبنا
ورد غربتكم للسودان ريثما * تهدأ الأحوال والأمن حيثما
وزارتكم منا النجائب والقصيدُ * وبوركتم في المنافي الطريدُ
يا فطين تقبلي مني سلامي * للجميع بداركم وهذا كلامي
كذلكم سفانة زرقاء اليمامة * تلكم الحصيفة لأهلها حمامة
وأليَّا ليتها تحن من حناني * وتبيت بجواري مرة كل حاني

https://anbaaexpress.ma/k3ekw

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى